مدمنات من علية القوم تحولن إلى مومسات في يد «البزناسة» بعد الإدمان : البوفا .. مخدر يقود إلى الجنون

نتائج المختبر الوطني للشرطة العلمية تؤكد: البوفا تحول كيميائي يجعل المخدر قابلا للتدخين

الطيب حمضي: خطورة البوفا تكمن في انهيار كافة أجهزة الجسم عند أول استعمال

الشريف الكباص: استهلاك البوفا قاد إلى ظهور جرائم أخرى كالعقوق والسرقة، لكن القضاء بالمرصاد للتاجر والمستهلك

 

البوفا، ماهي؟ ومن أين جاءت؟ وكيف استطاعت غزو العديد من الأحياء المغربية الراقية والفقيرة، وهل هي صناعة مغربية خالصة أم تدخلت فيها العصابات العابرة للقارات؟
الدكتورة حكيمة يحيى، الخبيرة وعميد الشرطة الإقليمي، ورئيسة المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، سبق أن أكدت في تصريحات إعلامية متعددة، أن مخدر البوفا مادة مصدرها الكوكايين، وهو ما يطلق عليه في الدول الغربية «الكراك».
وكان ظهور مخدر الكراك لأول مرة في الثمانينيات من القرن الماضي، في كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أوروبا، وشهد ذروة الآفة في أواخر التسعينيات من القرن الماضي. أما عن طريقة تصنيع مخدر البوفا، فتقول رئيسة المختبر الوطني للشرطة العلمية إن الحصول عليه يتم عن طريق تسريب الكوكايين في الأمونياك أو بكربونات الصوديوم والماء، بعدها تبدأ عملية التسخين.
وأفادت المتحدثة بأن مخدر البوفا هو تحول كيميائي لـ «كلوغيدرات الكوكايين» إلى «كوكايين باز» يجعل هذا المخدر قابلا للتدخين، مشيرة إلى أن اسم البوفا يأتي ربما من الصوت الذي تنتجه عند التسخين poufer.
ويعمل المختبر على تقديم مجموعة من الخبرات، وتقوم مصلحة المخدرات وعلوم التسمم بالمختبر بتقديم تحليلات في الشق المتعلق بالمخدرات، حيث تحال عليه العينات في إطار المحجوزات التي تقوم بها الشرطة القضائية.
وقد سبق وأن أفادت حكيمة يحيى في تصريحات صحافية بأن العينات التي كانت تحال على المختبر قبل 2021 كانت تهم فقط كلوغيدرات الكوكايين، وأن أول رصد لمادة القاعدة «كوكايين باز»، والتي لم تكن مسحوقا أبيض، وكانت عبارة عن حصاة بيضاء أو صفراء، كان خلال 2021.   وحسب المصدر ذاته فإن العينات التي توصل بها المختبر من مخدر البوفا كانت تمثل نحو 2.5% من عينات الكوكايين، ارتفعت إلى 25% خلال 2022، وتم تسجيل أن الكوكايين باز تأخذ مكان الكوكايين وتخترق السوق بشكل تصاعدي.

قمة الحلم وسفح الاكتئاب  

يُرجح داخل أوساط الأطراف المعنية أن مخدر البوفا خرج من تجمعات المهاجرين من دول جنوب الصحراء، الذين يستعمل بعضهم كناقل للكوكايين عبر الحدود في أحشائهم، وأن الرغبة وراء مضاعفة هامش الربح أدت إلى استغلال فوائض الكوكايين وتحويلها لحجر صغير يُدعى البوفا.  ولهذا المخدر تأثير خطير على صحة الإنسان، إذ تؤكد حكيمة يحيى أن الخطورة في التعاطي للبوفا أو «الكراك» تكمن في السرعة والعنف ومدة التأثير، وحسب خبرتها، فإن العينات تختلف نوعيتها من حيث التركيز والمكونات، والعينات التي يتم حجزها حاليا تخلط بمواد خطيرة مثل الأمونياك.
وتؤكد المتحدثة أن هذا النوع من المخدر يسبب آثارا وعواقب مماثلة لتلك التي يسببها الكوكايين، ولكن أكثر عنفا وسرعة واختصارا في مدة التأثير أو النشوة، حيث تأثيرها فوري بين 5 و10 ثوان.  وأشارت المختصة إلى أن مخدر البوفا يتميز بالتحفيز الذهني مع الصداع والشعور وكأنه في حلم سرعان ما ينتهي، وهو ما يُعرف بالهبوط الذي يقترن بالاكتئاب والقلق والصداع وعدم الارتياح الذي قد يؤدي للانتحار، موضحة بأن الهبوط أيضا يستغرق بعض الثواني مع بداية الصداع الذي لا ينتهي إلا بأخذ الجرعة التالية، وهنا تكمن خطورة الدخول في دوامة التعاطي والإدمان.

مخاطر بالجملة

تحذر فعاليات مدنية ناشطة في مجال محاربة المخدرات من مخاطر انتشار هذا النوع من المخدرات بين الشباب على الخصوص، لما ينطوي عليه من مخاطر قد تؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي وتدفع المدمن إلى التفكير في الانتحار.
ويؤكد المهتمون بهذا الموضوع على أن مخدر «البوفا» الذي يتكون من بقايا الكوكايين بالإضافة إلى مواد أخرى، يشكل خطورة جسيمة على القدرات العقلية والجسدية لمن يتعاطاه، ويتسبب في نوبات قلق مصحوبة بهلوسة. كما يوضحون أن المخاطر التي يشكلها البوفا والذي بات رائجا في أوساط الشباب بشكل متزايد تعد كثيرة ومتعددة، من بينها الشعور بالقوة والتجرد من الخوف مما قد يدفع إلى إيذاء النفس أو الآخرين.
ومن بين آثار التعاطي لهذا النوع من المخدرات حسب نفس الفاعلين الجمعويين، الشعور بالقلق الشديد والتوتر وفقدان القدرة على النوم لمدة تصل إلى 4 أيام مما يدفع البعض إلى استهلاكه مع أنواع أخرى من المخدرات مثل الحشيش الذي يمنح رغبة بالنوم. وبحسبهم، فإن أهم سبب وراء انتشار مخدر «البوفا» في أوساط الشباب والمراهقين هو «رغبتهم في اكتشاف التغيرات الذهنية والجسدية التي يتيحها استهلاك المخدرات مع سهولة استمالة هذه الفئة والتغرير بها من قبل تجار الممنوعات».

علاج بكلفة ثقيلة

يثير مخدر «البوفا» قلقا شديدا في أوساط المختصين في علاج الإدمان على المخدرات، بسبب تأثيراته الوخيمة وتداعياته الخطيرة على صحة المستهلك وصعوبة العلاج منه.
يقول الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات الصحية، في تصريح لـ «لاتحاد الاشتراكي» إن مخدر «البوفا» هو ما يعرف في الولايات المتحدة الأميركية بـ»كراك»، يصنع من بقايا الكوكايين، ويتم خلط هذه البقايا بالأمونياك ومواد أخرى وهو ما ينمحه شكله «البلوري». وتكمن خطورته، بحسب حمضي، في أنه مخدر قوي وينتشر بسرعة، لأن جرعته ثمنها أرخص بخمس إلى ست مرات من الكوكايين لذلك يسمى «كوكايين الفقراء»، ولكن فهو غير موجه إلى الفقراء كفئة لا تملك المال ولك نيسعى أصحابها إلى تفقير الفقراء.
ويضيف الطيب بأن قوته الإدمانية كبيرة جدا ويحتاج مستعمله إلى عدة جرعات في اليوم، لأن «مفعول الجرعة الواحدة قصير جدا». ويتابع «لذلك فالسبب الأول لانتشاره السريع يعود إلى رخص الجرعة وليس إلى رخص المخدر، والسبب الثاني أنه يستنشق عن طريق الرئتين ثم (ينتقل) إلى الأوعية الدموية ثم إلى الدماغ، لذلك فبعد ثماني ثوان يبدأ مفعوله»، الذي يدوم حوالي 15 دقيقة، كما أن طريقة استعماله سهلة، بقارورة بلاستيكية على عكس الحقن، لذلك فإدمانه سريع أيضا، و»يعطي قوة وهيجانا للجسم، حدقات العين تتسع، ضربات القلب تزداد، والنشاط يزداد ويشعر المستعمل بأنه في أوج قوته ونشاطه، ولكن لأن المفعول قصير سرعان ما يشعر المستعمل بالاكتئاب ويصبح حزينا، ليبدأ بالبحث عن جرعة أخرى» حسب الدكتور حمضي وقد يؤدي إلى مشاكل في القلب أو أزمات قلبية وأمراض في الجهاز التنفسي.
أما على المستوى الاجتماعي، فيدفع المستعمل إلى الانعزال عن محيطه وأسرته ويصبح شغله الشاغل الحصول على جرعة، بحسب المختص. ويضيف حمضي أن تسعة من أصل عشرة أشخاص من المدمنين على المخدر، يعانون من سوء التغذية لأنهم يتخلون عن الأكل، وتظهر تقرحات في أجسامهم، ويعانون من تساقط الأسنان والشعر، وذلك ليس بسبب المخدر مباشرة ولكن بسبب الانعزال الذي يصيب المتعاطي للمخدر. ويتابع حمضي أن المستعمل قد يلجأ إلى ارتكاب الجرائم من أجل الحصول على الجرعات، وقد يسرق حتى أسرته. ويقول حمضي إن تعاطي السلطات مع المخدر يجب أن يكون قويا كما فعلت الولايات المتحدة في الثمانينيات وأوروبا في التسعينيات. وأضاف المتحدث إن «الولايات المتحدة شنت حملة أمنية كبيرة على المخدر في ثمانينيات القرن الماضي، وطبقت أشد العقوبات على مستعمليه أكثر من الكوكايين».

الشباب .. الضحية الأولى

يعد المراهقون الفئة الأكثر استهدافا من قبل مروجي هذا المخدر، الشيء الذي دفع مصالح الأمن إلى تكثيف حملاتها في محيط المدارس والفضاءات التي يرتادها الشباب، في محاولة للحد من انتشار المخدر المصنف خطيرا.
ويرى الباحثون أن الردع الحقيقي لوقف انتشار المخدر، لن يكون باستهداف بارونات البوفا فقط، بقدر ما يتجلى في نهج أساليب تحسيسية ذات مفعول داخل الأسر وفي الشارع والمدرسة وبمختلف الوسائل المتاحة، قصد استبيان المخاطر ونشر التوعية.
وفي العام الماضي أطلقت بالمغرب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تروم الهدف نفسه، وتبتغي وضع حد لاختراق الشباب، كما استعرضت نهايات مأساوية لأشخاص من مختلف الأعمار سقطوا في براثن مخدر الفقراء.

مآسي متعددة

دفعت المآسي التي نجمت عن التعاطي لما يسمى بـ “البوفا” إلى إحداث جو من التوجس لدى العائلات، من سقوط أبنائها فريسة لمروجي هذا السم، الذي تتنوع مخاطره، بعد أن يدخل مستهلكه إلى دوامة الإدمان في أول جرعة، ويرمي به في صراع نفسي يقود إلى نتائج كارثية، نظير الانطواء والتفكير في الانتحار أو ارتكاب جرائم في حق أفراد الأسرة، ناهيك عن التحول إلى السلوكات العنيفة والانحرافية لتدبير الأموال قصد اقتناء المخدر، الذي يصعب العلاج من الإدمان عليه.
ولم يقتصر تأثير المخدر على الفئات الهشة وغير المتعلمة، بل تعداه إلى مستويات اجتماعية «أرقى»، ومس شرائح متنوعة، ما انعكس سلبا على أسر بأكملها بعد ان استفاقت على حقيقة الأمر، واكتشفت أن أحد أفرادها جره المخدر نحو المجهول أو ساقه إلى الأمراض العقلية والعصبية.

معهد الدراسات الأمنية بإفريقيا

ذكر تقرير لمعهد الدراسات الأمنية في إفريقيا، نشر قبل شهر، أن المغرب قد يواجه قريبا أزمة صحية حادة وزيادة في حوادث العنف والإجرام المرتبطة بمخدر “البوفا”، في حالة لم يتم اتخاذ تدابير سريعة وفعالة. وأكد التقرير أن مكافحة “البوفا” أو ما يعرف بـ “كوكايين الفقراء”، تتطلب تعزيز الأطر القانونية والمؤسسية، إذ أن فرض عقوبات أشد صرامة على المتاجرين بالبشر، خاصة أولئك المتورطين في تهريب الكوكايين أو الذين يتبين أنهم مسؤولون بشكل غير مباشر عن وفاة المستهلك، يشكل خطوة أولى مهمة، موضحا أن العقوبات ضد مروجي المخدر المذكور، دون المستوى المطلوب بالنسبة إلى المستهلكين والمتاجرين الصغار والمتوسطين الذين يتم الحكم عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة فقط، في حين يمكن سجن كبار المتاجرين لمدة تصل إلى 30 عاما، ومع ذلك عادة ما يحكم عليهم بالسجن لمدة أقصاها 10 سنوات.
وأسفرت العمليات الأمنية التي باشرتها مصالح الأمن الوطني بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لمكافحة مخدر «البوفا»، حسب التقرير نفسه خلال الفترة الممتدة بين شهري غشت وشتنبر الماضيين، عن إيقاف 112 شخصا للاشتباه في تورطهم في ترويجه، وحجز كيلوغرام و413 غراما منه، في عمليات أمنية جرى تنفيذها بالبيضاء وسطات والرباط وفاس وطنجة والعيون والجديدة وخريبكة.
وفي ما يتعلق بالصحة، أكد التقرير أن تعزيز نظم الوقاية والتوعية والدعم لمدمني المخدرات يمكن أن يساعد في الحد من هذا التهديد المتزايد، ويمكن للمغرب، مثل اليونان، أن يقوم أيضا بتدريب المجتمعات والأسر والأصدقاء على إقامة علاقات ثقة مع متعاطي المخدرات، من أجل مساعدتهم في نهاية المطاف على قبول العلاج من إدمانهم. وذكر التقرير أن إدمان «البوفا» يتم بسرعة كبيرة، أي أن جرعة واحدة إلى ثلاث جرعات كافية لجعل المستهلك مدمنا، بينما تشمل الآثار المدمرة أضرارا جسيمة على الصحة النفسية والجسدية للمستخدمين، إذ يمكن أن يتسبب في العدوان والعنف، ويرتبط بالفصام والبارانويا والاكتئاب، كما يمكن أن يؤدي إلى التهابات الجلد والقروح وأمراض القلب والأوعية الدموية والضيق الرئوي ومشاكل في الكلى والحمى والصداع الشديد والأرق والتشنجات.

توضيحات قانونية

حملت الاتحاد الاشتراكي أسئلتها المحرقة إلى الأستاذ الشريف الكباص المحامي المقبول أمام محكمة النقض بهيئة الجديدة لمعرفة الآليات القانونية التي أخدتها الدولة كسلاح لمواجهة انتشار البوفا، فأكد أن هذه الظاهرة انتشرت بشكل كبير في السنتين الأخيرتين، وعرفت العديد من المناطق المغربية انتشارا واسعا لها حيث يظهر ذلك من خلال جلسات الغرف الجنحية التلبسية وأيضا الجنح المستأنفة حيث لا يمكن أن يمر يوم دون عرض ملف متورطين في الحيازة والاتجار أو حتى الاستهلاك، بل تفرعت جرائم أخرى بسبب التعاطي لهذا المنتوج، سيما من قبل المراهقين الذين يسرقون أولياء أمورهم أو يرتكبون العنف في حق الأصول، من أجل توفير المال واقتناء هذا النوع من الممنوعات، بل الأكثر من ذلك نلاحظ شبابا وكهولا يمثلون أمام المحاكم بمثابة “حمقى”، نتيجة إدمانهم على المخدرات.
وأضاف المتحدث أن المجهودات التي تقوم بها الدولة غير كافية، لأن شبكات قادمة من أمريكا اللاتينية غزت الأسواق المغربية، ويساعدها مهاجرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء في إدخال هذه الممنوعات، وأيضا متورطون مغاربة، بمعنى أن العديد من مروجي “الشيرا والكيف وطابا” السابقين، استبدلوا هذه الممنوعات ب”البوفا”. ولمواجهة الظاهرة أكد الأستاذ أنه يجب تكثيف الجهود ومنح صلاحيات لشرطة الحدود والجمارك للضرب بيد من حديد على هذا النوع من سلوكات الجريمة، مبرزا بأن عدد الموقوفين من قبل الضابطة القضائية في تزايد مرتفع، ما يؤكد أن هناك ارتفاعا في الكميات التي تدخل إلى التراب الوطني، مضيفا بأن القضاء بات يحكم بعقوبات مشددة منذ اكتشاف أن ظاهرة الاتجار بالأقراص المهلوسة تساهم في ارتكاب جرائم، وتصل عقوبات الاتجار في الكوكايين و”البوفا” إلى عشر سنوات سجنا نافذا، وبتعويضات خيالية لفائدة مديرية الجمارك والضرائب غير المباشرة، لكن هذه العقوبات لا يمكنها أن تقضي على ذلك، بل نحن في حاجة إلى يقظة دائمة من قبل مختلف الأجهزة الأمنية لمواجهة عصابات الاتجار الدولي في الكوكايين،والتي تعتبر المغرب وجهة لها، من خلال إدخالها سواء عبر مياه المحيط الأطلسي أو عبر المنافذ البرية، مرورا بدول إفريقيا جنوب الصحراء، وهناك ملفات معروضة أمام القضاء، تؤكد تورط تجار مخدرات من هذه الدول.

شهادات ناطقة

تحولت حياة كثير من الأسر بإقليم الجديدة خلال السنوات الأخيرة إلى جحيم وعذاب لا يطاق، بسبب إيجاد حلول ناجعة وتدبير مصاريف علاج فلذات أكبادها من الإدمان على المخدرات، خاصة ما بات يعرف خلال الآونة الأخيرة بمخدر “البوفا”، وهو ما يصطلح عليه “كوكايين الفقراء” الذي أصبح يفتك بعقول شباب هذا العصر. وانتشرت الآفة بشكل مذهل في أوساط الشباب بإقليم الجديدة، وتحديدا عددا من الطلبة والتلاميذ من الجنسين، حيث يتم ترويجه في مناطق معينة من قبل مروجين بطرق مشبوهة وبعيدا عن أعين عناصر الأمن وعناصر الدرك الملكي.
وتبقى معاناة العديد من الأسر بإقليم الجديدة كبيرة، من خلال البحث عن إنقاذ فلذات أكبادها من ضحايا هذه الآفة المدمرة خاصة “البوفا”، حيث نسرد حالة من الحالات التي اهتزت لها الجديدة، أخيرا، وانتهت فصولها بمحاكم المدينة، بعد ولوج إحدى الشابات عالم الإجرام بغرض توفير جرعاتها اليومية من المخدر المذكور، وكان مصيرها السجن، حينما ربطت علاقة مع مروج شهير بدكالة، نجح في استدراجها واستقطابها بعدما حولها من مستهلكة إلى مساعدة له في ترويج المخدرات.
ورغم أن الشابة من عائلة ميسورة بالجديدة، وتتمتع بمستوى علمي وثقافي إلا أنها سقطت ضحية لعالم المخدرات، خصوصا مخدر “البوفا”، حيث أقدمت على سرقة مبالغ مالية مهمة في ملكية والديها تقدر بالملايين، وصرفتها في استهلاك المخدرات، قبل أن تربط علاقة غرامية بالمروج الشهير، بعدما صرفت جميع المبالغ المالية المسروقة في استهلاك المخدرات، وكذا تفويت سيارتها الخاصة، قبل أن تقدم جسدها لخليلها المروج وتربط معه علاقة غرامية بسبب إدمانها على استهلاك مخدر “البوفا”. وبعد تطور علاقتهما أصبحت ترافق عشيقها على متن سيارته، وتساعده على ترويج الممنوعات، إذ سبق أن صدرت في حقه مذكرات بحث على الصعيد الوطني، لتورطه في ترويج المخدرات الصلبة والبوفا، وأصبح واحدا من أشهر المروجين بمصطاف سيدي بوزيد، قبل أن تتمكن المصالح الأمنية من إيقاف خليلته وتقديمها للعدالة، ومتابعتها بالمشاركة في ترويج المخدرات، حيث اعترفت خلال الاستماع إليها أنها شاركت المروج المبحوث عنه في هذا النشاط المحظور نظرا لحاجتها اليومية لاستهلاك “البوفا”، وعدم توفرها على مبالغ مالية تقتني بها حاجياتها، الأمر الذي دفعها بداية إلى ربط علاقة غرامية مع المروج المشهور لتتطور إلى المشاركة في ترويج الممنوعات، قبل أن تنجح عناصر الدرك الملكي خلال الآونة الأخيرة في إيقاف المروج المبحوث عنه من قبل مراكز أمنية ودركية، حيث اعترف خلال الاستماع إليه من قبل المحققين أن عشيقته كانت تشاركه عملية ترويج المخدرات، بعدما كانت في السابق تعد واحدة من أبرز زبنائه رفقة العديد من صديقاتها اللواتي مازلن يتعاطين لاستهلاك “البوفا”، منهن طالبات وتلميذات، إضافة إلى شابات يتعاطين للدعارة بمصطاف سيدي بوزيد.
كما أن حالات الانتحار بين مستهلكي “البوفا”، زادت كما أحداث العنف في المحيط الأسري من قبلهم، تطول حتى الآباء والأمهات والإخوة، في حوادث عرض بعضها على أنظار المحاكم المختصة، وغالبا ما تنتهي بتقديم تنازل من أب أو أم معنفين، حفاظا على ابنهما من احتراف الجريمة وتنويعه أشكالها بشكل تستحيل معه عودته إلى الصواب.
العنف يتطور إلى جرائم قتل أحيانا على غرار أب مسن بفاس راح ضحية ابنه الأربعيني المدمن، بعدما تحول من تلميذ مجتهد وشاب طموح، إلى شخص محبط لا يهمه غير قيمة جرعات مخدر، أثقلت كاهل أسرته قبل أن يجهز على الأب بمطرقة في لحظة تناسى فيها ما قدمه لأجله من تضحيات ومحاولاته مساعدته للخروج من نفق الإدمان.
ولا يقتصر الأمر على العنف في حالات كثيرة من إدمان أشخاص على “البوفا”، بل تمتد لحد سرقة ممتلكات الأسرة لتدبر مصاريف “البلية” والإدمان على مخدر يوصف بأنه أخطر المخدرات الجديدة على المستهلك، سيما أمام مزجه بمواد كيماوية خطيرة تكون لها تأثيرات سلبية على صحة المتعاطين وتوازنهم النفسي وصحة المجتمع.
ولعل أول مخاطر استهلاك “البوفا”، دخول المستهلك في حالة اكتئاب وألم، قد ينتهيان بانتحاره أو ارتكابه جريمة ترهن مدة من عمره وراء القضبان.
وأشارت مصادر متطابقة أن البوفا، غزا بعض النساء الثريات اللواتي أضحين من المدمنات على تناوله، ونجمت عنه مشاكل مالية كادت أن تودي ببعضهن إلى الاعتقال، بسبب سرقات اقترفت من المكان الذي تديره، فيما الثريات أصبن بحالة نفسية خطيرة بسبب تعاطيهن لذلك المخدر، مؤكدة أن تلك الحوادث يتم احتواؤها داخل المحيط مخافة انكشاف الأمر.

 


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 20/05/2024