«الرواية والحدود: من التقاطبية الثقافية إلى الفضاء الثقافي»

مؤلف جديد وقعه الأستاذ الباحث عبد الرزاق المصباحي في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، بعنوان: «الرواية والحدود: من التقاطبية الثقافية إلى الفضاء الثقافي» عن دار الرحاب الحديثة بلبنان(يناير، 2024) في حدود 352 صفحة من القطع المتوسط.
ويندرج هذا الكتاب ضمن المشروع النقدي للباحث ذاته، بحيث أصدر ثلاثة كتب في نفس السياق، وهي على التوالي:»النقد الثقافي من النسق الثقافي إلى الرؤيا الثقافية» (2014)، و»الأنساق السردية المخاتلة: شعرية السرد، تذويت الكتابة، مركزية الهامش»(2017)، و»النقد الثقافي: قراءة في المرجعيات النظرية المؤسسة»(2022).
وحسب الباحث، فإن هذا المؤلف الجديد، يختبر إجرائيا المداخل التي اقترحها في كتابه السالف الذكر (النقد الثقافي: قراءة في المرجعيات النظرية المؤسسة)، ويروم فتح أفق جديد في الجانب الإجرائي للنقد الثقافي، عبر اقتراح مداخل جديدة تفكك الكراهيات الناجمة عن امتلاك الفضاءات والأمكنة عبر سرديات دينية أو عرقية أو لغوية مصطنعة.
وجاء في كلمة ظهر الغلاف: «لماذا نجتهد في صناعة الحدود ونصطنع الكراهيات؟ ولماذا نسيج الفضاءات والأمكنة والرقع الجغرافية التي ننتمي إليها بفائض التمثيلات الثقافية التي تنطلق من مرجعيات عرقية أو لغوية أو دينية لمنعه عن الآخر المختلف؟ ولماذا نتطرف أحيانا في اصطناع أساليب متنوعة في النسخ والإقصاء، تصل حد الحجر أو التصفية؟ ولماذا يعجز الأفراد وحتى المؤسسات أحيانا عن تغيير تلك التمثيلات التي تمنع بناء الفضاءات الثقافيةأو فضاءات الهجنة؟ وكيف استطاعت صناعة الحدود التطهيرية أن تتجاوز الرقعات الجغرافية الواقعية، لتتخذ أشكالا متنوعة في «الفضاءات السيبرنيطيقية» تصل حد صناعة الفضاءات القيامية المنبئة عن تحولات قيمية وسلوكية كبرى؟».
يجمع هذا الكتاب بين إنتاج المفاهيم الإجرائية انطلاقا من المرجعيات النقدية المؤسسة للنقد الثقافي، وخاصة المفاهيم الإجرائية: التقاطبية الثقافية، والحدود التطهيرية، والفضاء الطاهر، وبين الجانب الإجرائي بتقديم قراءة ثقافية متجددة من حيث مفاهيمها وآلياتها في روايات عربية تنتمي إلى جغرافيات تخييلية متنوعة (المغرب، الجزائر، الكويت، فلسطين، والسودان) وإلى حساسيات فنية وثقافية مختلفة (كلاسيكية، تجريبية، رواية السايبربنك، والرواية الديستوبية…)، مع التنويع في المنظورات النقدية وفق ضوابط تراعي هذه الحساسيات التي تنتمي إليها النص الروائي المُقارب.»
وحسب الباحث نفسه، فإن النقد الثقافي كما يقدمه الكتاب «خطاب فكري يروم التحرر من الرقابة ومن صناعة الفضاءات التطهيرية الناسخة التي تفرضها المؤسسات والأفراد على الآخرين، لذلك ينبغي أن يقارن المستويات الثلاثة، أي الرؤيا الثقافية، في أي خطاب متمركز حول ذاته، وطارد للآخر، وهي المستوى اللاواعي الذي تتسرب فيه قيم السلطوية والإقصاء عبر الثقافة، والمستوى الواعي الذي تكون فيه تلك القيم مصنوعة بقصد ومن أجل تحقيق أهداف معينة، ثم المستوى الأهم وهو التسامي على أنساق السلطوية والنسخ والتحقير عبر بناء الفضاءات الإنسانية والثقافية التي يكون فيه الأنا مساويا للآخر، ويتعايشان بما يقتضيه العيش المشترك من قبول بالاختلاف وتسامح مع التماثل».
ومن بين ما يشير إليه المؤلف أن إصدار مؤلفه الجديد يأتي في سياق « الحاجة إلى كتاب إجرائي، يقترح قراءة ثقافية في نماذج من الرواية العربية المعاصرة تمثل جغرافيات تخييلية متنوعة ودالة من مدونتنا الروائية، وتمثل طرائق مختلفة في توظيف بنيات خطاب الرواية، وجعلها تفصح عن علاقتنا بوسائط الثقافة، وبالروافد الجديدة والمعقدة التي تسهم في تشكيل هوياتنا وسلوكياتنا».

كاتب وباحث مغربي


الكاتب : ياسين حكان

  

بتاريخ : 08/02/2024