صراعات مجلس جماعة الرباط الدراما المضحكة

 

يعيش مجلس جماعة الرباط على وقع صراع طال التفرج عليه من طرف سلطات الوصاية، وهو ما مطط في عدد حلقات هذا المسلسل الذي تحول إلى مسلسل تركي، ما أن يعتقد المتفرج أنه سينتهي حتى يتفاجأ بأنه دخل دوامة جديدة من الأحداث المتشابكة خيوطها .
فبعد أحداث انقلاب الأغلبية إلى معارضة قوية للعمدة «أسماء غلالو»  تطور الصراع إلى رفض ميزانية 2024، وليظهر بعد ذلك صراع العمدة مع الموظفين الذين اجتازوا مباراة للترقية، والتي كانت اتهمت بسببه العمدة بخرق المساطر التنظيمية، وهو ما كان فرض دخول المفتشية العامة لوزارة الداخلية على الخط.
وفي خضم احتجاج المعارضة على غياب العمدة عن دورات مجلس الجماعة، وعلى سفرياتها خارج الوطن، يطفو على السطح من جديد شد الحبل بين العمدة» أسماء غلالو» والمعارضة، حيث طالب مستشارو حزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس جماعة الرباط العمدة، بالمبررات القانونية التي استندت إليها لتبرير تبرع جماعة الرباط بمليار سنتيم  لصندوق ضحايا الزلزال الذي كان ضرب إقليم الحوز في شهر شتنبر 2023.
وعبرت المعارضة داخل مجلس جماعة الرباط بواسطة رسالة وجهتها إلى العمدة لإحاطتها علما بأن عملية التبرع كان قرارا انفراديا منها لأنه لم يناقش داخل المجلس، سواء خلال دوراته العادية أو الاستثنائية.
وحتى لا تؤول ملاحظاتهم وتعتبر خارج إجماع المغاربة، ومساندتهم لضحايا الزلزال، فقد جددت المعارضة تضامنها مع سكان كل المناطق التي ضربها الزلزال، وأوضحت أن معارضتها جاءت لكون قرار التبرع لم تحترم فيه الضوابط القانونية الواجب اتباعها، وهناك من المستشارين المعارضين من اعتبر التبرع بهذه الطريقة محاولة لاستغلال ذلك سياسيا، خاصة وأنه تم استغلال بعض المنابر الإعلامية للترويج لذلك.
الصراع داخل مجلس جماعة الرباط، يطرح الكثير من التساؤلات حول  تأثيره على مصالح مدينة الرباط ، التي تعيش على وقع الكثير من المشاريع الملكية العملاقة، سواء في مجال الرياضة أو الثقافة أو الاقتصاد، وذلك في أفق تنظيم كأس أمم إفريقيا سنة 2025  واحتضان المغرب إلى جانب البرتغال وإسبانيا تنظيم كأس العالم 2030.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 17/02/2024