بلغ عدد حوادث السير التي طالت حافلات الباصواي منذ فتحها لأبوابها في وجه الزبناء في فاتح من شهر مارس وإلى غاية يوم الخميس 14 من هذا الشهر، والتي أدت إلى خسائر مادية متفاوتة، ما مجموعه ثلاث حوادث. وتسببت دراجتان ناريتان في حادثين اثنين، في حين أن الحادث الثالث تسبب فيه سائق سيارة، علما بأن عدد الحوادث التي تعرّضت لها حافلات الباصواي في الخطين الأول والثاني إبان عملية التجريب، أي قبل تشغيلها، قد بلغ رسميا 46 حادثة سير، وفقا لمعطيات رسمية توصلت بها «الاتحاد الاشتراكي» من شركة الدارالبيضاء للتنقل «كازا ترانسوبر»، بناء على أسئلة وجّهتها الجريدة لهذه المؤسسة.
وتعتبر حوادث السير التي قد تكون عرضة لها حافلات الباصواي وعربات الترامواي شبحا يرخي بظلاله على يوميات هذه الآليات التي ساهمت بشكل واضح في التخفيف من ضغط التنقلات وربط العديد من الأحياء فيما بينها، مما قلّص المسافات أمام العديد من المواطنين، لاسيما بسبب الكلفة المادية الثقيلة للإصلاحات من جهة، ولإعادة ضبط عقارب السير على خطوط الترامواي نموذجا من جهة ثانية، الذي قد تطول مدته الزمنية مما يؤثر على جودة التنقلات في المدينة.
وعلاقة بعربات الترامواي، فقد بلغ مجموع الحوادث التي تعرضت لها خلال سنة 2023، في الخطين الأول والثاني معا، ما مجموعه 261 حادثة، في حين أنه خلال السنة الجارية 2024 وإلى غاية العاشر من مارس، فقد تم تسجيل 70 حادثة سير، وهو ما يبين حجم الحوادث المرتفع التي تواصل حضورها وتأثيرها في الشوارع البيضاوية على هذا النمط من التنقلات، بسبب اندفاع بعض السائقين وتهورهم وعدم احترام توجيهات السير، فضلا عن عدم انتباه البعض الآخر، خاصة بالنسبة للراجلين، الأمر الذي أدى إلى تسجيل حوادث دموية مؤلمة، منذ انطلاق اشتغال الترامواي في مدينة الدارالبيضاء.
وتعتبر أبرز الحوادث التي عرفتها عربات الترامواي في الخطين الأول والثاني منذ تشغيلها إلى اليوم، تلك التي وقعت في دجنبر 2018 على مستوى الخط الأول، بعد أن توجّه سائق بشاحنته نحو العربات وأخرجها من مسارها، مما تسبب في تداعيات لم تكن بالهيّنة، بالنظر للمساطر الإدارية المعمول بها في مثل هذه الحوادث، ارتباطا بإجراء الخبرة لتحديد وتقييم الخسائر، والتأمين، والتزود بقطاع الغيار، خاصة حين يتعلق الأمر بعربة بأكملها، ثم مدة الإصلاح التي تختلف حسب خصوصيات ودرجات الحادثة التي تتطلب خبرة جد خاصة. وإلى جانب هذه الحادثة، تم تسجيل أخرى التي صنّفت كحادثة ذات آثار مهمة على العربات، ويتعلق الأمر بتلك التي تم تسجيلها على مستوى الخط الثاني من الترامواي في مارس 2023، والتي بسببها لا تزال عربات هذه «القاطرة» متوقفة عن العمل بسبب الحاجة على معدات جد ثقيلة ونوعية من أجل التعامل مع الأجزاء المصابة واستبدالها.
ودفع انطلاق العمل بحافلات الباصواي، في انتظار الاستجابة لمطلب إطلاق العمل كذلك بخطي الترامواي الثالث والرابع، العديد من البيضاويين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى مناشدة السائقين ومختلف مستعملي الطريق للتعقل والتبصر أثناء القيادة أو عبور الطريق، لتلافي وقوع حوادث ذات كلفة مادية وزمنية، تؤدي إلى تعطيل هذا النوع من التنقلات التي تشكل قيمة مضافة للسير والجولان في تراب العاصمة الاقتصادية، وذلك في انتظار استعمال حلول أخرى، لتساهم جميعها وبشكل متكامل في حلّ أزمة التنقل في المدينة.
وجدير بالذكر أن عدد حافلات الباصواي التي يبلغ طول الواحدة منها 21 مترا يصل إلى 40 حافلة في خطين اثنين، توفر خدماتها على امتداد 42 محطة، ترتبط بخطوط الترامواي في نقطتين للتواصل. ويبلغ طول الخط الأول 12.5 كيلومترا ويربط بين ليساسفة والسالمية، أما الثاني فيمتد على مسافة 12 كيلومترا ويربط بين المعاريف والرحمة.