قررت خمس تنظيمات نقابية وازنة بقطاع الصحة بأسفي، المنضوية تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل، الخروج للاحتجاج غدا الأربعاء 17 أبريل، ضد ما تصفه بـ «التوزيع غير العادل للأطر الطبية من طرف المديرية الجهوية للصحة»، وكذا «دفاعا عن الحق الدستوري في الصحة ومجانية العلاج لفائدة المواطنين والمواطنات»، ويتعلق الأمر بالمكتب النقابي للأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان، والمكتب المحلي للمركز الاستشفائي محمد الخامس بأسفي، والمكتب النقابي لمستشفى القرب عائشة، والمكتب المحلي لشبكة المؤسسات الصحية، والمكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة، والتي تعتبر قطاعات نقابية لها قوة تمثلية كبيرة على مستوى اللجان الثنائية، التي قررت أن تصدح اليوم بصوت واحد ضد التدبير الذي تعتبره «غير مسؤول للموارد البشرية جهويا».
وفي سياق هذا الوضع المأزوم، الذي زاد من درجة الاحتقان الذي تشهده الساحة الصحية في صفوف نساء ورجال الصحة وساكنة أسفي، تنتقد الشغيلة الفدرالية ما تصفه بـ «تمادى المديرية الجهوية للصحة لجهة مراكش- أسفي في نهج سياسة الآذان الصماء وتماطلها في الاستجابة للمطالب والقضايا المطروحة، وخاصة عدم الاكتراث بالخصاص المهول في الموارد البشرية على مستوى مختلف الوحدات الترابية بأقاليم الجهة». وسبق للنقابة الوطنية للصحة العمومية «فدش» ، أن ناقشت المطالب العالقة بالجهة في اللقاء الجهوي المنعقد يوم 26 مارس الماضي، ومن ضمنها المطلب الملح المطروح من طرف فيدراليي أسفي والمتعلق بتعيين طبيب أخصائي في طب الأطفال ولو بصفة مؤقتة، في حين قامت المديرية الجهوية بتعيين طبيبتين أخصائيتين في طب الأطفال بمستشفي المامونية بمراكش الذي يتوفر على ثلاثة أطباء ليصبح العدد خمسة (5) أطباء في هذا الاختصاص!!! وتم، وفقا لمصادر نقابية، «إقصاء إقليم أسفي الذي يتوفر على طبيب أطفال واحد يشتغل لأزيد من ثلاث سنوات تحت ضغط كبير في مصلحة طب الأطفال التي تتوفر على 37 سرير، والتي تتكفل بمختلف الحالات الوافدة من إقليم أسفي، ومن الأقاليم المجاورة، كما تتوفر مصلحة طب الأطفال على وحدة ولادة الخدج بها 15 حاضنة، وتقوم المصلحة بالاستشارات الطبية يوميا في الوقت الذي تعرف فيه بلادنا جهودا كبيرة ويقظة مستمرة للتصدي لانتشار داء الحصبة (بوحمرون)».
وفي ظل ما تعتبره مصادر نقابية «عدم رغبة المديرية الجهوية للصحة في تصحيح الوضع عبر عملية استدراكية للحد من هذا الاحتقان»، فإن المكاتب النقابية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية للصحة «فدش»، ومن منطق التزامها مع القواعد ونهجها مسلك الشفافية والتواصل الواضح مع الشغيلة الصحية بالإقليم دون مزايدات، وحرصها على عدم التلاعب بمصالح الشغيلة الصحية وحاجيات المرضى المتزايدة، فإنها «تطالب وزارة الصحة بالتدخل العاجل لدى المديرية الجهوية للصحة لتعزيز المركز الإستشفائي الإقليمي محمد الخامس بتعيين طبيب أخصائي في طب الأطفال وكذا اختصاصات أخرى كأمراض القلب والشرايين، والمسالك البولية، والأمراض الصدرية…، والأطباء العامون والأخصائيون بمستشفى القرب عائشة، بما في ذلك طبيب (ة) مختص (ة) في أمراض النساء والتوليد». وبالنظر لعدم جدوى الترافع النقابي في الشق المتعلق بالأطر الطبية، فقد تقرر استئناف البرنامج النضالي الذي قررته النقابات، الذي أكد مصدر نقابي على أنه «سينطلق بالوقفة الاحتجاجية المقرر تنظيمها يوم الأربعاء 17 أبريل 2024 بساحة المركز الإستشفائي الإقليمي محمد الخامس بأسفي انطلاقا من الساعة العاشرة صباحا، مع إنزال غير مسبوق للفيدراليات والفيدراليين بقطاع الصحة والقطاعات الفيدرالية المتواجدة بالإقليم بتنسيق مع الاتحاد المحلي والمكتب الجهوي للفدرالية الديمقراطية للشغل الداعمة للوقفة الاحتجاجية، وسيليها اعتصام بالمديرية الجهوية للصحة لجهة مراكش- أسفي سيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب».