ارتفعت حصيلة الهجوم إلى 133 قتيلا و152 مصابا، بحسب آخر إحصائيات وزارة الطوارئ الروسية
بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تعزية وتضامن إلى الرئيس الروسي فلادمير بوتين، على إثر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مركزا للحفلات بموسكو. ومما جاء في نص البرقية “لقد علمت بعميق التأثر وشديد الاستنكار، بنبأ الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مركزا للحفلات بموسكو، مخلفا العديد من الضحايا والمصابين”.
وأضاف جلالة الملك “وإني إذ أعبر لفخامتكم عن إدانة المملكة المغربية الشديدة لهذا الفعل الإجرامي الجبان وعن تعاطفها وتضامنها مع بلدكم الصديق، لأعرب لكم، ومن خلالكم إلى الأسر المكلومة وإلى الشعب الروسي، عن أحر التعازي وصادق مشاعر المواساة إزاء هذا الحادث المفجع، داعيا الله أن يلهمكم جميعا الصبر والسلوان وأن يتقبل الضحايا في ملكوته الأعلى ويمن على المصابين بالشفاء العاجل”.
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة هجوم كروكوس بضواحي موسكو إلى 133 قتيلا و152 مصابا، بحسب آخر إحصائيات وزارة الطوارئ الروسية، أمس الأحد. فيما حددت مارجريتا سيمونيان، مديرة قناة روسيا اليوم على تطبيق تيليجرام، عدد قتلى الهجوم في 143 قتيلا، دون ذكر مصدر المعلومة.
وأعلن الكرملين أن روسيا ألقت القبض على 11 من بينهم أربعة يشتبه في أنهم مسلحون على صلة بإطلاق النار في قاعة للحفلات الموسيقية قرب موسكو.
من جانبه أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه تم توقيف المسلّحين الأربعة وتوعد بمحاسبة كل الضالعين في التخطيط للهجوم.
وأضاف “أوقف منفّذو العمل الإرهابي الأربعة الذين أطلقوا النار وقتلوا الناس. كانوا متّجهين نحو أوكرانيا… سنحدد هوية كل من وقف وراء الإرهابيين وكل من أعدّ الهجوم وسنحاسبهم”.
وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن “الإرهابيين الذين شاركوا في هجوم موسكو “حاولوا الفرار نحو الحدود الأوكرانية، وكانت لهم اتصالات على الجانب الأوكراني”.
من جانبها، قالت كييف أول أمس السبت إنها ترفض الادعاءات الروسية بوجود صلة بين أوكرانيا ومنفذّي الهجوم.
وقال المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على منصة “إكس” بعدما أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي السبت توقيف منفّذي الهجوم الذين حاولوا الفرار إلى أوكرانيا “الروايات التي تقدّمها الأجهزة الخاصة الروسية في ما يتعلق بأوكرانيا غير مقبولة وسخيفة”.
إلى ذلك، تبنى تنظيم الدولة العملية، وقال إنها “انتقام من الدول التي تحارب الإسلام”، ونشر صورا للمنفذين.
تنظيم “داعش” يتبنى الهجوم
نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عادة ما يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية شريط فيديو صوره على ما يبدو منفذو الهجوم داخل قاعة للحفلات الموسيقية قرب العاصمة الروسية موسكو، وفق ما أفاد موقع “سايت” المتخصص في رصد المواقع الجهادية.
ويظهر الفيديو البالغة مدته دقيقة و31 ثانية عددا من الأفراد الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مشوشة، وهم يمسكون بنادق هجومية وسكاكين، داخل ما بدا أنه بهو قاعة الحفلات الموسيقية “كروكوس سيتي هول” في كراسنوغورسك في شمال غرب العاصمة الروسية.
وبينما كان المهاجمون يطلقون رشقات نارية عدة، شوهد عدد من الجثث أرضا، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفية.
وقال أحد المنفذين ويدعى فريدون شمس الدين إنه وصل من تركيا مطلع الشهر الجاري، وتم تجنيده عبر “تليغرام” قبل شهر تقريبا، مقابل مبلغ 500 ألف روبل، ما يعادل 5 آلاف دولار، مقابل تنفيذ عملية قتل عشوائي.
في السياق نفسه، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأحد، حداداً وطنيًا خلال كلمة للشعب الروسي واصفًا ما حدث في “كروكوس” بأنه “عمل إرهابي دموي وهمجي”، متعهدا بعقاب كل من يقف وراء الحادث.
من جهة أخرى نفى سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف أن تكون الولايات المتحدة قد أرسلت أي معلومات محددة للسفارة قبل الهجوم.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أنتونوف قوله: “لم يتم تقديم أي معلومات محددة لنا”. وأضاف أنه لم يحدث أي اتصال بعد الهجوم.
وكانت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي قد ذكرت في وقت سابق أن الحكومة الأمريكية نقلت في وقت مبكر هذا الشهر معلومات إلى روسيا عن هجوم مزمع في موسكو، وأصدرت أيضا نصائح عامة للأمريكيين في روسيا في السابع من مارس.
من جهته، وصف البيت الأبيض السبت تنظيم الدولة الإسلامية بأنه “عدو إرهابي مشترك”، مكررا إدانة الهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو والذي خلف أكثر من 130 قتيلا.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان بيار إن “الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم الإرهابي الشنيع في موسكو”، مضيفة أن تنظيم الدولة الإسلامية “عدو إرهابي مشترك ينبغي هزيمته في كل مكان”.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، إن “تنظيم الدولة يتحمل بمفرده المسؤولية عن الهجوم المميت قرب موسكو، وإن أوكرانيا غير ضالعة في الهجوم”. وهذا ما أكده مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك الذي قال إن بلاده التي تواجه هجوما عسكريا روسيا منذ عامين، “ليست لها أي علاقة” بالهجوم. كما قالت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إن “الهجوم الإرهابي في موسكو كان استفزازا مخططا ومتعمدا من الأجهزة الخاصة الروسية بناء على أوامر بوتين”، معتبرة أن هدفه تبرير ضربات أكثر قسوة ضد أوكرانيا وتعبئة الروس !