برشيد .. طقوس رمضانية في العشر الأواخر واستعدادات لاستقبال عيد الفطر

على بعد أيام قليلة من عيد الفطر، وخلال العشر الأواخر من شهر رمضان الأبرك، تنبض شوارع مدينة برشيد على غرار باقي المدن المغربية الأخرى بالحياة، وتتزايد الحركية أكثر في الأسواق والمحلات، حيث تسعى الأسر، من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، فقيرة كانت أو متوسطة، وحتى في ظل الصعوبات الاجتماعية والتحديات الاقتصادية التي يعيشها الجميع خلال السنوات الأخيرة بسبب الغلاء المستمر وارتفاع الأسعار المتواصل، لكي لا تمر هذه اللحظة الزمنية بحمولاتها الدينية والاجتماعية مرور الكرام، وألا تكون مجرد حدث عابر.
أسر، تعمل جاهدة من أجل الحفاظ على الطقوس الرمضانية التي تميز العشر الأواخر، التي تتجاوز ما هو ديني إلى ما هو اجتماعي، خاصة عند استقبال ليلة القدر، ثم تنتقل بعدها لتجهيز ما يلزم من أجل حلول عيد الفطر، من خلال تأمين الكسوة التي ينتظرها الأطفال بشغف كبير، حيث تشهد الفضاءات التجارية والأسواق المختلفة إقبالا واسعا، إذ يتوافد المواطنون عليها لشراء الحلويات المختلفة الجاهزة، كـ «الغريبة» و «الفقاص» وحلوى «البوق» و «الصابلي» بأنواعه الكثيرة، والملابس المتنوعة، وكل ما يحتاجونه للاحتفال ولإدخال الفرحة والبهجة على قلوب ومحيّا أفراد أسرهم، الصغار والكبار على حدّ سواء، خلال هذه المناسبة ذات الخصوصيات المتعددة.

تقاليد لا تموت
تحافظ ساكنة مدينة برشيد على تقاليد قديمة تمارس أواخر أيام الشهر الفضيل، إذ نجد ازدحاما ملحوظا خاصة خلال ليلة 27 من شهر رمضان الأبرك، على محلات «التنݣيف» ومختبرات الصور، بحيث تصطحب الأسر المغربية فتياتها الصغيرات للتزيين بزينة ولباس العروس، والتقاط صور للذكرى فوق العمارية. وتغص محلات «التنݣيف» بزوارها وكذا المارة الذين يقفون للاستمتاع بمشاهدة هذه اللحظات المميزة التي لا يتم إحيائها سوى ليلة في السنة.
إقبال يكون الهدف منه كذلك نقش أيادي الطفلات واليافعات بالحناء، حيث تعتبر هذه الخطوة من العادات الرائجة والمفضلة لدى العديد من نساء المدينة اللواتي يستبشرن بوضع نقوشها في كل مناسبة، حيث تتوافد الأمهّات والفتيات على النقاشات المتواجدات في الشارع الرئيسي للمدينة قرب مقر العمالة، من أجل هذه الغاية التي يتم من خلالها تزيين الأيادي البيضاء لتحمل أشكالا وصورا متعددة للأزهار ولغيرها، التي يعطي تفتّحها عبقا ينضاف للعبق الرمضاني من جهة ولبهاء وجمالية العيد من جهة ثانية.
وإذا كانت هذه الطقوس تسعد الفتيات والنساء فإنها بالمقابل تساهم في خلق نشاط مدرّ للدخل، وإن كان مناسباتيا، بالنظر إلى أن ما تكسبه النقاشات من عائد مادي من هذا العمل، يتم توجيهه لاقتناء مستلزمات رمضانية وأخرى مرتبطة بأجواء وطقوس العيد، لإسعاد أطفالهن هن الأخريات، لتكون بذلك البهجة قاسما مشتركا لهذه اللحظة وإن كان ذلك في تفاصيل الحدث البسيطة.
روح العيد تتحدى الغلاء
على الرغم من التحديات الاقتصادية وارتفاع الأسعار وموجة الغلاء التي تكتوي بلهيبها العديد من الأسر المغربية، التي لم تعد تميز بين الأسر الفقيرة أو المتوسطة، ، فإن الساكنة تظل مصممة على توفير كل ما يلزم للاحتفال بالعيد، مهما كان «الثمن»، بكل فخر وسعادة، حيث تستمر في البحث عن أفضل العروض وأرخصها لضمان استمتاع أطفالها بأجمل لحظات العيد.
وتشهد المحلات التجارية المتواجدة بالقيسارية «المركزية» للمدينة، كدكاكين قيسارية الرياض، وبن دحو، وقيسارية الريان، ومحلات قيسارية ياسمينة المتواجدة بالحي لذي يحمل نفس الإسم، وبعض المحلات المستقلة كرواق الأميرات، خلال الأيام الأخيرة، وفقا لما عاينته «الاتحاد الاشتراكي»، زيارات متعددة وإقبالا كبيرا للمواطنين، مما يجعل التجار بها يوفرون ويعرضون أنواعا مختلفة من السلع والمنتوجات لإرضاء جميع الأذواق، التي لا تقف عند حدود ما يتعلق بكسوة الأطفال فقط، بل تمتد لتشمل كذلك النساء والرجال الذين يرغبون في الاستعداد لليلة عيد القدر وليوم العيد، باقتناء أزياء وملابس تقليدية جاهزة مثل الجلباب والقندورة وكل ما يعبر عن أصالة وتقاليد منطقة أولاد حريز خاصة والمغرب عامة.

صحافية متدربة