يستعد المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف، على قدم وساق، لتنزيل مشروعه « متحف الأديان» انسجاما مع مشروعه المجتمعي العام، الذي يراهن على ترسيخ قيم التسامح والتعايش والتصدي الفكري والثقافي والاجتماعي والتربوي والرقمي لخطاب الكراهية والتطرف، وأجرأة لتوصيات اللقاءات الوطنية حول التجديد في ابتكار أساليب وصيغ رائدة لنشر قيم التسامح ومحاربة العنف باسم الدين وتقوية الآصرة الإنسانية كمناعة قيمية ضد التطرف.
ينخرط هذا المشروع ذو البعد الحضاري والإنساني في عكس القيم وعمق الحضارة المغربيتين، ونشر المحبة والسلام وترسيخ أسس التعارف بين الشعوب مهما كانت خلفيتهم العقدية والعرقية والدينية والثقافية.
مشروع « متحف الأديان»، الذي هو قيد الدراسة بالمرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف ضمن لجنة صياغة المشاريع، سيكون عملا جبارا تلتقي فيها عدة إرادات عمومية ومدنية وخاصة ومؤسسات دينية إسلامية ومسيحية ويهودية، لإغناء فضاء متعدد الثقافات وإثرائه برأسمال مادي رمزي وغير مادي، ليشكل فضاء للتسامح وحوار الثقافات والديانات واعتماد مقاربة مشتركة للاستثمار الرمزي للمتحف في التجسير بين الشعوب والأديان ومحاصرة خطاب التطرف الديني والهوياتي.
من المنتظر أن توضع اللمسات الأخيرة على مشروع « متحف الديانات « قبل الصيف ليمر المرصد المغربي لنبذ الإرهاب إلى مرحلة البحث عن الشركاء وتنويع قنوات التمويل.
في السياق ذاته، عبرت قيادة المرصد عن فتحها لقنوات التشاور وكل أنواع الشراكات وعن استعدادها لتلقي الأفكار والتصورات والدراسات الأكاديمية والبحثية والمخطوطات التاريخية التي من شأنها تطوير المشروع وجعل متحف الأديان منارة للتسامح ومركزا للبحث ونشر قيم التعايش دوليا.
ومن المتوقع أن يغتني متحف الديانات بكل ما له صلة بالرأسمال اللامادي الذي له علاقة بالديانات ثقافيا كان أو فنيا وتاريخيا واجتماعيا.
الموعد سيكون قريبا وسيتحقق الحلم الذي يراهن المرصد المغربي لنبذ الإرهاب على جعله محطة سياحية وثقافية وحضارية، بتكاثف الإرادات والانخراط العمومي والخاص والمدني والأكاديمي في تنزيله إلى أرض الواقع وطبعا في إطار رؤية مشتركة مع المؤسسات المنتخبة وكل الأطياف الدينية.
متحف الأديان: رهان المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف على مشروع مغربي بعمق كوني
الكاتب : محمد قمار
بتاريخ : 17/02/2024