في حين يترقب عدد من الفاعلين الصحيين أدوية مصنوعة محليا من «الكيف»
يترقب عدد من الفاعلين الصحيين بفارغ الصبر اليوم الذي ستخرج فيه أدوية مصنوعة محليا من نبتة القنب الهندي إلى حيّز الوجود، لتساهم في علاج مصابين بأمراض معيّنة وللتخفيف من آلامهم، بعدما أكدت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية فعالية النبتة في التعامل مع عدد من الأمراض التي يمكن وصفها بـ «المستعصية»، التي لم تؤد الأدوية «التقليدية» المستعملة في علاقة بها إلى تحسين وضعيات المصابين بها.
انتظار، يتبين على أن أمده يطول مع مرور الأيام، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام، حول الأسباب التي تؤدي إلى استمرار هذا التأخر، وحول الغاية من التوجه صوب منح الأولوية لاستعمالات أخرى استهلاكية، علما بأن عددا من المختصين قد عبروا عن قلقهم بخصوصها، كما هو الحال لصنع شكولاتة من القنب الهندي وغيرها من المنتجات الأخرى. أسئلة وعلامات استفهام، لم تحل دون مواصلة الفاعلين في المجال الذين حملوا مشعل الترافع حول أهمية القنب الهندي في المجال الطبي في بلادنا منذ البداية، لبرمجة دورات تكوينية لمختلف الفاعلين والمتدخلين، قصد توسيع المدارك والرفع من منسوب الوعي بأهمية هذه الخطوة وبالفوائد التي يمكن تحقيقها طبيا واقتصاديا واجتماعيا.
برنامج عمل، قررت الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي AMCUC أن يشمل هذه المرة أطباء وصيادلة، حيث جرى التوقيع يوم الثلاثاء 11 يونيو بمدينة الدار البيضاء على اتفاقيتي شراكة بين الجمعية وبين تجمع نقابات صيادلة صيدليات المغرب من جهة، وجمعية أطباء الطب العام الحي المحمدي عين السبع بالدار البيضاء G11 /AMGHA من جهة أخرى، تقوم بموجبهما الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي بتنظيم دورات تكوينية لفائدة الأطر الطبية والصيدلية في مجال القنب الهندي الطبي .
وتندرج الشراكتين الجديدتين ضمن مشروع « كيف تكوين»، الذي يهدف وفقا للجمعية، لتكوين أطر القطاع الصحي في المغرب، من خلال الاستعانة بخبراء وصيادلة وأطباء دوليين من دول قطعت أشواطا طويلة في تعزيز الصناعة الدوائية من القنب الهندي، ونقل تجارب عالمية ناجحة في الاستخدام الطبي للقنب في المنظومة العلاجية وجعلها متاحة للمرضى سواء عبر الوصفات الطبية من قبل الأطباء أو عن طريق الصيادلة مع تحديد طرق متابعة المرضى، وبما يساهم في تطوير كفاءات ومهارات المشتغلين في قطاع الصحة بشكل عام. وبموجب الاتفاقيتين، فقد تقرر تنظيم أربع دورات تكوينية في السنة الواحدة لكل قطاع على حدا، على أن يتم إشراك تجمع نقابات صيادلة صيدليات المغرب وكذا أطباء الطب العام الحي المحمدي عين السبع بالدار البيضاء في الاستفادة من جامعات دولية ووطنية ومختبرات وفاعلين في مجال صناعة الأودية ومراكز بحوث ومؤسسات تستهدف صناعة الأودية المشتقة من القنب الهندي و لها اتفاقيات مع جمعية AMCUC .
وعلاقة بالموضوع، أكد البرفسور ربيع رضوان رئيس الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي على أن الأطباء والصيادلة معنيون بشكل أساسي بتقنين استعمالات القنب الهندي لأغراض طبية، مشددا على ضرورة أن يؤول أمر تدبير هذا القطاع لأطباء الطب العام والصيادلة بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن التكوين في وصف الأدوية وصرفها سيعطي نتائج جيدة في انخراط الأطباء والصيادلة في هذا التحول الذي يطال وسائل العلاج التي أعطت نتائج مبهرة في دول سبقتنا في ذلك.
من جهته، شدد الدكتور وليد العمري، رئيس تجمع نقابات صيادلة صيدليات المغرب، على أهمية تكوين الصيادلة في الأدوية المشتقة من القنب الهندي، متوقفا عند أهمية الصيدلي في إنجاح عملية التداوي بالنبتة، مؤكدا عزم الصيادلة الانخراط في هذا الموضوع، داعيا إلى ضرورة احترام الوضع الاعتباري للصيدلي وإعطاءه الأولية في صرف مشتقات القنب الهندي المتنوعة بما يعطي مصداقية لهذه المنتجات.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور الأزرق عبد الإله رئيس أطباء الطب العام الحي المحمدي عين السبع أن الحاجة أصبحت ملحة للاقتراب من موضوع العلاجات بمشتقات القنب الهندي، متسائلا عن تأخير إخراج أدوية في هذا المجال، منوها بالتكوين في هذا المجال لأنه سيسمح للأطباء وخاصة أطباء الطب العام بالانخراط في البحث عن بدائل جديدة في العلاجات الخاصة ببعض الأمراض بعينها، داعيا إلى الإسراع في إنتاج أدوية من مشتقات القنب الهندي على غرار المكملات الغذائية والمواد التجميلية التي خرجت إلى السوق الوطنية.