بجرة قلم : لا تبال أيها العالم بالتفاهات.. وبالكراهية في عيد الحبّ 

 

أيها الناجحون في الحب .. والناجون من الطوفان، أيها الناجون من تفاهة العالم، أيها المنعمون بالمودة التي بيننا أيها لاتبالوا بالتفاهات .. حتى لو صوبوا بندقية القناصين في وجوهكم .. ثمة في الأفق وفي السماء مودة وإيمان بجدوى الحياة التي لايستطيعون إليها سبيلاً ولم يتذوقوا إيمانها ونعيمها.
أيها الراسبون في الحياة.. أعيدوا الكرة في الحياة إذا فشلتم، ولا تعلقوا فشلكم على مشجب الكراهية والحقد .. فكل الديانات السماوية جاءت لتُقوم الأخلاق وتهدي إلى سبيل المودة والإخاء والتسامح… يا صناع التفاهة ماذا أضفتم لهذا الكوكب الذي تلوثونه بقاذورات الصرف الصحي والتنمر البشري.
أول ما اكتشفه الإنسان : النار وليس الألواح الذكية .. وقد رسم عليها بأظافره ثم بأدوات بدائية .. وكتب بلغة الإنسان ولغة الأم التي يشعر بها ولم يكتب بلغات شكسبير أو فولتير الاستعمارية ذات الأصول والجينات الإمبريالية التي فشلت في تحديد الجغرافيا والمراجع التاريخية لأصول الإنسان العاقل. وبعدها دجن الحيوانات واستغنى عن أخرى متوحشة… وتطورت الحضارات .. التي وصلت حدود(الذكاء الاصطناعي) .
يأتي الاحتفال باليوم العالمي للحب .. والحب في معناه العربي والمغربي الفصيح يعني لنا ما يعني من مشاعر المودة والسكينة والحنان والطمأنينة والسعادة . ولم تذكر كلمة الحب في القرآن إلا مرة واحدة . فالمودة التي يهبها الله في القلوب هي وقود التسامح والنجاح .. واعلم أن ممتهني الكراهية هم أشخاص فاشلون مثل من اقترب من الشجرة، وأراد الأكل من تفاحها لكن الثمار كانت مُرّة ..ومثله مثل الذي له أو لها حساب في الحائط الافتراضي، سواء الفوري أو البطيء أو السريع أو ما جاور ذلك والفاهم يفهم . وإذا ما ذكر الحب في الشعر … فدائما يعني المودة والتسامح . وبعد .. العالم الآن والإنسانية التي كانت تعيش في عزلة وتشكل الأغلبية الصامتة، صارت اليوم كالذي يضرب رأسه بالحائط … في مواقع افتراضية يحركها (الترِسنتي) والمواقع والميكروفونات الكهربائية عبر منصات التواصل الفوري الذي يزيده بلادة النظر في لوحات ضوئية بدلا من النظر في وجه الكون. فيبقى منعزلا في الحائط الافتراضي، ضائع الهوية ..ويتسابق مع الجوقة التي تنتهي إلى النهيق. فالكثير من الأشخاص أو البعض، يساهم في صناعة ونشر التفاهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفوري أو غير ذلك . فهذه المواقع، جاءت لأجل تبادل المعلومات والأفكار للرقي بالمجتمعات .. لكن المحصلة أن التفاهات كانت هي الحصاد، والثمار المُرّة ، فكثير من يملكون هواتف أو ألواحا ذكية … تبقى مشاركاتهم تافهة لا تتجاوز التعليقات أو مشاهدة الفيديوهات أو صناعة محتوى تافه لحصاد نسبة مشاهدة مزيفة الأرقام لا تغني ولا تسمن من جوع. وجل ما ينتج على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وإن كانت ذات محتوى إشهاري، فالمستهلك أو المتلقي لا يركز أو يبالي فكثيرا ما ينسى ما ينتج من محصول بئيس المعنى.. والبقاء للجيد .


الكاتب : عبد الحق بن رحمون

  

بتاريخ : 20/02/2024