اختتمت بمراكش، يوم الأحد 18 فبراير الجاري، أشغال المؤتمر السادس للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، بانتخاب حسن كمون رئيسا للمنتدى. وانتُخب عبد الحق عندليب نائبا للرئيس، فيما انتخب محمد باجاجا كاتبا عاما، وإدريس فخر الدين نائبا له.
وانتُخب بكادة عبد الرحمان أمينا، وسالم موسى نائبا له، و رقية منيرو شباب قاسم وعبد الله مسداد والحسن الحسني العلوي وعلي أمزيان وعبد السلام الشفشاوني وبلكبير نور الدين مستاشرين مكلفين بمهمة. وجاء ذلك بعد انتخاب المؤتمر للمجلس الوطني الذي تكون من 55 عضوا.
وفي البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر المنعقد تحت شعار ” الديمقراطية لضمان عدم التكرار” طالب المنتدى بسن تدابير تضمن عدم تكرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، من قبيل إقرار دستور ديمقراطي يتلاءم مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ومراجعة السياسة الجنائية بما لا يتناقض مع المنظومة الكونية لحقوق الإنسان التي يعتبر المغرب طرفا فيها، ومراجعة البرامج والمناهج التربوية بما يصون الذاكرة الوطنية ويخدم التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، ووضع الخطة الوطنية لمناهضة الإفلات من العقاب موضع التنفيذ.
وعبر المنتدى في بيانه عن قلقه البالغ تجاه ما يشهده الوضع الحقوقي المغربي من مس بالحريات، وتراجع الحق في التعبير والتظاهر والاحتجاج السلمي والإضراب وتأسيس الجمعيات، ومن مساس متصاعد بالحق في الحياة الكريمة بفعل ارتفاع الأسعار وتجميد الأجور وزاوج السلطة بالثروة.
وانتقد المنتدى عدم الاستجابة لمطلب الندوة الدولية بمراكش سنة 2018 حول إنشاء آلية وطنية لاستكمال الحقيقة، وتعامل الدولة بمنطق تجزيئي في معالجة ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مبرزا أن العديد من الملفات ظللت دون تسوية، سواء على مستوى جبر الأضرار الفردية والجماعية، أو الاعتذار الرسمي والعلني للدولة، أو تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة.
وبالنسبة للقضية الفلسطينية وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل بغزة، طالب المنتدى بالضغط من أجل الإيقاف الفوري للحرب الظالمة على قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع ما يرافق ذلك من رفع للحصار وإدخال المساعدات الإنسانية ووقف مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وطالب المنتدى أيضا، بوضع حد لحالة الاحتقان التي تشهدها بلادنا من خلال تدابير وإجراءات عملية ملموسة، من ضمنها: إطلاق سراح المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان وكافة معتقلي الرأي من صحافيين ومدونين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي ومناضلات ومناضلي الحراكات الاجتماعية، وأكد المنتدى أن اختيار شعار “الديمقراطية ضمان لعدم التكرار” لمؤتمره السادس، منسجما مع هويته كجمعية متخصصة في ماضي وحاضر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ومبدعة لآليات ووسائل عدم التكرار مستقبلا، وذلك في إطار سعيه لتجديد تعاقده مع الضحايا والمجتمع لمواصلة النضال من أجل التسوية الشاملة والعادلة والمنصفة لملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.