في اليوم الوطني للقصة القصيرة : جمعية البيت الثقافي تحتفي بتجارب قصاصين وقاصات

نظمت جمعية البيت الثقافي بالدار البيضاء، بمناسبة اليوم الوطني للقصة القصيرة، أمسية السبت الثقافي، التي حضرها مجموعة من القصاصين والقاصات المغاربة[ربيعة بعد الكامل، اسماعيل البويحياوي، عبد الجليل الشافعي، عبد الواحد كفيح]، وذلك يوم السبت 4 ماي 2024، ابتداء من الرابعة عصرا بمنتدى المبادرات الجمعوية بسيدي مومن.
بسطت كلمة الشاعر والناقد عبد الهادي روضي رئيس الجمعية الضوء عن السياقات المتحكمة في إقامة الامسية، المتمثلة في الاحتفاء بالقصة القصيرة في عيدها الوطني السنوي المصادف ل 28 أبريل، والانتباه إلى تجارب لفيف من كتابها وكاتباتها النوعيين، انسجاما مع أهداف الجمعية ورهاناتها الثقافية والإبداعية، واتجهت كلمة الأستاذ لحسن إفنى مدير منتدى المبادرات بسيدي مومن، إلى كشف أهمية مبادرة الاحتفاء بالقصة والكتابة في زمن لم يعد ينتصر إلا للتفاهة، مشيدا بالجهود الثقافية التي تبذلها الجهة المنظمة، بوصفها جمعية منحازة إلى تفعيل الأسئلة الثقافية الحقيقية، والانتصار إلى الكتاب والمبدعين النوعيين والجادين في مشروعهم الإبداعي.
وحرص مسير الأمسية القاص الأستاذ مصطفى لهروب على جعل المنعرج الأول من الأمسية، عبارة عن رحلة سفر افتراضي للمشاركين على متن قطار السرد، يتوالى القاصون والقاصات المشاركون في الاحتفاء، على التناوب على محطاته، حيث شهدت المحطة الأولى صعود القاص عبد الواحد كفيح من محطة لفقيه بنصالح، ليقرأ نصوصا قصصية مشبعة بالانحياز إلى البسطاء وأحلامهم المنكسرة، وصعدت من محطة الوازيس القاصة ربيعة عبد الكامل لترحل أحداث وشخوص نصوصها القصصية بالحضور إلى معاناة المرأة وأسئلتها الأنثوية الضاجة بالشجن والانكسار في مجتمع نكوصي يعلي من حمض الذكورية، وشهدت محطة اتمارة صعود القاص عبد الجليل الشافعي منحازا إلى سرد ثمن الانحياز إلى الكتابة وحدها، بوصفها طوق نجاة، ودورها في كبح سوادوية الحزن وطرد الأفكار ومحوها، وصعد قطار محطة تمارة القاص اسماعيل البويحياوي الذي انحازت نصوصه إلى المزج بين المفارقات السردية، والإنصات العميق للشباب وإعادة تجسيرها وربط بالعالم الرقمي، ليجعل القصة القصيرة منفتحة على عوالمنا الجديدة.
وشهدت الامسية، في منعرجها الثاني، دردشات مع مبدعي ومبدعات أمسية السبت الثقافي حول محاور تشكل جوهر انشغالات ورشاتهم القصصية، حيث كشف القاص عبد الجليل الشافعي أن الكتابة هي فعل تطهير ذاتي وجمعوي، مهما تعددت رهانات أنماط القصة وهواجس التجريب لدى كتابها، ودافع القاص اسماعيل البويحياوي عن ضرورة انفتاح القصة على الدعامات الرقمية، سيما في ظل التحولات التي يعرفها العالم، وتوجهه نحو الرقمنة، دون أن يبدي تشبثه بالأنساق التقليدية لكتابة القصة، وتصريف الكاتب لقضاياه بواسطتها، بينما صرحت القاصة ربيعة عبد الكامل أن ما يشغلها هو كتابة نص قصصي يسع ذائقتها وفضولها القصصي، بصرف النظر عمن يكتب القصة القصيرة رجل أم امرأة، لأن الكتابة الإبداعية هي الأهم، أما القاص عبد الواحد كفيح فأبدى انتصاره للرواية مستقبلا بعد ظل محافظا على المزاوجة بينها وبين القصة القصيرة، مشيرا إلى أن مجموعته القصصية[أنا سليمان…] ستكون آخر إصداراته التي تربطه بكتابة القصة، واتسعت الأمسية لاحتضان تجربة قصصية واعدة للكاتب رشيد فناسي
وحرص الموسيقي الأستاذ القرقوري عازف آلة العود، على وصل المشاركين وجمهور الأمسية بزمن الأغنية الملتزمة، ففاضت وصلاته بالكلمة العذبة، المحملة بآلالام معاناة الإنسان الفلسطيني، وانحازت إلى تمجيد قيم النبل والسلام، واختتمت الأمسية بتجديد الجمعية شكرها للمشاركين وللحضور النوعي، والتقاط صور للذكرى.


الكاتب : جمعية البيت الثقافي خلية الإعلام التواصل

  

بتاريخ : 13/05/2024