تعثر داخل قواعده أمام اتحاد طنجة : الوداد يواصل حصد النتائج السلبية ويراهن على أواخر مارس لدخول عهد جديد

تعثر فريق الوداد الرياضي، ليلة أول أمس الثلاثاء، داخل قواعده أمام اتحاد طنجة بهدفين دون مقابل، في المباراة التي جمعتهما بملعب البشير بالمحمدية، برسم لقاء مؤجل الدورة 21 من البطولة الاحترافية الأولى.
واحتاج فارس البوغاز إلى دقيقتين فقط لحسم الانتصار، بعدما هز الشباك الحمراء في الدقيقة 11عن طريق لاعبه ماديكي، قبل أن يكمل الثنائية إسماعيل خافي في الدقيقة 13.
وعقب هذه النتيجة، ارتقى اتحاد طنجة إلى المركز الحادي عشر بـ 24 نقطة، في حين ظل الوداد في المركز الخامس برصيد 33 نقطة.
وهذه هي الهزيمة الخامسة للفريق الأحمر في إحدى عشرة جولة، مقابل انتصارين وأربعة تعادلات، ذلك أنه من أصل 33 نقطة ممكنة، أهدر 23 نقطة واكتفى بعشر نقط فقط، وهي حصيلة تظهر حالة الاستعصاء التي يواجهها الفريق الأحمر هذا الموسم.
وأكد هذا التعثر “انتهاء صلاحية” المدرب فوزي البنزرتي، الذي طلب الإعفاء من مهامه في مناسبتين، كانت الأولى مباشرة بعد الهزيمة أمام الشباب السالمي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد برسم الجولة 18، والثانية مباشرة بعد التعادل أمام نهضة الزمامرة، لكن المكتب المسير رفض طلبه وأصر على بقائه، آملا تأمين الاستقرار التقني.
وينتظر عشاق الوداد تحسن أحوال الفريق وإعادة بنائه على أسس متينة، يواجه بها تحديات الموسم المقبل، خاصة وانه سيكون حاضرا في السوبر الإفريقي وكذا كأس العالم للأندية في حلتها الجديدة، لأن رهانات هذا الموسم لم يتبق منها سوى كأس العرش، باعتبار أن المنافسة على اللقب أصبحت أقرب إلى المستحيل، بفعل تخلفه بفارق 23 نقطة عن الجيش الملكي، صاحب الريادة.
وفي مقدمة هذا الرهانات تجديد الترسانة البشرية، لأن خمسة لاعبين ستنتهي عقودهم بنهاية الموسم الحالي، وعلى رأسهم العميد يحي جبران الظهير الأمين أيوب العملود، والشرقي البحري الذي خرج من حسابات البنزرتي، فضلا عن انتهاء إعارة منتصر لحتيمي والنيجيري أدي أوغنس.
وهذا لن يتم إلا برفع المنح من الانتدابات المفروض عليه من الفيفا، وتسوية ملفات النزاعات.
وتترقب الأسرة الودادية يوم 28 مارس الجاري بكثير من الاهتمام، حيث تقرر عقد الجمع العام للأربعة مواسم الماضية، وتعبيد طريق الديمقراطية داخل النادي الأحمر، بعدما أسس الرئيس سعيد الناصري، المتواجد خلف القضبان حيث يتابع في قضية “إسكوبار الصحراء”، لفعل استثنائي وفريد، ضرب من خلاله العمل الديمقراطي في الصميم، مستندا في ذلك على النتائج الكبيرة التي كان يحققها على المستويين المحلي والقاري.
وسيكون أبناء وداد الأمة مطالبون بإيجاد رئيس بإمكانه أن يحمل على أكتافه آمال العائلة الحمراء، ويفعل دور المؤسسة، طالما أن نموذج “مول الشكارة” أثبت فشله في كل الفرق التي راهنت عليه، وكان الوداد في مقدمة المؤمنين بجدواه، لأنه أمن له العديد من الألقاب. كما سيتعين أيضا تنقية المحيط من السماسرة والوسطاء، وهو ما أكد عليه المدرب السابق، الحسين عموتة، حيث أوضح أن السماسرة يتحكمون في مصير الفريق، ويستقوون عليه بقعودهم مع اللاعبين، الذين يحركونهم دفاعا هن مكاسبهم المادية.
ويبدو أن هذه المعركة تتطلب جرأة وشجاعة كبيرتين، لأن البحث عن القائد سيكون مضنيا، خاصة في ظل تقلص قاعدة المنخرطين، وتراجع الكثير من الوداديين إلى الوراء، فاسحين المجال أمام الناصري لفعل ما يشاء.
إن القوانين المنظمة للعبة، وطنيا ودوليا، تشدد على ضرورة تفعيل دور المؤسسة، والقطع مع التسيير الانفرادي، لكن واقع الممارسة على المستوى الوطني يحمل عكس ذلك، والدليل هو الضبابية التي تخيم على سماء الفرق، لأن العلاقة بين الشركة والجمعية تشوبها كثير من العيوب، في ظل اعتماد المتحكمين في شؤون الفرق على أسلوب التحايل على القوانين، لفرض سيطرتهم المطلقة بعيدا عن المراقبة القانونية.