مجلس الجامعة العربية يثمن دور لجنة القدس والجهود التي تبذلها وكالة بيت مال القدس

التزام المغرب بقيادة جلالة الملك بدعم القضية الفلسطينية، ثابت وملموس ولا يخضع للمزايدات والشعارات

 

احتضن الأربعاء مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الدورة 161 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية.
وفي مستهل الاجتماع قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة بتسليم رئاسة الدورة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج محمد سالم ولد مرزوك، بعد أن تولت المملكة المغربية رئاسة الدورة المنتهية.
وناقش الاجتماع الوزاري العربي عددا من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والمالية والإدارية ؛ منها بند حول العمل العربي المشترك، ويشتمل على تقرير الأمين العام للجامعة العربية بين دورتي الانعقاد ( 160 -161) والملف الخاص بالقمة العربية العادية في البحرين في ماي المقبل، وبند حول القضية الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلي ؛وتطورات القضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام العربية ؛ والأمن المائي العربي.
و في كلمة خلال افتتاح أعمال هذه الدورة، أكد ناصر بوريطة أن التزام المملكة المغربية ، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بدعم القضية الفلسطينية، ثابت وملموس ولا يخضع للمزايدات والشعارات.
وأبرز بوريطة أن المملكة المغربية، وبتعليمات من جلالة الملك، تؤكد على الحاجة الملحة لوقف عاجل وشامل ودائم لإطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بدون عوائق أو تقييدات ورفض محاولات التهجير القسري للمدنيين واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني
وفي إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ذكر الوزير بأن المغرب بادر وبتعليمات ملكية سامية، إلى إرسال كميات مهمة من المساعدات الإنسانية العاجلة شملت مستلزمات غذائية وطبية، وأخرى تولت وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، تسليمها للمؤسسات الاستشفائية والاجتماعية الرئيسية المعنية بحالات الطوارئ الصحية والاجتماعية الناجمة عن تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وأشار إلى أنه بالموازاة مع هذا التحرك الإنساني، ظل مجلس الجامعة على مستوى المندوبين في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في قطاع غزة.
كما ذكر بأن المغرب دعا، بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، وبتنسيق مع الأشقاء في دولة فلسطين، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، بتاريخ 11 أكتوبر 2023، شدد فيه على ضرورة وقف إطلاق النار وتجنب استهداف المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ومنع محاولات التهجير القسري.
وشدد على أنه «مخطئ من يظن أن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط سيتحقق عبر الحلول العسكرية أو مخططات تهجير الفلسطينيين، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى تكريس نزعة الاستعداء والانتقام والتطرف، والزج بالمنطقة في دوامة لا متناهية من الفوضى والعنف».
وخلص إلى أن السلام، كما سبق لجلالة الملك، رئيس لجنة القدس، أن أكد في مناسبات مختلفة، سيبقى هو الخيار الاستراتيجي لشعوب المنطقة، وهو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار لجميع شعوبها
من جهة أخرى دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى إعادة تنظيم الشراكات بين جامعة الدول العربية وتكتلات إقليمية أخرى ودول كبرى، وفق منظور استراتيجي عربي يمكن من تثمين الفرص التي تتيحها تلك الشراكات، في نطاق احترام خصوصيات الشعوب العربية وهوياتها الوطنية.
ولدى استعراضه للأوضاع التي تعرفها عدد من الأقطار العربية، التي ما زالت تعيش أزمات سياسية وحروبا ونزاعات كاليمن والسودان وسوريا، أبرز الوزير أن المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك، يحذوها أمل كبير في أن تستقر الأوضاع في هذه البلدان على أساس تغليب الحوار والمبادرات السلمية بعيدا عن منطق القوة والحلول العسكرية.
وقد ثمن مجلس جامعة الدول العربية دور لجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس، والجهود التي تبذلها وكالة بيت مال القدس التابعة لها.
وفي هذا السياق، أبرز تقرير الأمين العام للجامعة، المقدم أمام أعمال الدورة 161 لمجلس الجامعة، مساهمة المملكة المغربية في الدعم الإضافي لـ»صندوقي الأقصى وانتفاضة القدس» بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي.
كما أشاد مجلس جامعة الدول العربية بمبادرة «الدول الإفريقية الأطلسية» التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، كمسار لشراكة إفريقية هدفها تعزيز روابط التعاون والاندماج بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، بغية توطيد السلام والاستقرار والازدهار المشترك في المنطقة.
كما ثمن المجلس، مبادرة جلالته الهادفة إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، لأهميتها الاستراتيجية المندرجة في إطار التضامن الفاعل للمغرب مع البلدان الإفريقية الشقيقة عموما ومنطقة الساحل على وجه الخصوص.
وأشاد المجلس كذلك باستقبال المملكة المغربية مؤخرا لأزيد من 20 ألف طالب إفريقي للدراسة في مختلف المعاهد والجامعات المغربية، من منطلق الحرص على تعزيز الروابط والتضامن العربي مع الدول الإفريقية الصديقة.
وفي نفس السياق دعا المجلس إلى مواصلة الاستفادة من مركز محمد السادس للعلماء الأفارقة، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات بالمملكة المغربية، ورحب باستضافتها لمكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب بإفريقيا.
وعلى صعيد آخر، أشاد وزراء الخارجية العرب، بانتخاب المملكة المغربية لرئاسة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لسنة 2024، كأول دولة عربية تتبوأ هذا الموقع الهام.
كما عبر وزراء الخارجية، بمناسبة انعقاد مجلس الجامعة العربية، عن دعمهم للترشيحات المغربية في المنظمات الإقليمية والدولية.
وفي هذا الصدد حظيت خمس ترشيحات مغربية لشغل مناصب في منظمات إقليمية ودولية بدعم وتأييد وزراء الخارجية العرب.
كما هنأ مجلس جامعة الدول العربية المملكة المغربية لنيلها شرف احتضان كأس إفريقيا للأمم لسنة 2025.
ودعا المجلس في ختام أشغال دورته ال 161، إلى دعم جهود المملكة لإنجاح هذه التظاهرة، وإلى تشجيع الدول العربية التي ستشارك في هذه البطولة القارية.
وبخصوص الأزمة الليبية، دعا مجلس الجامعة العربية الفرقاء الليبيين، للالتزام باتفاق الصخيرات الذي تم التوقيع عليه في المملكة المغربية سنة 2015، كأساس للتسوية الشاملة للأزمة الدائرة في ليبيا منذ سنوات.
وشدد المجلس على أهمية الالتزام باتفاق الصخيرات وبالإعلان الدستوري الليبي وتعديلاته وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة من أجل الوصول إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت ممكن.
وأكد على الالتزام بوحدة ليبيا واحترام سيادتها واستقلالها ورفض كافة أوجه التدخل الخارجي في شؤونها.


بتاريخ : 08/03/2024