د. حسن المودن: تطبيق التحليل النفسي على الأدب وصل إلى أفق مسدود

شكلت العلاقة بين «الرواية وعلم النفس»، موضوع ندوة علمية خلال اليوم الأول 10 ماي من فعاليات معرض الكتاب بالرباط، العراق ومصر والمغرب حيث تدخل ثلاثة مهتمين بهذا المجال وهي الندوة التي سيرها الكاتب والإعلامي محمد أحمد عدة، ليقاربوا أوجه العلاقة التبادلية بين الرواية وعلم النفس، وكيف أن فرويد في بداية تأسيسه لعلم النفس الحديث استفاد من الأدب والشخصيات الروائية مثلما استفادت الروايات من مناهج علم النفس في رسم ملامح الشخصيات وانفعالاتها وتصرفاتها.
الكاتب والناقد والأكاديمي المغربي حسن المودن اعتبر أن «الانطلاق من الأدب بصفة عامة والرواية بصفة خاصة كان ضروريا من أجل التأسيس للتحليل النفسي». واستعرض المودن نصوصا لعالم النفس النمساوي سيغموند فرويد استخلص منها أن «الرواية كانت حاضرة بقوة في دراسات فرويد وفي معجم مصطلحاته، حتى أنه كان يريد أن يكون روائيا في عصره المتميز بازدهار الرواية»، مضيفا أنه «من الواضح أن فرويد قد استمد مفاهيمه النفسية من الأعمال الأدبية ومن الأعمال الروائية».
وتحدث المودن عن نوع من الشبع والكسل بعد فرويد قائلا «لم يعد المحلل النفسي والناقد النفسي يعود إلى قراءة الأدب بحثا عن تصورات ومفاهيم نفسية جديدة، بل صار يكتفي بإسقاط مفاهيم نفسية جاهزة على كل الأعمال الأدبية».
واختتم مداخلته في الندوة بسؤال عن «كيفية الخروج من هذه الدائرة»، معتبرا أن تطبيق التحليل النفسي على الأدب وصل إلى أفق مسدود.
أسماء علاء الدين، المعالجة النفسية المصرية والروائية، اعتبرت أن «الكتابة تؤثر على الإنسان والفرد بشكل ما، فعلم النفس والأدب لهما علاقة وطيدة لأن موضوعهما واحد وهو الإنسان في حد ذاته،وما يدور حوله».
من جهته، قال الكاتب والروائي العراقي شاكر الأنباري إن «رواد التحليل النفسي كسيجموند فرويد وكارل يونغ.. أحدثوا ثورة كبيرة ليس في عالم الرواية فحسب، بل في الفن عموماً»، مشيراً إلى أن هناك قصوراً على الصعيد العربي في الاستفادة من علم النفس»، مضيفا أنه بعد مجيء « رواد التحليل النفسي كسيغموند فرويد وكارل يونغ، قاموا بثورة كبيرة ليس في عالم الرواية فحسب بل في الفن عمومًا»، مشيرًا إلى أن كثير من الاتجاهات الفنية في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى، استوحت نظريات فرويد وأسست تيار اللاوعي مثلا أو التداعي الحر ومدرسة التعليم النفسي.


بتاريخ : 14/05/2024