إسرائيل تفرض المجاعة على سكان غزة، والأمم المتحدة تتهمها باستخدام التجويع كسلاح

 

رأت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، أن القيود الصارمة جدا التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات إلى قطاع غزة واحتمال أنها تستخدم التجويع كسلاح، «قد تشكل جريمة حرب».
وقال الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورنس، خلال إحاطة إعلامية في الأمم المتحدة في جنيف، إن «نطاق القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات إلى غزة، فضلا عن الطريقة التي تستمر بها بشن العمليات القتالية، قد ترقى إلى استخدام التجويع كسلاح حرب الأمر الذي يشكل جريمة حرب».
من جانبه، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوته إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل للشهر السادس على التوالي.
وقال غوتيريش في تدوينة عبر حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقا)، إن «المجاعة الوشيكة في الجزء الشمالي من غزة هي كارثة من صنع الإنسان بالكامل».
وأضاف: «أجدد دعوتي إلى وقف فوري لإطلاق النار (في قطاع غزة) لأسباب إنسانية».
وشدد على ضرورة التحرك الفوري في غزة لمنع «ما لا يمكن تصوره وما يعتبر غير مقبول ولا مبرر».
وكان غوتيريش للصحفيين قد عرض، في مستهل هذا الأسبوع بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، تقريرا دعمته المنظمة العالمية، حيث أشار إلى أن المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة.
ولفت إلى أن «هذه الكارثة هي بالكامل من صنع الإنسان، ويوضح هذا التقرير أنه يمكن وقفها»، مطالبا الاحتلال الإسرائيلي بـ»ضمان الوصول الكامل وغير المقيد للسلع الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة».
وكان تقرير «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» (IPC)، الذي أعدته مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، أظهر أن 70 بالمئة من سكان شمال قطاع غزة يواجهون «جوعا كارثيا»، وفقا لوكالة الأناضول.
وتتصاعد حدة المجاعة في قطاع غزة بشكل متسارع، لا سيما في المناطق الشمالية، ما أسفر عن وفاة فلسطينيين، بينهم أطفال ومسنون، جراء الجفاف ونقص حاد في التغذية.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن جميع سكان غزة يعانون من «مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد « مشددا على الضرورة الملحة لزيادة إيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في الفيليبين حيث يجري زيارة رسمية «بحسب أكثر المعايير الموثوقة، يعاني 100% من سكان غزة من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف شعب بأكمله على هذا النحو».
وتأتي تصريحات بلينكن عشية زيارة له إلى الشرق الأوسط، تشمل هذه المرة السعودية ومصر، لمناقشة جهود التوصل لوقف لإطلاق النار وزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي تقييم للأمن الغذائي نشرته وكالات متخصصة في الأمم المتحدة الإثنين، حذرت الهيئة الدولية من وضع غذائي «كارثي» لنصف سكان القطاع ومن مجاعة «وشيكة».
ودعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات من دون قيود إلى القطاع المحاصر قائلا إن «الوقت يداهم».
وقال بلينكن مستندا إلى بيانات الأمم المتحدة إن 100 بالمئة من سكان غزة بحاجة إلى مساعدة إنسانية مقارنة بـ80 بالمئة في السودان و70 بالمئة في أفغانستان.
وعن دخول المساعدات، قال بلينكن إن «ذلك يؤكد فحسب على أهمية وضرورة أن يكون ذلك الأولوية».
وأضاف «نحتاج للمزيد ولأن يكون ذلك مستداما، ونريد أن يكون ذلك أولوية إذا أردنا الاستجابة بفاعلية لاحتياجات السكان».
إلى ذلك، أكدت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، بيث بيكدول، لوكالة فرانس برس، أن «وجود 50 في المئة من كامل السكان عند مستويات كارثية قريبة من المجاعة، هو أمر غير مسبوق».
ووفق تقرير «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي»، فإن ما يعادل نحو 1,1 مليون فلسطيني يعانون «انعداما كارثيا للأمن الغذائي» بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، وهو الرقم الأعلى الذي يسجله التصنيف الذي يعرف المجاعة على أنها «مواجهة السكان سوء تغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء».
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث على منصة «إكس»، «يجب على المجتمع الدولي أن يشعر بالخجل من عدم تمكنه من وقف» المجاعة الوشيكة.
وفي النسخة السابقة من التقرير التي نشرت في ديسمبر، اعتبر برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة أن المجاعة «مرج حة» بحلول نهاية ماي في شمال قطاع غزة.
وقال التقرير الذي نشر الاثنين «المجاعة وشيكة في المناطق الشمالية ويتوقع أن تحدث في أي وقت بين منتصف مارس وماي 2024» ما لم يتم القيام بشيء للحؤول دون حصولها.
وقالت بيدكول في مقابلة مع وكالة فرانس برس «إذا لم يحصل تغيير في عمليات تسليم المساعدات الإنسانية، ستحدث المجاعة».
وأضافت «قد تكون بدأت في الشمال لكننا لم نتمكن بعد من التحقق من ذلك» بسبب عدم إمكان الوصول إلى المناطق المعنية.
وحذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، في بيان، من أن معايير التصنيف المرحلي المتكامل لإعلان مجاعة لم ت ست وف تقنيا، لكن «سكان غزة يموتون من الجوع».
ويقد ر برنامج الأغذية العالمي أن واحدا من كل ثلاثة أطفال في شمال القطاع يعاني سوء تغذية وأن «سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتزايد بوتيرة قياسية».


الكاتب : (وكالات)

  

بتاريخ : 20/03/2024