في يوم الوقوف بجبل عرفات وفيات ومفقودين بسبب الإجهاد الحراري في صفوف الحجاج المغاربة

شهد يوم الوقوف بجبل عرفات، تسجيل العديد من الوفيات والمفقودين بين الحجاج المغاربة.
وتعود أسباب الوفاة إلى عدم  الالتزام بالتحذيرات التي كانت أرسلتها السلطات السعودية ،وعممها مؤطرو وزارة  الأوقاف والشؤون الإسلامية على الحجاج المغاربة، بخصوص ارتفاع درجات الحرارة  وخطرها على سلامة وصحة الحجاج.
ولم تكن- الوفيات – بسبب التدافع أو حوادث سير أو حريق، لأن السلطات السعودية وضعت ترتيبات كبيرة ،كما أنها وفرت كل الوسائل اللوجيستيكية الضرورية للتدخل عند كل طارئ، وحتى خطر الإرهاب كان ضمن مخططاتهم،  خاصة وأن الطريق من مكة إلى منى،  ومنه إلى «جبل عرفات» كانت تتواجد فيها الكثير من الوحدات الخاصة المتميزة بمعداتها المتطورة، وزيها القتالي  الميداني، وأسلحتها -بل كانت الوفيات بسبب التعرض لإجهاد صحي، ولعدم تقدير المجهود البدني مع الوضع الصحي.
والوفيات التي تعرفت عليها جريدة الإتحاد الاشتراكي  همت سيدة من عمالات  الدار البيضاء الكبرى، والتي كانت صعدت إلى جبل الرحمة وبعدها عادت من جبل عرفات إلى «مزدلفة» مشيا على الأقدام، وهو ما أنهكها. وهناك وفاة أخرى لسيدة من مدينة فاس.
وعند العودة إلى مخيم المغاربة ب «منى» كانت هناك وفيات بسبب تأثير الإجهاد الحراري.
وهنا يظهر مدى التأثير الخطير لفتاوى بعض أشباه فقهاء الدين، على بعض الحجاج المغاربة خاصة فيما بخص الصعود إلى جبل الرحمة ومسجد نمرة.
ولا زال هناك مفقودون  لم يعودوا ضمن الحجاج  إلى مخيم» منى» أو إلى مدينة مكة المكرمة، وذلك بعد مرور ثلاثة أيام على العودة إلى مخيم منى.
وتابعت جريدة :الإتحاد الاشتراكي حالة حاج مغربي كان مفقودا منذ ثلاثة أيام  هو وزوجته.
وما يقلق  هو أن بعض هؤلاء الحجاج المغاربة ، يمكن أن يكونوا قد  فقدوا « البادج «الخاص بهم، وأن  التعرف على هويتهم يمكن أن يتطلب  وقتا طويلا.
وهنا لابد من التساؤل حول صمت القنصلية العامة المغربية بمدينة جدة، وعدم تحديثها لعدد الوفيات الذي  فاق بكثير العدد الذي كانت أعلنته  القنصلية المغربية العامة في أول حصيلة .
وحتى تنور الرأي العام الوطني فإن  القنصلية العامة أصبحت مطالبة بتنوير الأسر عن مصير المفقودين، وعن المتواجدين في المستشفيات  في وضع حرج وهم كثر كذلك.
وبعيدا عن وفيات  الحجاج المغاربة عاينت جريدة «الإتحاد الاشتراكي» العديد من الجثث قرب مخرج»رمي الجمرات في اتجاه مكة ،وتعود إلى أسويين، ومصريين وجنسيات أخرى .
وفي إحدى ساحات مكة قرب  المتجر الكبير» بنداود» كانت هناك العديد من الجثث  على الأرض، أغلبها تعود لمصريين.
وتعزى أسباب الوفاة إلى الحرارة المفرطة التي سجلت يوم رمي جمرات العقبة الكبرى، والتي بلغت 52 درجة، وأن الضحايا ربما كانوا ينتظرون وسيلة نقل من دون أخذ الاحتياطات اللازمة ضد حرارة الشمس القاتلة، لكن انتظارهم طال كثيرا .
وعاينت جريدة» الاتحاد الاشتراكي» العديد من  عناصر الشرطة العلمية وهم يسرعون لأخذ بصمات الموتى الذين لا يحملون وثائق تدل على هوياتهم.
وكان المتحدث باسم  الهلال الأحمر السعودي ، الدكتور «يوسف الصفيان»، أعلن أن ««الإجهاد الحراري أكثر الحالات الصحية شيوعا بين الحجاج»
وأضاف الدكتور» يوسف الصفيان»، أنه «قبل موسم الحج تم الحرص على رفع الوعي لدى الحجاج للوقاية والتقليل من نسب الإجهاد الحراري مضيفا: «تابعنا بعض البلاغات التي وردت إلينا مثل الجلطات القلبية والدماغية التي وقعت بين الحجاج»
ونظرا لشدة الحرارة فقد تحول رجال الأمن إلى منعشين وملطفين للجو، ذلك أنهم كانوا يحملون بخاخات يدوية للماء، وكانوا يوجهونها صوب وجوه الحجاج وفوق رؤوسهم لإنعاشهم.
يذكر  أن نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية الأمير» سعود بن مشعل بن عبد العزيز» أعلن من مقر الإمارة بمشعر منى، نجاح حج هذا العام 1445هـ .
وقال: «الحمد لله على التمام. والشكر له على ما أنعمَ بهِ على ضيوف الرحمان من أداءِ المناسكِ بـيسـرٍ وطمأنينةٍ وأمـان، وذلكَ بتوفيقٍ منْ اللهِ


الكاتب : المملكة العربية السعودية عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 20/06/2024