في خطوة إجرامية تصعيدية أقدم «عضو» في شبكة لترويج المخدرات على استهداف عناصر أمنية بسلاح ناري فجر أول أمس الأربعاء، موجّها إليهم طلقات نارية بشكل عمدي من أجل ثنيهم عن ملاحقة السيارة التي كان على متنها والتي كانت محمّلة بأطنان من مخدر الشيرا، بهدف فسح المجال لسائقها للهرب، الأمر الذي لم يتحقق بفضل إصرار ويقظة عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء.
وأوضحت الإدارة العامة للأمن الوطني في بلاغ لها بخصوص هذه الواقعة، أنه بفضل معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تم إحباط عملية كبرى للتهريب الدولي للمخدرات، وحجز عشرة أطنان و300 كيلوغرام من مخدر الشيرا، مبرزة أن العمليات المنجزة في هذه القضية بتنسيق ميداني مع عناصر الدرك الملكي المختصة ترابيا، أسفرت عن ضبط سيارتين نفعيتين على مستوى الطريق السيار الخارجي لمدينة الدارالبيضاء، محمّلتين بشحنات كبيرة من مخدر الشيرا، واحدة تم توقيف سائقها ومرافقه على مستوى محوّل الطريق السيار، في حين رفض سائق السيارة الثانية الامتثال، وعمل مرافقه على تعريض عناصر الشرطة ومستعملي الطريق لتهديد خطير بإطلاق عدة عيارات نارية من بندقية للصيد كانت في حوزته موصولة بحزام محشو بالخراطيش.
وأكدت المؤسسة الأمنية أنه لدرء هذا الاعتداء الخطير، خصوصا وأن المشتبه به كان يطلق عيارات نارية بشكل عمدي في اتجاه موظفي الشرطة ومستعملي الطريق، فقد اضطر أحد عناصر فرقة مكافحة العصابات لاستخدام سلاحه الوظيفي وإطلاق أربع عيارات تحذيرية بينما أصابت الرصاصة الخامسة المشتبه به، وهو ما مكن من تحييد الخطر، وتوقيفه رفقة مرافقه، غير أنه وافته المنية خلال هذا التدخل.
وعلى إثر هذا التدخل تم حجز كميات كبيرة من مخدر الشيرا داخل السيارتين، ناهز وزنها الإجمالي عشرة أطنان و300 كيلوغراما، تم خفرها إلى مصالح الجمارك لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها، بينما تم حجز بندقية الصيد والعيارات النارية المستخدمة في تهديد عناصر الشرطة وتعريض سلامتهم للخطر.
وأوضحت الإدارة العامة للأمن الوطني أنه تم الاحتفاظ بالمساهمين الثلاثة الموقوفين في هذه القضية تحت تدبير الحراسة النظرية على ذمة البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة، للكشف عن جميع الامتدادات والارتباطات المحتملة لهذه الشبكة الإجرامية، بينما تم إيداع جثة المشتبه به الرابع بمستودع الأموات رهن التشريح الطبي.
وتأتي هذه العملية بعد إحباط عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن الدارالبيضاء بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني محاولة تهريب طن و 420 كيلوغرام من مخدر الشيرا يوم الأربعاء 13 مارس. كما تمكنت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن القنيطرة قبل ذلك، وتحديدا في 5 مارس الجاري، وبتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من إحباط محاولة تهريب طنين و145 كيلوغراما من نفس المخدر، وهي التدخلات التي تنضاف لعمليات أمنية أخرى سابقة، تم خلالها إيقاف مروجين لمخدر الكوكايين، والأقراص المهلوسة من نوع «إكستازي»، إلى جانب عبوات غاز «بروتوكسيد الآزوت»، و«البوفا»، وهي العمليات التي توضح حجم «السعار» الذي أصاب شبكات ترويج المخدرات التي تحاول جاهدة مواصلة نشاطها الإجرامي، لكنها بالمقابل تؤكد يقظة مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني التي تعتبر المزود الرئيسي لباقي المصالح الأمنية والشرطة القضائية بالمعلومات التي تتعلق بالاتجار في المخدرات ومحاولات تهريبها، إلى جانب العمل الذي تقوم به مؤسسة الدرك الملكي بكافة مصالحها، حيث يتم استثمار كل المعطيات والمعلومات التي يتم تجميعها في إطار تدخلات ميدانية مكّنت من إحباط هذه المحاولات وإلقاء القبض على مختلف المعنيين ومن لهم صلات بهذه النوازل.