ردّ رئيس الحكومة بشكل ضمني على العريضة التي وقّعها أمهات وآباء طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة مع فلذات أكبداهم، التي تم توجيهها إليه خلال الأيام الأخيرة، والتي تناشده للتدخل من أجل الاستماع لمطالبهم واتخاذ ما يلزم من تدابير بحكم صلاحياته لطي صفحة الخلاف، وذلك بعقده لاجتماع أول أمس الأربعاء مع عمداء الكليات بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، كانت خلاصاته مخالفة لكل الانتظارات.
اجتماع، أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، أنه جاء لتوجيه رسالة مفادها التشبث بقرار الحكومة القاضي بتقليص سنوات الدراسة في كليات الطب إلى ستّ سنوات عوض سبعة، مع الإعلان عن مناقشة عدد من التدابير، التي قال أخنوش خلال هذا اللقاء بأنها ستكون مواكبة من أجل تحسين جودة التكوين وتطويره. وأضافت مصادر الجريدة بأن المقترح الذي سيتم التفصيل فيه بشكل دقيق من أجل توفير كل شروط تنزيله وأجرأته، يهمّ الرفع من أرضيات التداريب وتوسيع قاعدتها، بشكل يضمن تجاوز المشاكل السابقة التي كانت تعرفها بفعل قلّتها من جهة، وبسبب الاكتظاظ من جهة أخرى، مما كان يقلّصّ من ساعات التكوين التطبيقي ويحرم أطباء الغد من مساحات زمنية كافية لتطوير مهاراتهم وصقلها.
وأوضحت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» بأن جدولة تم تسطيرها خلال لقاء الأربعاء لعقد اجتماعات تقنية، الهدف منها تطوير المشروع المتعلق بالتكوين في مجال الطب وطب الأسنان والصيدلة، مبرزة أن من بين تفاصيله تخصيص حيّز زمني أكبر لمدة التداريب، وهي الخطوة التي تأتي كجواب على ضعف وقلّة الأرضيات الخاصة بها، إلى جانب الاهتمام بالشق المادي على مستوى التعويضات، فضلا عن تفاصيل أخرى.
خلاصات، تلقاها طلبة كليات الطب والصيدلة وعدد من أسرهم باستغراب كبير، إذ أكدت مصادر طلابية لـ «الاتحاد الاشتراكي»، بأن الجميع كان يترقب تدخلا شخصيا من رئيس الحكومة يكون حكيما وعقلانيا بالشكل الذي يفضي إلى طي صفحة هذه «المواجهة» التي امتدت لستة أشهر، وأن تتم الاستجابة لمطالب الطلبة فعليا، بالشكل الذي يسمح بعودتهم للمدرجات واستئناف الدراسة واجتياز الامتحانات. وشددت مصادر الجريدة على أن قرار المقاطعة جاء لتحسين التكوين الطبي فعليا وعمليا، بما ينعكس إيجابا على صحة المواطنين وعلى المنظومة الصحية التي تعاني من العديد من الأعطاب، إضافة إلى تجويد كل الظروف المرتبطة به ماديا ومعنويا، وأن يلامس أطباء الغد فعلا ما تقول الحكومة بأنها قبلته من مطالب والتزمت بها، التي يغيب كل أثر لها على أرض الواقع لتبقى مجرد تصريحات عابرة؟
وأكد عدد من طلبة الطب في تصريحاتهم لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن كل أزمة إلا ويمكن حلّها متى توفرت الإرادة الحقيقية لذلك، وكان التبصر والحكمة هما المحددين للقرارات والخطوات المتخذة، الأمر الذي اعتبره المعنيون يغيب وبكل أسف في التدبير الحكومي لهذا الملف الذي تحوّلت فصوله إلى لحظات لـ «الاستقواء» بالمسؤولية لفرض الأمر الواقع؟