بشـّــار

 

يا بشّار
إذا رَسَمْتَ بِالرّيشة
غَيمة فاضَت بِالمطر القُلوبْ .
لا تَقصُص لَهُمْ رُؤياك وأنتَ في السُّجود
لِعزَّة ملك الكَون والوجُود .

وإذا فاضَ رأس الماء تجلَّى
المَجاز والبَيان
ونطق اللِّسان
بما يَسْطُرونْ

علِّمهم أسْماء الجبال…
إذا نسوا السُّفوح
انسج لَهم بالأشجار قصة سُقوط الأندلس
التي لم تُفتح إلاَّ بخيال المَجاز الفَصِيح
وإذا سَألوك عن الشَّمس..
قل لهم رآها أبي في سِدرة المُنتهى
وقل لهم هي ليست القرون الأولى ولا الأخرى

علِّمهم أسْمَاء الطير التي تَحُوم
ولا تقل شيئاً إذ نسيت النَّبع
وضاعَت الذئاب في الهَشيمْ.

واسألهم عن النَّسر في الأعالي
وباقي الطَّير صافات في الوديان
فإذا ارتابت خفتت الأنهر
وجاءت الأبابيل
و العَواصف

لا تَرتجف الجبال
ولا تميل السُّفن
ولا تتمزَّقُ الرَّوابي
وحده النَّسر العظيم
يُحلِّقُ في النَّصر

قل لهم أنا وأبي
رَسمنا طبيعة صامتة
ورسَمْنا اسمنا بالنُّون
والقلم وما يسطرون


الكاتب : عبدالحق بن رحمون

  

بتاريخ : 17/05/2024