الألتراس المغربية الحركة الرياضية ذات الوجوه المتعددة 2 : الإرهاصات الأولى لإلتراس مغربية

الألتراس المغربية من هي، وإلى أي وسط ينتمي أفرادها، وما الهدف من تكوين هؤلاء الشباب لهاته المجموعات؟ هي مجموعات مكونة من شباب مغاربة من فئات اجتماعية وثقافية مختلفة، معظمهم ينحدر من أوساط شعبية، اجتمعوا على حب وتشجيع فريق واحد، لا تتحدد أعمارهم في عمر معين، وتختلف أجناسهم وأعراقهم وأصولهم، وعلاوة على شغف اللعبة الذي يتملكهم، فاختلافاتهم تتوحد وتتقوى لتكون روابط متماسكة ومشتركة، تؤطرهم مقومات عدة؛ كالوفاء والولاء وحس الانتماء …

 

الالتراس المغربية من هم وإلى اي وسط ينتمون وما الهدف من تكوين هؤلاء الشباب لهاته المجموعات؟ هم شباب مغاربة من فئات اجتماعية وثقافية مختلفة، معظمهم ينحدر من أوساط شعبية، اجتمعوا على حب وتشجيع فريق واحد ٠ لا تتحدد أعمارهم في عمر معين، وتختلف أجناسهم وأعراقهم وأصولهم، وعلاوة على شغف اللعبة الذي يتملكهم، فاختلافاتهم تتوحد وتتقوى لتكون روابط متماسكة ومشتركة. تؤطرهم مقومات عدة؛ كالوفاء والولاء وحس الانتماء، ومواثيق أخلاقية أخرى يستندون إليها في مبدأ التشجيع. هدفهم تقديم الدعم ومساندة الفريق بأسمى الأشكال وبأفضل الطرق والأساليب الممكنة على الإطلاق، للرفع من معنويات اللاعبين وإثارة الحماس في نفوسهم من جهة، وللتعبير عن الشعور بالمتعة والترويح عن النفس كمسعى ذاتي من جهة أخرى
الاتحاد الاشتراكي تبحر مع القراء الأعزاء للكشف عن أجوبة بطريقة أو بأخرى عن مسارات وامتدادات الالتراس الرياضية المغربية التي وصل صداها إلى العالمية وإلى احتلال مراتب عليا في ترتيبها فيما أخرى تمكنت من احتضان قضايا عربية كبرى
إعداد مصطفى الناسي
الألتراس” كلمة لاتينية وتعني حرفياً “الفائق” أو “الزائد عن الحد”، أما المعنى الشائع لها فهو التعبير عن المجموعات التي تعرف بانتمائها وولائها الشديد لفرقها الرياضية.
وكانت البرازيل أولى الدول التي شهدت نشأة الألتراس، حيث تم تأسيس أول “ألتراس” باسم “تورسيدا” في أربعينيات القرن الماضي. وانتقلت الفكرة بعد ذلك إلى أوروبا عبر جماهير نادي “هايدوك سبليت” الكرواتي- اليوغوسلافي في ذلك الحين عام 1950، ثم في فرنسا في بداية الثمانينيات على يد نادي مارسيليا عبر “ألتراس كوماندو”، ثم انتقلت الفكرةإلى بريطانيا وباقي البلدان الأوروبية. وتعد إيطاليا من أبرز الدول الأوروبية التي تشهد مجموعات “الألتراس”.
اما في الدول العربية فقد بدأت ظاهرة الألتراس من خلال دول المغرب العربي، بدايةً من نادي الأفريقي التونسي الذي شهد تأسيس أول ألتراس تحت مسمى “الأفريكان وينرز” في عام 1995، ثم انتقل الأمر إلى باقي الأندية التونسية مثل نادي الترجي التونسي الذي يضم ثلاث مجموعات ألتراس هي “المكشخين – السوبراس- والبلود آند جولدي”-، وانتقلت الفكرة بعد ذلك إلى المغرب، حيث يضم أكثر من 50 مجموعة ألتراس تتقدمهم مجموعة “الوينرز” التي تشجع فريق الوداد و”الجرين بويز” التي تشجع فريق الرجاء البيضاوي، وكان الأردن على رأس الدول العربية الآسيوية التي شهدت ظاهرة الألتراس، وذلك عن طريق نادي الوحدات عبر التراس “جرينز” في عام 2008 ثم انتقلت الفكرة إلى سوريا على يد جمهور نادي الكرامة الحمصي من خلال رابطة “بلو صن”.
وتستخدم مجموعات “الألتراس” مصطلحات خاصة بها لا يفهمها إلا أعضاء الألتراس،من بينها مصطلح “الباتش” أي “اللوجو” الخاص بالألتراس، وهو عبارة عن لافتة يصل طولها إلى 10 أمتار أحيانا تحمل شعار المجموعة وألوان الفريق ويتم اختيار الشعار بعناية من قبل الأعضاء ويعلق بالمدرجات للتعريف بهم.
وهناك مصطلح “التيفو “ وهي كلمة ايطالية تعني “المشجع”وهي عبارة عن دخول تقوم بها مجموعة الألتراس لتعبر عن رأي أو فكر وغالبا تكون في بداية المباراة.وهناك كذلك مصطلح “روح الالتراس ،حيث تعتقد مجموعات الألتراس حول العالم في وجود ما يسمى بروح الالتراس،وهي روح يولد بها أعضاء الالتراس، ولا يكتسبوها مهما حدث، ويصفونها بأنها”تلك الروح المقدامة المثابرة العاملة في صمت وجهد لتحقيق أهداف عظيمة لا يتم إنجازها، إلا إذا انصهرت أرواح أفراد المجموعة في كيان واحد تحت علم ناديها” ضد الجميع من وسائل الإعلام التي تهاجمهم باستمرار، وضد الفرق المنافسة وأحيانا ضد المخربين من أبناء النادي أنفسهم.ولذا تطلق مجموعات الألتراس على نفسها “خط الدفاع الأخير” الذي يدافع عن كرامة واسم النادي الذي ينتمون إليه ، ويحملون علي عاتقهم الحفاظ علي الصورة المشرفة لجماهير ذلك النادي الذي عشقوه وترجموا هذا العشق بأفعال يشهد الجميع بها.
لا يوجد للألتراس رئيس، بل يتكون من مجموعة من المؤسسين الذين سرعان ما يتراجع دورهم بعد أن تصبح المجموعة قادرة على الوقوف على أرض صلبة. ويدير العمل داخل الألتراس مجموعات عمل صغيرة طوب بويز، تختص كل منها بتنظيم أنشطة المجموعة من تصميم وتنفيذ اللوحات الفنية وقيادة التشجيع داخل المدرجات وتنظيم الرحلات والإشراف علي مصادر تمويل المجموعة.
ويتميز الألتراس بالتركيز على روح المجموعة باعتبارها كيان واحد لا يتجزأ، ومن ثم تغيب أي نزعات أو تطلعات فردية، فقيمة عضو الألتراس بما يقدمه للمجموعة من جهد وعطاء. ولذا يظهر أفراد الألتراس عادة ملثمي الوجوه، بعيدين عن الظهور الإعلامي. فالأضواء المسموح لهم أن يكونوا تحتها فقط أضواء الملاعب خلف المرمي مشجعين فريقهم طوال الـ 90 دقيقة من عمر المباراة.
وبصفة عامة، تشترك مجموعات الألتراس حول العالم في أربعة مبادئ رئيسية على أساسها يتم الحكم على المجموعة إن كانت ألتراس حقيقية من عدمه وهي: عدم التوقف عن التشجيع والغناء طوال المباراة أيا كانت النتيجة، فللألتراس أسلوب فريد في التشجيع يتشكل حسب شخصية النادي وثقافة البلد، ويقود التشجيع عادة قائد تشجيع “كابو”، والذي يكون مسؤولاً عن اختيار الأغاني والهتافات وتوقيتها وحركات الأيدي والتشكيلات، وعادة ما يخصص بالملاعب مكان مرتفع للكابو ليتمكن المشجعون من متابعته والالتزام بتعليماته أثناء سير االمباراة وعدم الجلوس أثناء المباريات نهائياً، فالألتراس لا يحضروا مباريات فريقهم بغرض المتابعة والمتعة، فهما من أفعال المشجعيين العاديين، وإنما يحضروا بهدف واحد هو التشجيع والمؤازرة المتواصلة حتى صافرة نهاية المباراة
كما أن حضور جميع المباريات الداخلية والخارجية يعتبر شرطا اساسيا أيا كانت التكلفة والمسافة، حيث تقوم مجموعات الألتراس بتنظيم وحشد الجماهيرلحضور المباريات خارج مدينة الفريق مستخدمة أرخص وسائل النقل، وتقوم أيضاً بعمل موكب أو مسيرة تضم أفرادالمجموعة في المدينة التي يلعب بها فريقهم، لتظهر لوسائل الإعلام أن لفريقهم مشجعين أقوياء يسافرون خلف فريقهم في أي مكان وأيا كانت التكلفة.
كما أن الولاء والانتماء لمكان الجلوس في الملعب، حيث تختار مجموعات الألتراس منطقة مميزة داخل المدرجات يبتعد عنها المشجعون العاديون وتنخفض فيها أسعار التذاكر، وتسمى المنطقة العمياء أو الكورفا بالايطالية، وتكون تلك المنطقة مكانا خاصًا للتشجيع والمؤازرة وتعليق “اللوجو” الذي يحمل اسم وشعار المجموعة وكذلك يحمل “شرف المجموعة نفسها.”


الكاتب : إعداد: مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 13/03/2024