أغلب ضحاياه تم إيهامهم بالعلاج : مستجدات «راقي مريرت» الموقوف بتهمة النصب على «زبائنه» عبر تطبيق «الواتساب»

تمكنت عناصر شرطة مريرت، إقليم خنيفرة، وبتعليمات من النيابة العامة المختصة، من توقيف شخص، في ريعان العمر، بتهمة النصب والاحتيال تحت غطاء «الرقية الشرعية»، من خلال قيامه، عبر صفحته المفتوحة على منصات التواصل الاجتماعي، باصطياد ضحاياه من الجنسين، من مدن مغربية وأوروبية، وبينما عثربمنزله على وصولات مالية محولة لفائدته بالدرهم واليورو من أشخاص مجهولي الهوية، وضع المحققون أيديهم على جداول وطلاسم منسوخة،فيما جرى تفتيش حاسوبه وهاتفه الشخصيين حيث تمت معاينة محادثات وتسجيلات وفيديوهاتلفتيات في أوضاع عادية وأخرىخليعة، زعم بأنه قام بتحميل بعضها من مواقع مختلفة لاستعمالها في نشاطه.
وقد جرى تقديم المعني بالأمر، يوم الخميس 23 ماي 2024، أمام العدالة بالمحكمة الابتدائية بخنيفرة، في حالة اعتقال بتهمة «النصب والاحتيال باحتراف الشعوذة والتنبؤ بالغيب»، ليتم إرجاء النظر في قضيته إلى يوم الخميس 30 ماي 2024، وبالموازاة مع ذلك أمر وكيل الملك، ذ. حاتم حراث، بتعميق التحري في هوية ضحايا هذا الشخص وإمكانية الوصول إليهم في إطار التحقيق، سواء الذين هم من داخل المملكة (الدارالبيضاء، تمارة، قلعة السراغنة، البروج، بوعرفة، مراكش وغيرها) أو من خارجها (فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا، هولاندا وغيرها)، وفي استطاعة المعني بالأمر استدراج زبائن من دول أوروبية ليس من المستبعد التعامل مع الملف بصيغة دولية.
ووفق معطيات مصادرنا، فقد تم توقيف المعني بالأمر، يوم الاثنين 20 ماي 2024، بناء على شكاية تقدمت بها مواطنة (م. هدى)، من مراكش، اشتكت فيها لشرطة مريرت تعرضها للنصب من طرف الموقوف، حيث تحصل منها على مبلغ مالي يناهز 32 ألف درهمعلى أساسمعالجتها من نوبات عصبية،عبر تطبيق الواتساب، وأمام عدم إحساسها بأي تقدم أو شفاء،طالبت باسترداد مالها من الرجل الذي حاول إقناعها بالقبول بجزء من المبلغ،ليتضح لها بعد ذلك أنها ضحية نصب واحتيال، ما دفع بشرطة مريرت إلى إحالة شكايتها على وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة الذي اهتم بموضوع الواقعة وأمر بإيقاف الرجل فورا وعرضه للمساءلة.
وفي ذات السياق، كشفت مصادر متطابقة عما يفيد أن «الراقي» المعني بالأمر لا يتخطى 25 سنة من عمره، غير متزوج، ومن أبوين ذي «أصول سوسية»، وقد اكتفى أمام المحققين بأنه غير حافظ للقرآن، ومستواه الدراسي لم يتجاوز الثالثة إعدادي، وكان قد ولج مركزا للتكوين المهني في شعبة الميكانيك، قبل امتهانه حرفة الرقيةمنذ2017، مدعيا أنه يمتلك «قوة روحانية خارقة»، عن بعد، في معالجة الأمراض النفسية وتبطيل السحروالعين والمس الشيطاني،بعيدا عن الشعوذة، ومن خلال مجريات التحقيق تم الاطلاع على حسابه بمنصات التواصل الاجتماعي، والذي يستخدمه للترويج لحرفته وتوقيت عمله ورقم هاتفه بغاية تحقيق اعتبارات مادية محضة.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 30/05/2024