رابطة كاتبات إفريقيا تحتفل 9 مارس يوما للكاتبة الإفريقية .. تقوية التشارك الثقافي الإفريقي بلغة المؤنث واستثماره في تعزيز علاقات التعاون جنوب – جنوب

شكل تأسيس رابطة كاتبات إفريقيا يوم 9 مارس2023 برباط الأنوار، عاصمة الثقافات بالمملكة المغربية، محطة مفصلية في الحياة الثقافية بالمغرب وإفريقيا.وفضلا عن كون 9 مارس يتزامن والاحتفال بالمرأة في عيدها الأممي، الذي يعد مناسبة للوقوف على ما تحقق من مكتسبات حقوقية وسياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية ،من أجل التمكين الفعلي لكافة نساء العالم من الترافع على الإنتاج الثقافي كعامل أساسي في تقوية الجسور، فإن ميلاد رابطة كاتبات إفريقيا والذي يصادف يوم 9مارس من كل سنة يمثل موعدا قارا للاحتفال بالكاتبة الإفريقية ،إيمانا من الرابطة الإفريقية بأن الثقافة هي العامل الأساسي لإرساء خرائط التنمية بالبلدان الإفريقية .
إن الفعل الثقافي النسائي، كما جاء في بيان للرابطة،” في تعددية انتمائه ومصادره واختلاف مرجعياته ومجالات إبداعه، يعد حقا فضاء إبداعيا نوعيا يستحق تعبئة طاقاته الإبداعية وصهرها في إطار ثقافي ينتصر للحرية والاستقلالية في الإنتاج الثقافي في شتى مجالات التعبير، وينشد الحقوق والمساواة والعدالة الاجتماعية والثقافية.
إن استحضار هذا المعطى يجعل من الفعل الثقافي داخل رابطة كاتبات إفريقيا جسرا ضروريا للانفتاح الجاد على المتن الثقافي الإفريقي في تنوعه وغناه والعمل على استثماره في تعزيز علاقات التعاون جنوب -جنوب ، وتقوية أواصر الروابط الجغرافية والتاريخية والحضارية وهذا من شأنه المساهمة في الارتقاء بالمجتمعات الإفريقية، وتوطيد العلاقات الدبلوماسية الثقافية والاقتصادية وإرساء أشكال متعددة من الشراكات في شتى مجالات التعاون والتنمية ، بناء على عمل مؤسساتي تنظيمي مدني هادف واستراتيجي.
إن إطلاق مشروع رابطة كاتبات إفريقيا ضمن هذا التصور، ليس حدثا عارضا بل ينصهر في دينامية كبيرة تعرفها بلادنا والبلدان الإفريقية التواقة إلى التقدم والتحرر وتحقيق التنمية المجتمعية في جميع مجالات الحياة ، وهنا لابد أن نؤكد على الإرادة الملكية في التوجه الاستراتيجي نحو البلدان الإفريقية من أجل إرساء دعائم التعاون المستدام على مستويات عدة تهم المشاريع الاقتصادية ،والطاقة، والتجهيز والطرق وغيرها، وهي مشاريع تنشد تحقيق التنمية المستدامة ،لجعل إفريقيا قارة تتمتع بالاستقرار والنماء وقادرة على تعبئة إمكاناتها البشرية والمادية لتحقيق الرفاه والتكامل على أساس رابح – رابح”.
البلاغ اعتبر أن هذا التوجه نحو إفريقيا وإعطاء الأهمية الاستراتيجية للواجهة الأطلسية، باعتبارها مجالا حيويا واستشرافيا للانفتاح وهيكلة الفضاء الساحلي بالنظر لأهميته الاستراتيجية اقتصاديا وسياسيا و دبلوماسيا، وكذا إعادة تجسير علاقات جيوسياسية، سيعطي دفعة قوية لتنمية الساحل الأطلسي وانفتاحه على البلدان في أمريكا الجنوبية، وجعل هذا الفضاء مجالا للتكامل الاقتصادي والدبلوماسي وفي قلبه الدبلوماسية الثقافية.
وانطلاقا من قناعة راسخة لدى رابطة كاتبات المغرب والمكتب الدائم لرابطة كاتبات إفريقيا بأهمية وضرورة ما تم إنجازه وتحقيقه من مكاسب في مجالات حيوية ومصيرية تهم مستقبل البلدان الإفريقية وأجيالها، فإن تأسيس رابطة كاتبات إفريقيا يمثل عنوانا بارزا لتعزيز أواصر الروابط الثقافية التشاركية، لأن الشأن الثقافي والاستثمار في إنتاجاته المادية واللامادية وتعبيراته يعد بحق أحد العوامل الحاسمة في إنجاز التحولات الهادئة والرصينة في البلدان التي تتقن ٱليات الاستثمار وتشجع الإطارات المعبئة للطاقات المبدعة فينا وثقافيا. وإذ تؤكد الرابطة على أهمية المشترك الثقافي فإنها تعتبر أن التواصل الإبداعي النسائي في شتى مجالاته التعبيرية الفكرية والمعرفية والعلمية والفنية إنما يمثل عنصرا منصهرا في دينامية التعاون جنوب-جنوب، وتحقيق التنمية المجتمعية بتوظيف منتج للعامل الثقافي في هذه السيرورة التنموية ،والعمل على الاستثمار الفعلي في المجال الثقافي المتنوع الذي تزخر به قارتنا الإفريقية في عالم يعرف تغيرات متسارعة ومستجدات وأزمات بيئية وصحية ومجتمعية تستلزم تعبئة يقظة للثروات المادية والبشرية وإقامة شراكات مستدامة وإرساء مقومات العيش الكريم وتحديد الأولويات وضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية الروحية، بما يضمن التعايش في ظل المساواة والعدالة الاجتماعية والتكافؤات بين الضفاف والقارات والمحيطات.
إن رهان رابطة كاتبات إفريقيا، وهي تحتفل بيوم 9 مارس وجعله يوما للكاتبة الإفريقية، هو التأكيد على الأدوار الطلائعية التي تنهض بها في المجتمع من خلال العمل الثقافي الجاد والهادف، والذي يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في استنهاض الوعي بالحقوق والحريات، وفي جعل رابطة كاتبات إفريقيا منبرا ثقافيا نوعيا لتحقيق التبادل الثقافي المثمر والجاد والقادر على تعبئة القدرات الإبداعية النسائية في شتى البلدان الإفريقية على اختلاف لغاتها وانتماءاتها بشكل تشاركي وتعاوني وتضامني، مادام الهدف الأسمى هو إسماع صوت الكاتبة والمثقفة الإفريقية، وإدماجها في السيرورة التنموية الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية وغيرها من المجالات، وضمن هذه السيرورة جعل الكتابة الإبداعية متنا للترافع عن القضايا المجتمعية وعلى رأسها قضايا النساء الإفريقيات في المطالبة بفعلية حقوق الإنسان والمساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والتضامن .