التوجّه إلى هذا الشاطئ بات يثير خوف وقلق الكثيرين : الداهومي تحت رحمة «الواد الحار» والنفايات والكلاب الضالة

على بعد أيام من توجيه وزير الداخلية لتعليماته للولاة والعمّال، حسب تصريحه الرسمي، من أجل الاهتمام بالشواطئ وتوفير كل متطلبات الاستجمام والراحة للمواطنين، من أمن، ونظافة، ومحاربة لكل المظاهر الشائنة، اصطدم عدد من المواطنين الذين ألفوا ارتياد شاطئ الداهومي المصنّف والمتواجد بتراب جماعة بوزنيقة، الذي تمت تسميته على اسم أحد أشهر البحارة الإيطاليين، والذي لا تزال بعض أجزاء الغواصة الغارقة التي كان يقودها تتواجد في المنطقة، خلال الأيام الأخيرة بمشاهد شائنة جعلت الكثيرين يقلقون ويعبّرون عن تخوفاتهم، وفقا للتصريحات التي استقتها «الاتحاد الاشتراكي».
شاطئ، وفقا لما عاينته الجريدة، يتعذر الولوج إليه بسبب النفايات الهامدة التي تحاصره من كل جانب، والتي هي عبارة عن مخلّفات عمليات الهدم التي شهدتها بعض «الكابونهات»، حيث القضبان الحديدية والمسامير والحجارة وغيرها متناثرة في كل مكان، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فرمال «الداهومي» التي كانت لامعة إلى وقت قريب، تؤثثها الأزبال والنفايات، من قنينات بلاستيكية وقصديرية وزجاجية مهشّمة، مرمية وسط الرمال وحتى داخل المياه، مما يعرض سلامة المرتفقين لخطر الإصابة في غفلة منهم بجراح قد تتفاوت حدّتها وخطورتها؟
نفايات من مكوّنات مختلفة وبكمّيات متعددة، لم تكن هي الوحيدة مصدر قلق الأفواج الأولى من مرتادي هذا البحر المستقطب للكثيرين، بل انضافت إليها جريمة بيئية كبرى تتمثل في تحويل مسار «الواد الحار» نحو منطقة تعرف بـ «لابيسين»، التي اعتاد الرضع والأطفال ومن لا يجيدون السباحة ويخشون من تيارات وأمواج هذا الشاطئ العاتية السباحة وسطها، مما جعل لونها يكتسي خضرة «الصرف الصحي» المرفوقة بروائح نتنة، الأمر الذي يشكّل تهديدا صحيا خاصة بالنسبة للذين قد يرتمون في هذه المياه للوهلة الأولى دون الانتباه إلى ما أضحت عليه، وهو ما جعل العديد من المواطنين يتساءلون إن كانت تعليمات وزير الداخلية لا تشمل ممثلي الإدارة الترابية المسؤولين عن هذه المنطقة، وإن كان الاهتمام بها وتوفير سبل استجمام آمن وهادئ ليس من صميم اختصاص المجلس الجماعي، أم أن هذا الشاطئ والبحر خارج رادار اهتمام وزارة الداخلية؟
أسئلة تتعاظم أكثر فأكثر بفعل انتشار الكلاب الضالة كذلك، سواء على الشاطئ أو طيلة المسارات المؤدية إليه، الأمر الذي يزعج ويرعب الكثيرين، خاصة النساء والأطفال، كما يشكّل البعد الأمني هاجسا لزوار المنطقة، إذ يغيب حضور الدوريات الأمنية، سواء تعلّق الأمر بالدرك الملكي أو السلطات المحلية، والحال أن هذا المكان الذي يعرف حركية مهمة طيلة السنة، وليس فقط خلال فترة الصيف، يجب أن يشهد حضورا أمنيا دائما لزرع الاطمئنان في النفوس، خاصة وأن المناطق المحيطة به تحولت إلى أحياء سكنية، يتذكّر من يقطنون بها، سواء من مغاربة الداخل أو الخارج، تفاصيل سيناريوهات قاتمة إجرامية عاشتها المنطقة قبل مدة وخلّفت موجة واسعة من القلق والخوف؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/06/2024