عن مطبعة الخليج بتطوان صدرت للروائي المغربي عبد القادر الدحمني رواية بعنوان «سِردابُ النِّسيان»، في حلة أنيقة من الحجم المتوسط، وهي الرواية الرابعة في رصيد الدحمني الذي أثارت رواياته نقاشات واسعة على إثر بعض المضايقات التي بتعرض لها بين الفينة والأخرى، بسبب طبيعة كتابته ومواضيعها الشائكة.
حيث صدرت له «عطش الليل» عن دار النشر المغربية بالدار البيضاء سنة 2009، و»أحزان حُمّان» عن دار الوطن بالرباط سنة 2012، و»معزوفة لرقصة حمراء» عن الراصد الوطني للنشر والقراءة بطنجة سنة 2016، إضافة إلى مجموعة من الكتب التي تضم إسهاماته الأكاديمية النقدية والبحثية المتعددة.
ويعد الدحمني من بين الأصوات الروائية الجديدة التي تشتغل بجدية، وتزاوج بين الممارسة الإبداعية، والمعرفة الأكاديمية، والعمل الثقافي الميداني، فهو حاصل على شهادة دكتوراه في الآداب والفنون المتوسطية من جامعة محمد الخامس بالرباط، ويعد فاعلا ثقافيا نشيطا في الساحة المغربية، يشارك في النقاشات العمومية ويبدي رأيه في عدد من قضايا الشأن العام، خاصة تلك المرتبطة بالثقافة والفنون.
جاء في ظهر الغلاف الرواية: «.. ها أنذا يا أمي! رجلٌ يسير على الحافة السوداء لسنواته الستين، معبّأ بالفراغ والإحساس باللاجدوى، حشدتُ أعطابي وأمراضي وحطام حياتي في لهاث لم يتوقّف، ها أنذا أقف على خط النار الأول للمعنى المفقود، كأنني ما عشت كل هذه السنوات، كأنني ما قرأت ولا عرفت، كأنني ما عاركتُ السنين ولا جُرحت، أتهجّى الحروف الأولى لحياة تسرّبت أمامي دون أن أرى ظلّي بجانبها، أبحث عن يدٍ تنتشلني من ضعفي وانهياري، تصدّ عنّي بعض ما يخز قلبي من فزع وشك، وتكفّ عني ما يتوعّدني من أنياب اليأس وغربان التحلّل..».