التأسيس لمبادرة ترافعية ضد واقع التردي بالعاصمة الإسماعيلية

تعيش مدينة مكناس واقعا لا تحسد عليه بسب التردي الحاصل على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، بسبب تعاقب حقب المسك التدبيري الفاشل للمجالس التي تتحمل مسؤولية ما تعيشه المدينة منذ أزيد من خمس حقب تدبيرية وإلى اليوم، مما أحال واقعها إلى ما يمكن وصفه بالمدينة القرية التي فقدت مقومات ومواصفات المدينة بسب ما طالها من تهميش وغبن وجور وإقصاء وتردي غير مفهوم ولا مبرر، لدى أوسع الفئات الشعبية المكناسية، التي ألفت أن تنعت مدينتها سابقا بباريس الصغرى نظرا لما كانت تتصف به من تنظيم وجمالية ومرافق وفضاءات خضراء، سبقت بها العديد من المدن على الصعيد الوطني.
هذا الواقع غير المحتمل حمل مجموعة من الفعاليات المجتمعية ذات المشارب المختلفة والتي آلمها ما تعيش المدينة اليوم مقارنة مع باقي المدن الصاعدة وطنيا، على إطلاق مبادرة (منصة أهل مكناس للترافع عن العاصمة الاسماعيلية)، من خلال تفعيل أدوار ومسارات الديمقراطية التشاركية الخاصة برفع العرائض والملتمسات للجهات المختصة على المستوى المحلي والجهوي والوطني. وفي هذا الإطار تم مؤخرا تنظيم ندوة صحفية من طرف اللجنة المشرفة على العريضة التي سيتم رفعها لرئيس الحكومة تتضمن مجموعة من المطالب الملحة والمشروعة التي تم تجميعها من طرف اللجنة بعد الاستشارات الواسعة التي تمت مع مختلف التنظيمات السياسية والجمعوية النقابية والحقوقية والغرف المهنية والتعاونيات والعديد من الشخصيات الوازنة المنتمية للمدينة داخل الوطن وخارجه.
كما اعتمد أعضاء المنصة على توظيف الأدوار التي يضطلع بها الإعلام بكل تنوعاته ومجالاته، للتعريف والتحسيس بالقضايا والمشاكل التي تتخبط فيها مدينة مكناسة الزيتون، التي تتطلع من خلال هذه المنصة الترافعية إلى تجاوز واقع الانسداد التنموي والتدبيري الحاصل على كل المستويات، والعمل على إيجاد وتحيين السبل الممكنة لتحقيق تنمية حقيقية متجاوزة لواقع الجمود الحاصل، اقتصاديا وصناعيا وسياحيا وتجهيزيا وصحيا، خصوصا مع ما تعرفه المدينة من مشاكل أثرت سلبا على ماضي المدينة وحاضرها ومستقبلها، وهي التي لا تستحق كل هذا الجحود الذي طالها عبر الحقب التدبيرية الماضية. وقد خلصت مخرجات الندوة إلى ضرورة التعبئة الشاملة من أجل جمع التوقيعات اللازمة للعريضة ليتم وضعها من لدن وكيل اللائحة لدى رئاسة الحكومة وتتبع مسارها التنظيمي.
وكانت مداخلات الجسم الصحفي الذي تابع أشغال الندوة قد طرحت العديد من التساؤلات والتعقيبات التي تركزت على عمق الأزمة التي تعيشها مدينة مكناس على كل المستويات والمجالات بحيث أصبح وضعها لا يشرف مدينة بعمق تاريخها وماضيها، مستفسرة عن دور النخب المكناسية تجاه المدينة، وكذلك على مستوى غياب المحاسبة للمسؤولين الترابيين الذين تعاقبوا على تدبير الشأن العام المحلي والإداري بها، مما أدى في النهاية إلى تنامي كل الانحرافات التي أضرت بواقع المدينة وبشبابها، من خلال تفشي العطالة والظواهر الشائنة المختلفة.


الكاتب : حسن جبوري

  

بتاريخ : 03/06/2024