يضر بالبيئة وبالسكان ويهدد صحة الصغار والكبار

في الوقت الذي ترتفع الأصوات عالميا ووطنيا، وتُنشر فيه توصيات وخلاصات المؤتمرات والملتقيات، من أجل الاهتمام أكثر بالبيئة، وإبداع الصيغ والحلول المبتكرة من أجل الحفاظ عليها، بالشكل الذي ينعكس إيجابا على المواطنين وعلى جودة الحياة، ويساهم في التقليص من نسب الأمراض والتداعيات السلبية لكل مظاهر الإساءة إليها والإضرار بها، تعاني بلدية الكارة بإقليم برشيد من استمرار عدد من المشاهد الشائنة التي تعاكس كل هذه التوجهات وتؤدي إلى مزيد من النكوص البيئي.
واقع تؤكده وبالملموس وضعية مطرح النفايات الذي يصفه الكثير من المواطنين، وفقا لشكايات تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخ منها، بالعشوائي، الذي تنبعث منه الروائح النتنة، ويتعلّق الأمر بالمطرح المتواجد بغابة 3 مارس قرب الملعب البلدي، الذي ضاق المتضررون ذرعا منه، ونفذ صبرهم أمام الأذى الذي «يتجرعونه» في كل يوم بسبب هذه النقطة السوداء، كما يصفونها. مطرح، ووفقا لما جاء في الشكايات، تقتحم الروائح القبيحة التي ينشرها في كل مكان أنوف المتضررين، ويتطاير الغبار منه الذي ينفذ إلى صدورهم، ومعه الأكياس البلاستيكية، فضلا عن تسرب الغازات الناتجة عن حرق وطمر النفايات التي تؤدي إلى تلوث الجو، وتتسبب في تشكيل موجات من الضباب الدخاني بتبعاته المختلفة على الجهاز التنفسي لكل مواطن، صغيرا كان أو كبيرا، فضلا عن تلوث الفرشة المائية؟
اختلالات بيئية، يشير المتضررون منها إلى أنها تقع في منطقة تعتبر «مطمورة الحبوب» بتراب المملكة، وتزخر بمؤهلات طبيعية وفلاحية، وتتميز بشساعة الأراضي الفلاحية وجودة تربتها وبذورها المختارة، منبّهة كل المسؤولين ومن مختلف المستويات إلى أن الصمت عليها لن يؤدي إلا لاتساع رقعة انتشار الأمراض المرتبطة بالحساسية والجهاز التنفسي، خصوصا عند الاطفال الرضع والعجزة، الشيء الذي أدى إلى تحويل حياتهم، وفقا لتعبيرات العديدين، إلى جحيم لايطاق أصبح يشكلّ مصدر قلق ومعاناة. ويؤكد المتضررون على أن هذا الوضع الشائن تتسع دائرته أكثر وتزداد تعقيدا وضررا خاصة أثناء ارتفاع درجات الحرارة، وفي حالة هبوب رياح، التي تعمل على نقل تلك الروائح الكريهة إلى قلب التجمعات السكنية، حيث أكد في هذا الإطار أحد فعاليات المنطقة، على أن إحداث هذا المطرح العشوائي قرب السكان، والملك الغابوي، الذي يعتبر المتنفس الوحيد للسكان وصغارهم، وقرب ملعب رياضي، وحي الأمل، والرياض، وتجزئة الفرح، والتعاونية، يعتبر خرقا سافرا لمقتضيات القوانين الوطنية والدولية، بالإضافة إلى خرق الميثاق الوطني للبيئة المستدامة والاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، مشددا على ضرورة أن تتحمّل السلطات الإقليمية والمحلية مسؤوليتها حيال ما يقع من إساءة متواصلة للبيئة، وإضرار بها وبالساكنة، مشيرا إلى أن فعاليات جمعوية تقوم بعملية الرصد والتتبع لكل المشاكل بالصورة والصوت لإعداد ملف جاهز بالخبرات الطبية وتحليل المياه الجوفية بتنسيق مع خبراء في المجال البيئي، بالموازاة مع التحضير لأشكال احتجاجية سليمة مختلفة، من بينها تنظيم مسيرة احتجاجية جديدة، لإيصال أصوات المتضررين للجهات المعنية بهذا الإشكال البيئي.