تمكنت عناصر الدرك الملكي بسرية قلعة السراغنة، يوم الأحد 12 ماي 2024، من توقيف شخص مختل عقليا، يبلغ من العمر حوالي 40 سنة، بعدما حامت حوله الشكوك في كونه المتورط الرئيسي وراء جريمة اغتصاب وقتل وتكبيل طفل في الرابعة من عمره، عصر يوم السبت، الذي عثر على جثته ببناية مهجورة غير بعيدة عن مسجد دوار «أولاد الغازي» بجماعة «أولاد يعكوب»، على بعد حوالي 12 كيلومترا عن مدينة قلعة السراغنة، وهي الجريمة التي مايزال صداها الرهيب يخيم بقوة على حياة وأوساط هذه المدينة بكل مشاعر الرعب والغضب والقلق.
وكان الطفل الضحية قد اختفى في ظروف غامضة، ما حمل أسرته، وعدد من سكان المنطقة، إلى إطلاق حملة بحث عنه، فيما لم يفت والدته التوسل للساكنة، ومصلي المسجد، بواسطة مكبر للصوت، لأجل مساعدتها في البحث عن فلذة كبدها، قبل مفاجأة الجميع بالطفل وهو جثة هامدة، مكبل اليد والعنق ومربوط إلى عمود خشبي يُستعمل في البناء الطيني التقليدي، فيما مؤخرته تنزف دما في مشهد يؤكد تعرضه لممارسة جنسية شاذة، على حد المعطيات المتوفرة، ذلك قبل دقائق من انتشار الخبر كالنار في القش، ومن استنفار مصالح الدرك والسلطات المحلية لعناصرها.
وبينما جرى نقل جثة الطفل نحو مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي لقلعة السراغنة، قصد إخضاعها للتشريح الطبي، سارعت مصالح الدرك، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، إلى فتح تحقيق شامل في ظروف وملابسات الجريمة النكراء، والتي على ضوئها تم إيقاف المشتبه به، والذي يقطن لوحده بمنزل مجاور لمسرح الجريمة، بعدما تخلت عنه زوجته وأولاده، وكان قد غادر الدوار لبضعة أسابيع قليلة وعاد إليه مجددا، وتحديدا قبل يومين من الفعل الاجرامي، حسب تصريحات سكانية متفرقة.
ولم يفت عدد من الساكنة الإشارة إلى أن المشتبه به فات له أن اعتدى على بعض السكان والنساء، كما أقدم على تهشيم سيارة، خلال شهر رمضان المنصرم، فضلا عن اعتداءات متكررة في حق جيرانه، ما أثار عدة تساؤلات حيال عدم قيام السلطات المعنية بإحالة هذا الشخص على أي مستشفى للأمراض العقلية والنفسية، فيما ظلت نداءات الإعلاميين والجمعويين تستغيث أمام ما تعرفه مدينة قلعة السراغنة من تفاقم كبير في أعداد المختلين عقليا بأشكال مثيرة للقلق، خصوصا مايصدر عن بعضهم من تصرفات وأفعال عدوانية وإجرامية.