ضمت طرودا غذائية ومساعدات طبية تلقى بالمظلات : المغرب يساهم بـ6 طائرات عسكرية لإنزال المساعدات الإغاثية الموجهة إلى غزة

غوتيريش يدعو إلى الالتزام بروح رمضان و«إسكات الأسلحة» في قطاع غزة

 

لفك الطوق العسكري الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، شاركت 6 طائرات مروحية عسكرية تابعة للقوات المسلحة الملكية في إنزال المساعدات الإغاثية الموجهة إلى غزة، وفق ما أعلنته مصادر متطابقة.
وأفادت المصادر بأن ست طائرات هليكوبتر مغربية محملة بالمساعدات الإنسانية حطت أمس الاثنين بمطار بن غوريون الدولي للتزود بالوقود، قبل أن تتوجه إلى شمال قطاع غزة حيث شاركت في عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الموجهة للفلسطينيين، جنبا إلى جنب مع كل من الأردن والإمارات ومصر وفرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية التي نفذت عدة عمليات في هذا الصدد.
ووفق «وكالة فرانس بريس»، نفذ الجيش الأردني الأحد الماضي عملية إنزال مساعدات من الجو الأحد فوق قطاع غزة المهدد بالمجاعة حيث سارع مئات الأشخاص الى التجمع لالتقاطها.
وذكر الجيش الأردني في بيان أن طائرات أمريكية وفرنسية وبلجيكية ومصرية شاركت في العملية.
وقال بيان الجيش إن «القوات المسلحة الأردنية نفذت الأحد ستة إنزالات جوية مشتركة مع دول شقيقة وصديقة استهدفت عددا من المواقع في شمال قطاع غزة، وذلك في إطار الجهود الدولية التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية للتخفيف من آثار الحرب على قطاع غزة».
من جهنتها، ترى الأمم المتحدة أن عمليات إلقاء المساعدات جوا وإرسال المساعدات من طريق البحر، لا يمكن أن تحل محل الطريق البري. وبالتالي تبقى كميات المساعدات شحيحة وبعيدة عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.
إلى ذلك، أبحرت من ميناء لارنكا في قبرص صباح أمس الثلاثاء أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس إحدى المنظمتين غير الحكوميتين المشرفتين على العملية.
وقالت لورا لانوزا، المتحدثة باسم منظمة «أوبن آرمز» (الأذرع المفتوحة)، إن سفينة المنظمة التي تحمل على متنها 200 طن من المواد الغذائية «انطلقت» يوم الثلاثاء قرابة الساعة 06,50 بتوقيت غرينتش.
وكتب الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليتس على منصة «إكس»، «أبحرت السفينة أمالثيا في سياق مبادرة الممر البحري القبرصي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. إنه شريان حياة للمدنيين».
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن إبحار السفينة يبعث «على الامل». وكتبت على منصة إكس «سنبذل مع ا جهود ا حثيثة من أجل أن يتبعها العديد من السفن. وسنبذل كل ما في وسعنا حتى تصل المساعدات إلى الفلسطينيين».
وتحمل السفينة نحو 200 طن من الأرز والدقيق والمعلبات التي سيتم توزيعها في القطاع الفلسطيني المحاصر من خلال منظمة المطبخ المركزي العالمي «وورلد سنترال كيتشن» التي أسسها الطاهي الإسباني الأميركي خوسيه أندريس.
في السياق، غادرت سفينة عسكرية أمريكية الولايات المتحدة السبت محملة بالمعدات اللازمة لبناء رصيف لتفريغ شحنات المساعدات، وهو ما قد يستغرق 60 يوما.
من جهتها أكدت الأمم المتحدة أن إرسال المساعدات عن طريق البحر وعمليات الإنزال الجوي التي تشارك فيها عدة دول وتنفذ يوميا منذ أسابيع، لا يمكن أن تحل محل الطريق البري.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين إلى «إسكات الأسلحة» في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس بمناسبة شهر رمضان.
وقال غوتيريش لصحافيين «يصادف اليوم بداية شهر رمضان المبارك، وهو الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون في جميع أنحاء العالم وينشرون قيم السلام والمصالحة والتضامن. لكن حتى مع بداية شهر رمضان، يستمر القتل والقصف والمذبحة في غزة».
وقال «ندائي القوي اليوم هو الالتزام بروح شهر رمضان من خلال إسكات الأسلحة وإزالة كل العقبات حتى يصبح إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة ممكنا بالوتيرة، وبالحجم الضخم الضروري».
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن غارة استهدفت وقت السحور، في أول أيام رمضان، منزل عائلة بركات في حي الجنبية برفح وخلفت أربعة قتلى بينهم ثلاث نساء وعدد من الجرحى.
وصباح اليوم السابع والخمسين بعد المئة للحرب، أفادت وزارة الصحة في القطاع عن 67 قتيلا و106 جرحى سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقالت الوزارة إن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرق، واتهمت الجيش الإسرائيلي بمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول اليهم.
وارتفعت حصيلة الحرب منذ خمسة أشهر في قطاع غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، إلى 31112 قتيلا و72760 جريحا، «72% منهم من الأطفال والنساء».
ورغم تكرار الدعوات إلى وقف الحرب، تتمسك إسرائيل بخطتها لمهاجمة رفح حيث يتكدس 1,5 مليون من النازحين في ظروف كارثية.
وفيما يخيم شبح المجاعة الوشيكة على القطاع المحاصر الذي يعاني معظم سكانه من نقص الماء والطعام والوقود، وفق الأمم المتحدة ومقاطع فيديو وروايات يومية من القطاع المدمر، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن عدد الذين توفوا نتيجة «سوء التغذية والجفاف» ارتفع الى 25.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة الاثنين «عشرات الأطفال يتوفون أسبوعيا بسبب سوء التغذية والجفاف من دون أن يصلوا المستشفيات».
وقال جمال الخطيب في رفح «لا يوجد أصلا طعام، فكيف سنفطر في رمضان؟ كيف سنفرح ولا مأوى ولا كهرباء ولا ماء والأسوأ لا شيء على مائدة السحور أو الفطور في خيام النازحين المنكوبين».
وقال أحمد خميس (40 عاما) «رمضان حزين جدا هذا العام… لا طعم له. حرب قذرة ودموية، حرب إبادة، ولا طعام ولا شراب».
وسيحرم «مئات آلاف» الفلسطينيين من أداء صلاة التراويح، بحسب وزارة الأوقاف في غزة، خاصة أن الجيش الإسرائيلي استهدف «أكثر من 500 مسجد، بينها 220 مسجدا هدمها بشكل كلي، و290 مسجدا بشكل جزئي وصارت غير صالحة للصلاة».
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أول أمس: «تشتد وطأة التجويع الذي لا يعالج فقط بإسقاط الوجبات، بعضها يسقط في البحر، والآخر يتحول إلى أداة لقتل الجوعى بسبب أخطاء في الإنزال. الحل الأسهل والأكرم للجوعى هو وقف الجريمة أولا ، وإيصال المساعدات عبر المعابر والموانئ بإشراف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، فإذا كان الهدف تقديم المساعدات، فإن هناك خمسة معابر توصل إلى غزة يمكن إيصال المساعدات عبرها خلال ساعات، بدل الانتظار لثلاثة أيام في البحر».
وأظهرت مشاهد التقطتها وكالة فرانس برس تحطم بعض رزم الطعام عند الاصطدام بالأرض، ما يدفع السكان للبحث بين التراب عما صلح منها.
كما تسبب سقوط رزمة بعد تعطل إحدى المظلات الأسبوع الماضي، على منزل، بمقتل خمسة أشخاص.
وتحذر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص من سك ان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون، مهد دون بالمجاعة. وقد نزح 1,7 مليون من السكان بسبب الحرب.


بتاريخ : 13/03/2024