نجيمة طاي طاي في لحظة تكريم: لندافع عن تأسيس كلية خاصة بالتراث اللامادي الشعبي المطلوب

تأسيس كلية خاصة بالتراث اللامادي الشعبي

«يحز في نفسي كثيرا أن اتحاد كتاب المغرب لم يعترف بي يوما ككاتبة، بل ظل ينظر إلي كـ»حلايقية»، رغم مؤلفاتي الكثيرة في الثقافة الشعبية، وأعتبر كل من يشتغل بالحكاية ليس باحثا عن «البسيط السهل» بل هو باحث جريء».
بهذه الحرقة تكلمت رئيسة مغرب الحكايات والوزيرة السابقة في التربية والتعليم نجيمة طايطاي الغوزالي، في أول دورة للمرجان الوطني للثقافة الشعبية» والذي اختار تكريمها في لحظته التأسيسية التي احتضنتها المحمدية أيام 23،24،25 فبراير الجاري.
نجيمة طاي طاي أو شهرزاد المغربية، حارسة أختام الحكاية الشعبية المغربية والحاصلة على جائزة سرد الذهب في صنف الحكاية في أول دورة لها سنة 2023 بالشارقة، تعتبر أول من قام بإدخال الحكاية الشعبية إلى مدرجات الجامعة المغربية وصفوف الدرس، بعد أن رافعت من أجلها منذ 1991 وقبل تأسيس مجموعة البحث الشفوي بجامعة ابن زهر بأكادير في إطار برنامج تربوي يعتمد الحكاية كوسيلة للتعليم والتربية وتوجيه الطلبة للاهتمام في بحوثهم الجامعية ،في الماستر أو الدكتوراه، بالموروث الشعبي، قبل أن تنطلق التجارب داخل المدارس الابتدائية التي استقبلت الرواة وانتهجت فضيلة الإنصات التي ساهمت في تشكيل مخيال التلاميذ وتحرير ملكاتهم الإبداعية في مجال الحكاية التي أصبح لها اليوم جوائز تحفيزية تقدم للراوي الطفل والراوية الجدة ولأحسن حكواتي، رواة شعبيون تخلصوا من عقدة الدونية وحملوا حكاياتهم خارج الحدود بعد أن اعترف بهم رسميا وحازوا بطاقة الفنان التي تحفظ كرامتهم ، وتعلموا أبجديات الرقمية من أجل تسجيل ووضع حكاياتهم على مواقع التواصل.
ففي سردها لتجربتها الميدانية والمقاومات التي صادفتها، أبرزت نجيمة كيف أمكنها عن طريق علم العلامات واللسانيات أن تدخل الحكاية إلى الجامعة رغم اتهامها ببيع الحكايات وتصديرها إلى الخارج، بعد أن قامت بجمع أكثر من 5000 حكاية بتنويعاتها.
وفي هذا الإطار، أي حول مسالة التدوين والنسخ، تساءلت رئيسة «مغرب الحكايات»: هل يمكن أن ندوّن ما يروى؟ وهل يمكن أن يحافظ المدون على أصالته مع رواة لا يتقنون فن الحكي، لأن للراوي تقنيات لا تتوفر للكاتب. وفي هذا الصدد دعت إلى العمل على الحفاظ على النص الأصلي وتشجيع سرد الحكاية شفويا، وقراءة أو إعادة قراءة الكتب في المنتديات، مع الحفاظ على الفضاءات التقليدية للحكي، مبرزة أن المغرب مازال الوحيد الذي يحافظ، في امتداده الإقليمي، على فضاء الحلقة مقارنة بالكوال الجزائري والفداوي التونسي وراوي الربابة المصري. فمازال الحلايقي المغربي يمارس فنه (ساحة بوجلود بفاس، باب سيدي عبد الوهاب بوجدة، ساحة الهديم بمكناس، جامع لفنا بمراكش، باب العين الزرقة بتزنيت..) مع امتياز يملكه الراوي المغربي الشعبي متمثلا في أنه إلى جانب المحكي الشفوي المتوارث، فهو يحكي من تجربة قرائية من أمهات الكتب رغم محدودية المستوى التعليمي لأغلبيتهم.
لا تدعو نجيمة طايا طاي إلى تقديس وتأليه التراث الشعبي، بل إلى جعله وسيلة لتنمية الإبداع والمخيال والتخلص من الصمت الذي بنينا سوره تجاه الأم والجدة التي استقالت من وظيفة الحكي.
وبالمقابل تدعو إلى التخلص من عقدنا الدفينة تجاه كل ماهو شعبي الذي يقرن عادة بالشعبوي، وعدم التعامل مع التراث كمومياء لكن كملك نعتز به وعلينا الدفاع من أجل تأسيس كلية خاصة بالتراث اللامادي لجعله حيا يناسب الأجيال الصاعدة، ولأن تراثنا كمنتوج وصل إلى العالمية مادمنا لا نملك بترولا ولا غازا .


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 28/02/2024