في لقاء احتضنته مكناس وشهد المطالبة بتسريع إحداث مركب رياضي كبير
أسفر الملتقى الثاني حول الرياضة بمكناس المنظم من لدن مندوبية مكناس للصحافة الرياضية عن عدة توصيات، أهمها تقوية البنية التحتية والإسراع بتنفيذ وعد رئيس جامعة كرة القدم المتمثل في إحداث مركب رياضي كبير في مكناس، يضم ملعبين للتدريب وأكاديمية لكرة القدم، خصوصا بعد تحديد مكان الوعاء العقاري، ثم بناء متحف خاص بالرياضة بمكناس. وشكل موضوع الندوة الذي اختار لها المنظمون شعار «واقع الرياضة: تحديات.. وانتظارات «، فرصة للنقاش وتبادل الآراء وطرح أسئلة لواقع الرياضة بمكناس والوطن عموما، من خلال مشاركة رؤساء عصب وأندية وقدماء اللاعبين وكل الفاعلين والشركاء في المجال.
واستهل اللقاء بكلمة ألقاها يوسف بلحوجي رئيس مندوبية مكناس – الحاجب – إفران للجمعية المغربية للصحافة الرياضية، مرحبا بضيوف المندوبية والمشاركين في فعاليات الملتقى الثاني حول الرياضة والذي اختار له أعضاء مكتبها كعنوان: «واقع الرياضة: تحديات.. وانتظارات «، وكذا السياقات المحلية والوطنية التي تنظم فيها هذه التظاهرة الرياضية بمشاركة باحثين ومختصين وإعلاميين، والإنسانية من خلال تكريم ثلة من الكفاءات والطاقات التي أسدت خدمات جليلة للرياضة إن محليا أو غربيا وقاريا. في حين ونيابة عن الرئيس وأعضاء مكتبه التنفيذي تناول الكلمة محمد الجفال الكاتب للجمعية المغربية للصحافة الرياضية ،التي نوّه فيها برئيس وأعضاء مندوبية مكناس على تنظيمهم للملتقى الثاني حول الرياضة، شاكرا لهم المجهودات المضنية التي قاموا بها في التكوين والتأطير والإشعاع وعلى النجاح الباهر التي حققته ندوتي الملتقى الأول والثاني تنظيميا وحضورا وازنا لعدد من الفعاليات المكناسية.
وانطلقت فعاليات الملتقى بمداخلة عزالدين بلكبير الإطار الوطني المسؤول على تكوين المدربين حول «واقع وآفاق الرياضة بمكناس» تحدث فيها عن المرجعيات القانونية المؤطرة للرياضة، ووقف على الإكراهات والرهانات مستدلا في ذلك بالتاريخ الحافل للنادي المكناسي ( كرة القدم – كرة اليد – الكرة الطائرة – كرة السلة خاصة النسوية 8 كؤوس 16 بطولات – تنس الطاولة – السباحة وألعاب القوى ….). وأبرز المتحدث أسباب تراجعها خصوصا خلال العقد الأخير وذلك بسبب نقص الموارد المالية، والبنية التحتية التي لا ترقى إلى مستوى تطلعات المدينة في غياب ملاعب للفئات العمرية وغياب تكوين المؤطرين و تكوين اللاعبين. لينتقل إلى اعتبار عدم استقرار المكاتب المسيرة والصراعات الداخلية وتداخل الاختصاصات أدى بدوره إلى انعدام الثقة لدى المستشهرين، كما أن عدم استقرار الاطر التقنية وغياب الحكامة الجيدة، وفي ظل غياب رؤية بعيدة المدى سواء بالنسبة للمكتب المديري أو بالنسبة للفروع، وغياب أي استراتيجية لتسويق منتوجها؛ كلها عوامل أدت إلى التراجع أو الظهور الباهت لأغلبية فروع النادي المكناسي.
من جهته، ذكّر منصف اليازغي في مداخلته التي كانت تحت عنوان « المغرب أمة رياضية … حقيقة أم وهم؟ بالتاريخ الرياضي الحافل لمكناس قبل الاستقلال إلى غاية الآن، وبالتالي هي محتاجة لأبنائها ورجالاتها ومحتاجة لإعلام قوي يروج لصورتها ويقدم أيضا دفعة قوية للرياضة بهذه المدينة. لينتقل للحديث عن السياسة الرياضية، ويؤكد أنها حكومية وليست قطاعية، ولإبراز ذلك، اعتبر أنه من الوهم ربطها بما حققه المغرب في مونديال قطر لنقول أن لنا سياسية رياضية، مشددا على أن ذلك لا يعدو أن يكون إنجازا كرويا ليس إلا، وحتى إن قلنا – يضيف ذات المتحدث – « أننا بلد كروي فكيف والحال أن عدد الممارسين لا يتعدى 400 ألف ممارس في مختلف الرياضات يعني أقل من 1% من ساكنة المغرب في الوقت الذي تتوفر فرنسا على 16 مليون ممارس مسجلين بشكل رسمي في الجامعات والعصب والأندية.
وعاب اليازغي على الحكومات المتعاقبة غياب الرياضة في برامجها وحتى إن وجدت فلا تتعدى في تصريحاتها فقرة يتيمة في العموميات، مضيفا انه حتى داخل قبة البرلمان نجد أن اهتمام النواب بالرياضة لا يتعدى أسئلة كتابية أو شفاهية عددها لا يتجاوز نسبة 2 % على أبعد تقدير. واستغرب الباحث في السياسة الرياضية كيف أن القانون 07/86 الخاص بالرياضة لم تعدل فيه ولو كلمة إلى حدود 2010 ، ولا أحد من النواب أو الوزراء انتبه إلى ذلك. كما أثار خلو غالبية برامج الأحزاب الانتخابية من الرياضة، وانعدام التنسيق بين قطاع التربية والشباب والرياضة لضمان ممارسة التلاميذ لحصصهم الرياضية خارج مؤسساتهم التربوية.
وفي معالجته لمحور» الإعلام ومساهمته في الأوراش الكبرى بالمملكة « أوضح الإعلامي / نائب رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية ان واقعنا الإعلامي مشوب بالأعطاب، وبنوبات القلق، ومن باب التفاؤل هناك أيضا نسمات الأمل، مشددا على ضرورة التأسيس لأرضية صلبة لمقاومة اشتغال إعلامنا، الذي لا يسلم من منتحلي الصفة في تحايل على القانون وغياب صرامة الردع؛ مؤكدا أن هذا الواقع يفرض رقابة قانونية، وسياسة تكوينية في مجال الإعلام تقوم على الاختصاص. و في ظل ما ينتظر بلدنا من رهانات وتحديات، في علاقة بالأوراش الكبرى المفتوحة في بلدنا لاستقبال التظاهرات المقبلة القارية منها والعالمية، تساءل عادل العلوي إن كان إعلامنا الوطني الرياضي وطنيا وجهويا مؤهلا لمواكبة هذه الأحداث، وهل له دراية واحترافية والمعرفة اللازمة لمواكبة هذه الأحداث حتى نفيد ونستفيد أو لسنا جاهزين وبعيدين عن المواكبة المهنية. وارتباطا بذلك اعتبر نائب رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية أن الحاجة إلى إعلام رياضي فاعل ومساهم، ورافع للجودة، أضحى يفرض نفسه أكثر من أي وقت مضى.
وتميز هذا الملتقى، بتكريم، وجوه رياضية وإعلامية، بصمت على مسار ناجح في مجال اختصاصها، تتقدمهم بشرى كربوبي، الحكمة الدولية في كرة القدم بتشريفها المرأة المغربية ووطنها من خلال مشاركاتها المحلية والدولية، إضافة للإطار الوطني حسن الوداري، الذي وقع على تمثيلية مشرفة رفقة زملائه المغاربة بالعارضة التقنية للمنتخب الأردني، بعد مسار ناجح في التأطير على مستوى اللجنة الوطنية التقنية، والفرق الوطنية، وبقيدوم الصحافة الوطنية، وصاحب الرقم1 لبطاقة العضوية بالجمعية المغربية للصحافة الرياضية منذ التأسيس(1971)، الحاج عبد اللطيف الشرايبي، ليختتم الحفل بمفاجأة من أعضاء المكتب التنفيذي لمندوبية المنتهية ولايته بتكريم خاص للرئيس يوسف بلحوجي تقديرا منهم على المستوى الرفيع الذي أبان عنه في تدبير المندوبية من جهة، ومساهمته في الإعلام وقضايا الشأن المحلي والرياضي بمكناس. هذا وقد عرف الملتقى حضور رؤساء العصب والأندية ومسيرين حالين وسابقين وقدماء لاعبي النادي المكناسي بمختلف فروعها وفعاليات اقتصادية وسياسية وجمعوية مهتمة بالرياضة.