أفتح باب البيت في العتمة قبل زر المصباح.
إياك أن تعتقد أنها «اللمبة»
أسمع سمفونية في المطبخ.
أشعل المصباح بثبات
فتتوقف الموسيقى…
موسيقى قادمة من هناك !!!
أنير المطبخ – يا إلهي – تنظر إلي كائنات غريبة.
كائنات تشبه T لستيڤن سبيلبيرغ ؟؟؟
من أين جاءت مدججة بآلاتها ؟؟؟
أرغب في العودة إلى الباب وأخرج
تحاصرني داخل المطبخ .
أطولها الذي لا يتعدى خمس سنتيمترات.
يبتسم في وجهي، اطمئن مرتابا ويقفز بإصبع رجله الواحد يمدني بعصا رقيقة مطرزة مثل عصا السحرة الكبار .
تلك العصا التي يهشون بها أشدها مطمئناً بارتياب .
أهش بها في جوف الفراغ فتنسحب الكائنات – يا إلهي – لم يعد لها أثر في المطبخ .
أحاول البحث عنها في كل الغرف
وتحت السجادة وفي الحمام البُنٌي …
خلف لوحات لتشكيليين معاصرين
أحيط بكل موضع في البيت حتى الكتب القديمة المقتناة للمعري وابن رشد والضعيف المراكشي ودواوين المتنبي وعنترة والحطيئة والكتب الجديدة المهداة .
لا أجد لهم أثرا حتى في بعض المخطوطات على قلتها.
مشاهد كافكاوية – يا إلهي –
أقف أمام المرآة لحظتين أهش بالعصا كالصنم .
يقفز صوت التلفاز إلى سمعي. أستدير لأجدهم يقهقهون في برنامج غنائي يعج بهن وبهم.
أعود إلى هدوء سارتر بسؤال :
من أين هذا الذباب الذي عجت به كل القنوات.
جرني سالڤادور دالي. همس في أذني – يا إلهي – ما بك؟
« لون مصيرك يا هذا، الرقعة اليوم لهم ».
نظرت حولي متوجسا …
من ترك خرم القنوات مشرعا لمثل هذه الكائنات يا إلهي !!!
قمت للمطبخ أتضور جوعا.
وجدت كسرة خبز شعير وزيتون وكأس شاي.
حملت وليمتي أمام التلفاز. جلست أهش على البرامج وامضغ جوعي متمددا، أقهقه من حمل العصا التي لم تكن غير محول الصور فإذا به حية تسعى بكل ألوان الطيف تنفث سمها… في ذاكرة جيل قادم.
أخيرا قفز لي فيلم لصلاح أبو سيف
استكنت إليه غير عابئ بتلك الكائنات.
الرباط ليلة 22
ماي 2024