كلمة : الرياضة والفساد 

محمد الطالبي

تعيش كرة القدم المغربية متاعب كبيرة بسبب كثرة المتابعات والتهم الثقيلة التي يتابع بها البعض، فرؤساء فرق عريقة ومشهورة جدا يوجدون داخل الزنازن وآخرون يغادرون السجن ومسؤولون بالجامعة تطالهم المتابعات من ملف تذاكر كأس العالم بقطر، ورؤساء فرق يسيرون من المنفى وتسريبات عن متابعات أمام القضاء.
والأخطر أن الفرق التي ينتمي إليها المدانون والمتهمون، على حد سواء، يمارسون في البطولة الوطنية بكل مستوياتها، وكذا كأس العرش، وهي مناسبات رسمية، ويتساءل الرأي العام الكروي ومحبي الفرق، وهم يرون الدوريات تتحرك، وكأن لاشيء وقع أو سيقع، وإلا ما معنى أن يغادر مسؤول كروي السجن، ويعود للفريق، وكأن لاشيء وقع وأن لا محاكمة جرت وقضت بأحكام نافذة نهائية .
في نفس الوقت صمت الفرق والأندية والجامعة ووزارة الرياضة آذانها ولاذت بصمت القبور، وكأن ما يجري خارج البلاد وخارج الاختصاص، لم نر استقالة أي مسؤول حكومي، وحتى الناطق الرسمي باسم الحكومة لم يشر إلى هذه الفضائح المدوية وما عسى الحكومة فاعلة .
طبعا الكلمة للقضاء في ما يخص كل القضايا المعروضة من الاتجار الدولي في المخدرات إلى نهب المال العام، عبر بيع التذاكر بطريقة غير قانونية في قطر، إلى الشيكات إلى…ومنها ما يرتبط بتسيير الشأن المحلي في الجماعات الترابية من قمة الجهة إلى المقاطعات إلى التواجد بمجلس النواب، وكلها ترتبط باستغلال الرياضة في السياسة بتوجهات حزبية تغولت على كل القطاعات المجتمعية.
ليس الغرض التشفي في أي كان، ولكن فقط دعوة للقيمين أن انتبهوا فبلادنا مقبلة على احتضان ملتقيات قارية وكأس العالم المشتركة بيننا وإسبانيا والبرتغال، حيث تتحرك آلة الإنجاز والبناء لتطوير البنية التحتية لنكون أمام تحد هو  قضية  وطن بكل مؤسساته، ويظل قطاع الرياضة المعني الأول خارج عملية الإصلاح والتأهيل، ولأن العالم قرية صغيرة فكل ما يقع هنا والآن من فوضى في فضائنا الكروي هو مثار متابعة من قبل الجميع، وخاصة المغرضين الذين يتربصون بنا للنيل من بلدنا، ولكننا من نمنح الفرص بسبب مغامرين وصغار النفوس .
إذا لم يدفع ما يقع في المجال الرياضي من فوضى وعبثية الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها فمتى تتحملها؟ وهل كل ما يقع لا يستدعي حتى توضيحا أو استقالة للمعنيين من المشهد الرياضي حتى لا نستفيق غدا على فضائح كروية أكبر، وحتى لا يتحول المجال الرياضي النبيل إلى مجال لتبييض المفسدين وتلطيخ سمعة الرياضة الوطنية .
قد تبدو للبعض مظاهر فساد كهذه مجرد تفاصيل، ولكن في التفاصيل غالبا ما يكون الضرر الأكبر، وكأس العالم مفخرة العالم ببلادنا، واليوم قبل الغد، لا وقت إلا للجدية ولا شيء آخر .
ونختم بالقول إن المجال الرياضي، والذي تخصص له ميزانيات ضخمة، يحتاج إلى افتحاص من الجهات المخولة.

 

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 04/04/2024