خرائطية الحب عند ابن عربي

 

المرأة في الكتابة الصوفية ليست سقفا منتهيا ولكنها إستراتيجية رحالة. المرأة أفق مسكون بأسئلته وليست سقفا ينأسر داخل الدوكسا ومعاييرها الميتافيزيقية –المتعالية. إنها سؤال الممكن والآتي، لا الكائن المنتهي

يشبه الحب ريحا سحرية،قد تقف أحيانا عند مستوى الأحاسيس الذاتية وقد تجاوزها أحيانا أخرى، لترقى الى مستوى محسوسات كونية، ولتنذغم نوعا ما في جغرافيا حالة تنطلق أصلا مما هو ذاتي لتنأى عنه، ولتنرمي الذات والجسد والوجدان والفكر في مناطق قصية بالغة النأي.حينها لا يتماهى الحب وذات معينة ملمومة على نفسها في الزمان والمكان، بل يحايث صيرورات لا مدركة ،ينخرق بترحيلات لا رجعة منها.إن صيرورة الحب سؤالا كونيا رحالا،هي صيرورة انتقاله من التماهي مع ذات إلى محايثة الكون ،خروجه من السيرورة النفسية الشعورية الى رحابة الصيرورة وغموضها وحركيتها المدوخة للفكر والجسد والحواس.الحب خرائطية رحالة،هامشية، أقلياتية minoritaire، سفلية تضعنا خارج الأنساق والتحديدات والانتظامات، وخارج سلطة الواحد ودوائره التأويلية التي ينتظمها مركز بارانوي صلب.الحب هو صيرورة الذات آخرا متعددا،جزيئيا ،نصير وإياه على خط المحايثة المرن ذاته.إنها الصيرورة الاختلافية المغايرة جذريا لخط التماهي الصلب مع دال مطلق يلزم الخضوع له.حين نحب نصير خرقا فعالا لحد، نضرب بعيدا في براري وسهوب وصحارى وأمكنة لا تأسرها الانتظامات، نخرج من تواريخ الرماد، من هذيان الهويات، وسياسة الأفكار الهذيانية.الحب ضوء يحكمنا حين نحرر وجداننا، فكرنا، جسدنا من عنف المترادفات التي لا تني تكرر نفسها داخل الدائرة ذاتها .إنه الخطى المضيئة التي بها نرقى قمة اليأس الأعزل.إنه شبيه بفعل شعري يكون انتصارا على الموت.العبور نحو الحب هو كالعبور نحو عالم مستحيل، لكنه حي لأنه يحيا بنا وبدفقنا الحيوي .لأنه صيرورة كونية، فإن النزعة الإنسانية من الحب تستمد قدراتها وطاقاتها لأنه بالذات تأكيد فعال لإنسانية الإنسان. إنه نوعا ما شبيه بعنف رؤوم، بعنف عاشق يجبرنا على التفكير .إنه حدث انبجاس الآخر كأفق للمجاسدة والحدس والمعرفة.الآخر هو المستقبل والعلاقة مع هذا الأخير هي العلاقة نفسها مع الآخر.إن العلاقة مع المستقبل، حضور المستقبل في الحاضر لا ينتجز إلا عبر الانوجاد وجها لوجه مع الآخر. والحب في أقصى تجلياته هو انبجاس الآخر في تربة المثيل، نداء الآخر، حضوره الذي ينعلن كغيرية(أخرية) عنيدة. ذاك ما يدعونا إليه، ما يفتحنا عليه قول ابن عربي في «ترجمان الأشواق» : (أدين بدين الحب أنى توجهت/ ركائبه فالحب ديني وإيماني)(ص : 42).ديوان «ترجمان الأشواق» (1)ات كله من/ طاعن في/ ذاهب إلى تجربة تخومية قصوى هي تجربة عشق لشابة باذخة الجمال هي نظام الملك التي رآها وعشقها في مكة إبان الحج، وخصها بالديوان الآنف الذكر وب»الفتوحات المكية». الديوان تنويع على تيمة الحب في بعديه الصوفي والحسي. يتعلق الأمر في البيت الآنف الذكر بخرائطية عاشقة تجترح طرقها، تنحت تضاريسها، وترتاد أراضي بكر انطلاقا من شغف الذات وانهمامها بخلق مجاورة حميمية مع ذات المعشوق، ينبجس داخلها نوع من التوحد الحدسي العميق الذي عبره تصير ذات المعشوق أراضيا وأصقاعا يلزم التوجه نحوها،اكتشافها وارتيادها.تضطلع الذات المتكلمة في بيت ابن عربي بإرادة قولها ،ترتاد أراضي قصية تخرج من الداخل إلى إضاءات الخارج،إلى أسئلة الاختلافات العنيدة التي تسكنه، أي إلى خارج عاشق للمغايرة مناقض جذريا لسلطة الدوكسا.لا اتجاه أو حد لدين الحب بل له الألق الملغز للاتجاهات كلها .الحب جغرافيا وليس كينونة ثابتة ومغلقة على ذاتها.ليس مراوحة في المكان بل انمناحا باذخا لغواية اللامكان. يقول ابن عربي(…فالحب ديني وإيماني…)لأن الحب لديه يجعل الدين والإيمان ينمنحان لهبات المستقبل وإلغازيته أي نوعا من التجربة التي يصير مطروحا على الذات في كل آن بناؤها والاضطلاع بها، من حيث هي قيد التكون دوما.لا أصل للتجربة هنا.إنها محك غير مؤصل، كل سؤال فيه احتمال ينعلن خارج سلط الوصايا والبراهين.أنها احتمالات ، حدوسات، افتراضات هذه «الأنى» التي لا تعرف مسبقا وجهتها.تنتقل «الأنا» عبر «الأين» إلى «الأنى» لا تبحث «أنا» «أدين» على سلطة البرهان بل تنفتح على إلغازات العرفان. في إحدى (مراثي دوينو) لريلكه يقول ما مفاده بأننا لا نرى أبدا ولو ليوم واحد الفضاء الخالص أمامنا، ووحدهم المحبون يقتربون منه ويندهشون لجواره، إذ ينفتح الفضاء الخالص أمامهم كما لو أن الأمر يتعلق بمفاجأة .العالم،حسب ريلكه،هو ما يحول دون رؤية هذا الفضاء الخاص،(فضاء الحب بامتياز)، ما وراء الحجب التي تحجب الرؤية. تتصادى هذه الـ (أنى توجهت.) لابن عربي مع قول ريلكة في المرثية الأولى بصدد الحديث عن المحبين : (ليس هناك توقف في أي مكان).يقود دوما إلى المفتوح، الفضاء الخالص ،الى اللامتعين. الحب اجتراح لطريق عين مسبوق، انوجاد دائم في قلب الأثر la trace،بما الأثر انسكان دائم بطيفية الوجود وممكناته، لا سكن نهائي و آمن داخل سياج الواحد.»دين الحب» الذي يعلنه فينا ابن عربي هو نوع من الاعتقاد كأثر دائم التخلق لا سقف تيو- ميتافيزيقي له. لا ينأسر الحب داخل سلطة الخطاب وإسمنت مبادئه، لايفصل نفسه عن قدراته وتخيلاته الخلاقة. إنه فرح وجودي يضاعف قدرات الجسد ويفتحه على ممكناته.إن الحب كما يحدسه ابن عربي ربما،هو فكرة الجسد، بالمعنى الذي تكون فيه الروح كما يرى سبينوزا، فكرة الجسد.يقول سبينوزا في الاقتراح العاشر من (الفصل الثالث)من (الإطيقا) :(إن فكرة ما تقصي الوجود من جسدنا لا يمكنها الانوجاد في روحنا، مادامت مناقضة لها)(2) .إن كل شيء يضاعف قدرة الفعل في جسدنا أو يحد منها،يساعدها أو يناقضها ،فإن فكرة هذا الشيء نفسه تضاعف أو تضعف من قدرة التفكير في روحنا،تساعدها أو تعاكسها.الحب فرح وجودي يفتح الروح والجسد على قواهما وصيروراتهما اللامدركة. إنه كما يراه سبينوزا فرح تصاحبه فكرة سبب خارجي ما .داخل هذا الفرح الوجودي بالذات يتوحد البعد الأنطلوجي للحب من حيث هو تأكيد للكينونة –هنا بكل تجلياتها،ومضاعفة لقواها وحدوساتها وأفكارها، ببعده الكوني الذي يعني الكينونة-هنا-أمام-العالم.الحب نداء باذخ وحميمي يحكمنا،تماما كما تحكم الإضاءة الكامنة والمحدوسة قلب العتمة. لنتذكر دوما ولنستحضر شذرة روني الشعرية الباذخة : (في ظلماتنا ما من مكان للجمال.المكان كله للجمال.).ابن عربي لا يحب بالمعنى الذي يصير فيه الحب مجرد إحساس شعوري عابر ومحدود في ممكناته، ولكنه يدين بدين الحب. إنه حب مفكر فيه انطلاقا من إرادة الذات المتكملة.انه كوجيطو محبة يحتفل بتلقي هبات الذوات /الأرض الأخرى، يحتفل بأريحية الآخر. لا تقول الذات الحب إلا لأنه يقولها إذ ينطرح كنوع من الضرورة الأنطولوجية الشارطة للخطاب، وحين تلج الذات محكه فإنها تضطلع بالمسؤولية إزاء الآخر.إن حقيقة الحب العارية تجعل ابن عربي حرا إزاء سلطة الدوكسا وبؤر اليقين المنتهية، تماما كما ذات غير متيقنة من غاياتها.إن الحرية الشعرية والأنطولوجية هي الحب .يحررنا الحب من عتمات الهوية ليفتحنا على صفاء افتتاحي.إنه الأراضي التي لا يمكن أن يرتادها سوى الإنسان اللامكتمل والمتحرر من الهوية البارانوية الصلبة. في هذا السياق بالذات يذهب جورج باطاي في كتابه : (دموع إيروس) إلى الربط بين البعد الديني والنزعة الإيروتيكية، أو ما يسميه المعنى الديني للنزعة الإيروتيكية: (يفلت معنى النزعة الإيروتيكية من إدراك كل من لايرى المعنى الديني الكامن فيه…ويفلت معنى الأديان في مجموعها من كل من أهمل الرابط الذي يجسده مع النزعة الإيروتيكية.).إن الرابط المتحدث عنه هنا من طرف باطاي طبعا،رابط خفي وليس معلنا.هذا النوع من الحب الذي صار عند ابن عربي عقيدة ومذهبا هو المتمثل في ابتكار العالم.إنه الحب كانفتاح على بعد كوني وإنساني خلاق، لا يتحدد فيه وجود الإنسان انطلاقا من المرجعية العقائدية التي تحكمه وتشرطه ومن مرجعية أخلاقية ضيقة، بل انطلاقا من وضعه الاعتباري الشمولي. الحب فعل ألخيميائي عبره يتخلق الكون ويتجسد الوجود من حيث هو موجود تماما، كما يتخلق الحب من نظرة نارسيس : (فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب… فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه.فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك ولأن العالم يحب شهد نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا.فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه.فإن الكمال محبوب لذاته… فثبت أن الحركة كانت للحب .فما ثم حركة في الكون إلا وهي حبية)(3).الحب حركة أساس وأولى للاندلاق من الكمون الى الظهور. داخله يعثر الوجود على الهنا الذي يؤسسه ويسكنه.إنه حركة انبجاس و انبثاق ومشاهدة،فيه يشهد الموجود نفسه أي طبيعته الأولى. يشهد نفسه لأنه لا شاهد يشهد على وجوده في العدم .بهذا المعنى بالذات يصير حركة إيروتيكية، لأن كل ما هو إيروتيكي يتخلق من /داخل عدم يستدعيه سلفا كمحتمل.إنها إيروتيكية الانخطاف الافتتان بأنثوي ينعلن/يتجسدن في/ ما وراء الأنثى في الأوان ذاته. ينبغي أن نستحضر قول ابن عربي في (الفتوحات) : (كل ما لا يؤنث لا يعول عليه).الأنثى في العمق هي ما ينكتب فيه الانخطاف، ما تنذغم فيه استعارة المشاهدة.يتحدث ابن عربي في (الفتوحات) عن مسألة «النكاح المعنوي».ليست هناك كتابة بدون مجاسدة ينغمد فيها العضوى في رحم الانخطافي، ينغمد كل واحد في الآخر.إن الحب سيادة لا سلطة لها لأنها ترفض السلطة، ولأن التأكيد الوحيد الذي تتغياه هو ما تمتاحه من فتنة الخارج. إنها سيادة إسرافية لا يأسرها اقتصاد السلطة البارانوي .نعثر في(مواقف) النفري على قول افتتاحي :(ادعوني كما تدعوني المرأة وأفراح فإني لا أحب إلا الفرحان). كل كتابة صوفية حميمية إلا وتلفي نفسها في العمق الحميمي لانشغالها الخيميائي متحررة من سلطة التسمية وبارانوية الانبناء للمعلوم، أي تلفي نفسها مسكونة بأطياف اللامسمى مفتوحة على نداءات الرغبة وممنوحة،وهذا هو الأهم ،لهبات «الدعوة الأنثوية».المرأة في الكتابة الصوفية ليست سقفا منتهيا ولكنها استراتيجية رحالة. المرأة أفق مسكون بأسئلته وليست سقفا ينأسر داخل الدوكسا ومعاييرها الميتافيزيقية –المتعالية. إنها سؤال الممكن والآتي، لا الكائن المنتهي، وحبها: ( أي الحب وكل حب أساس لا يكون إلا لأفق أنثوي مفتوح). في هذا السياق هو الذات الحوار الرغبوي المأمول.كلمة «حب» هذه تتضمن ذلك الأنثوي الأبدي الذي تحدث عنه دانتي وغوته، ذلك الأنثوي الافتتاحي الذي ينجذب الكائن لمهاويه الحارقة، لوداعته الرؤوم، لانعلانه المرعب وانسجامه الإنساني الرائق، حيث يتآلف الرعب والروعة وينغمدان. الاضطلاع بالحب،هو الانجذاب نحو الأنيما l’anima تلك الطاقة الأنثوية اللاواعية التي تشتغل على /داخل الوجود الرغبوي،أسفل كهوفه ومهاويه العميقة وهنا تكمن كل سمات حضورها الافتتاني الباذخ، حضور الغواية التي لا مرد لها، إذ من يستطيع رفض دعوة المرأة. إن الأنثوي مبدأ أول والعلة مؤنثة .
هذا الحب الذي يندلق في مفازات الكون، يصير نداء واعتقادا هو ما يمنح الأنثوي إمكانياته القصوى ويوقظه من سباته الأنثربولوجي، وبالتالي فإنه اعتقاد في/إيمان بالحياة في تجلياتها وانعلاناتها الباذخة.المرأة طريق الحب، محل المودة والمجاسدة الإيروتيكيين، وكل طريق ممنوح لنداء الغواية في أصفى تجلياتها، إلا وتفتحنا على الرغبة والإشباع الجنسيين.إن حب المرأة عند الصوفيين العميقين طريق يسلك المدنس ليبلغ مدارج المقدس، يصعد من الجسد إلى أعلى الما وراء.عبر العلاقة بين هذه الثنائيات :المدنس/المقدس والجسد /الروح والحب/ الانخطاف…مما أشرنا إليها ، يروم الصوفي بلوغ نوع من الوحدة البدئية والأصيلة تلك التي طمستها الدوكسا ومعاييرها وإكراهاتها البارانوية الصارمة على مستوى السلطة والمعرفة.لا يكتب الصوفي إلا انطلاقا من استراتيجية الخرق التي لا تؤكد الحد بل تنفيه.قد تكون هذه الاستراتيجية لا واعية ولكنها حاضرة بعمق وقوة في رحم هذا الخطاب المغاير.انطلاقا من ذلك لا تنكتب الكتابة إلا في أفق آخرها : الأنثى، الرغبة، المجاسدة الجنسية،…الخ.الكتابة في العمق ليست شيئا آخر،غير انمناح ليلي، متوحش وعنيف(وفق نمط العنف الرؤوم) للذة الحواس.لا يكتب ليل المعنى بعقل الكلمات فقط، بل بالعمق الحسي الرغبوي الذي يسكنها.عبر دين الحب هذا لا نعثر كما جاء في قول شار المشار إليه على الجمال، لأن المكان كله يصير آهلا بالجمال، وهو ما يتصادى مع قول ابن عربي (انتهى الحسن فيك أقصى مداه، ما لوسع الإمكان مثلك أخرى)(ص :155). لا يرتاد ابن عربي أرضا أو أراضي بكر،لا يريدها بل يرتاد/ يريد العثور على مبدأ الأرض الذي هو الحب، المبدأ الرحال بامتياز.وليس مكان القول في نهاية المطاف أكثر من ذريعة ليحل القول في ترحيلاتها المتاهية، الحميمية ،الحبية، اللامدركة. هنا بالذات يصير القلب خريطة رؤى وخطوطا وأمكنة، يخرج من إسمنت الانتماء، إلى رحابة البهاء.كأنه عبر ذلك يرسم خريطة الأراضي/ الانخطافات اللانهائية، الأشد زخما وكثافة، كأنه يحايث السرعات القصوى، وينتقل من مجرد جسد يستدعي الجمال،الأنثى، الوجود ،الكون، إلى جسد الجمال، الأنثى، الوجود والكون.إن الممكنات لا توجد في العمق خارج القول الذي يقولها، وهو ما يمكنه تأكيده نوعا ما عبر الخرائطية الحبية التي يرسمها ابن عربي في أبياته التالية :
(لقد صار قابلا كل صورة * فمرعى لغزلان ودير لرهبان)
(وبيت لأوثان وكعبة طائف،* وألواح توراة ومصحف قرآن) (ص :43)
إنها خرائطية تجعل ماكنة الكتابة تتماهى وماكنة الحب والوجود والفرح والرغبة. إنه انفتاح هذه الماكنة على الخارج، والأهم كما يرى دولوز وغاتاري، هو معرفة أي ماكنة أخرى يمكن أن تقاس عليها ماكنة الكتابة، هل هي ماكنة الحرب، أو الثورة، أم الحب…
هوامش :

1-اعتمدنا على ديوان ابن عربي، «ترجمان الأشواق»، دار صادر،بيروت ،1968.
وأشرنا الى أرقام الصفحات داخل النص بعد حرف (ص)
.221.p. 1999, Seuil , ,Ethique ,Spinoza–(2)
3- ابن عربي ، فصوص الحكم، الجزء الأول ، دار الكتاب العربي، بيروت،1980.ص.203-204


الكاتب : مصطفى الحسناوي

  

بتاريخ : 01/03/2024