بَوْصَلَةٌ لِصِنَاعَةِ النَّهار

بِمُجَرَّدِ
أَنْ يَزِيغَ اللَّيْلُ
عَنْ غَسَقِ اللَّحْظَةِ
تَحْتَفِي النُّجَيْمَاتُ بِانْطِفَائِهَا
وَتَسْهُو فِي انْحِنَاءِ الْمَكَانِ
يَفِيضُ النَّهَارُ
يَمْلَأَ فِنَاءَ الْغُرْفَةِ
وَيَسْتَلْقِي– هَكَذَا-فِي َعَيْنَيْك شُرْفَةً
وَقَبْلَ أَنْ تَضَعَ أَقْدَامكَ عَلَى الْأَرْض
فَقَطْ لِتُدْرِكَ شَأْنَ النَّهَارِ
تُفَكِّرُ فِي التِّبْغِ
وَالْبُنِّ وَالْجَرِيدَةِ وَأَشْيَاءَأُخْرِى تَخُصُّكَ
-اَلنَّظَرُ فِي وَجْهِ الْجِينْزِ الْعَزِيزِ
وَالْأَسَفُ عَلَى جُيُوبِهِ الْمُقْفِرَةِ
-الاِعْتِنَاءُ بِالْقَمِيصِ الْمُزَرْكَشِ
الْمُسْتَوْرَدِ مِنَ الصِّينِ رُبَّمَا..
-الضَّحِكُ عَلَى رَبْطَةِ عُنُقٍ
لَاتَرْتَدِيهَا لِاعْتِبَارَاتٍ تَجْهَلُهَا
مَادَامَتْ تَحِيلُ عَلَى مِشْجَبِ الْوَظِيفَةِ
سَتَجِدُ نَفْسَكَ مُتَأَهِّبًا
لِلْيَوْمِ السَّابِعِ
لِاسْتِدْرَاجِ صَاحِبِ الرُّؤْيَةِ
الَّذِي يُلاَزِمُ فَوْضَاكَ
لِاسْتِظْهَارِ ابْتِسَامَةِ مُلْتَبِسةٍ
وَالِاسْتِعَانَةِ بِدَفْتَرِ الِاسْتِعَارَةِ
كَأَنَّكَ تَعْبُرُ حُدُوداً أُخْرَى
هَذِهِ التَّمَارِينُ فِي الْوُجُودِ
مُبَرْمَجَةً فِي الْأَسَاسِ
لِإِيجَادِ حُلُولٍ لِوَرْطَةِ النَّهَارِ
وَالِانْتِسَابِ إِلَى جَوْقَةِ الْحَيَاةِ
وَدَلِيلِ الْأَحْيَاءِ..
النَّقْصُ الْفَظِيعُ فِي كِيمِيَاءِ التّْرَاجِيدْيَا
يُلْزِمُكَ بِالْاَنتْمَاءِ إِلَى يَسَارِ الْحِكْمَةِ
وَحَوَاشِي الْمَعْرِفَةِ
حَاُلَكَ الَّذِي يَسْتَفْرِدُ بِبَعْضٍ مِنَ الرَّغْبَةِ
فِي الْبَقَاءِ عَلَى حَافَةِ النِّسْيَانِ
وَ»غَثَيَانُ»جَانْ بُولْ سَارْتر
لاَ يَتَعَلَّقُ الْأَمْرُ بِقَرَارٍ اتَّخَذْتُهُ سُدًى
رُبَّمَا بِقَدَرِ آخَرَ مُفَاجِئٍ لِيُسْعِفْكَ
عَلَى كِتَابَةِ يَوْمِكَ بِحِبْرِ الْمَتَاهَةِ
لِتُشْغِلَ الْمِسَاحَةَ الْفَاصِلَةَ
بَيْنَ كُنْهِ الْأَشْيَاءِ
وَتَحْتَفِي بِفَزَّاعَةِ الْفَرَاغِ
الَّتِي تَحُومُ حَوْلَ جِهَاتِكَ
وَتَكْسُو الْبَيَاضَ
أَتَعْرِفُ الْبَيَاض لَيْسَ مُحَايِداً
دَائِماً..؟
عَلَى الْأَقَلِّ لَيْسَ مُحَايِداً كَالْمَوْتِ..
صِنَاعَةُ النَّهَارِ مِهْنَتُكَ
صَارَتْ بَوْصَلَةً
هِيَ صُورَةٌ حَالِمَةٌ
لِوُجُودٍ يُنْذِرُ
بِإِتْلَافِ ذَرَّاتِ الضَّجَرِ
وَإِعَادَةِ دَقَّاتِ السَّاعَةِ
إِلَى شَرْخِ جِدَارٍ يُشْبِهُ حَالَةَ اكْتِئَابٍ
لَمْ تَعْهَدْهَا
لِتُعِيدَ ثَانِيَةً
وَبِشَكْلٍ آخَرَ مُخْتَلِفٍ
عَنِ السَّائِدِ
تَرْمِيمُ تَفَاصِيلَ بِرُمَّتِهَا
تُحِيلُكَ عَلَى هَدْمِ يَوْمِ الثُّلاَثَاءِ
بِلاَ شَفَقَةٍ
وَالْاِثْنَيْن لَمْ يَعُدْ يُمْهِلْكَ فُسْحَةً
لِدَقِّ مِسْمَارٍ فِي جِذْعِ
جِدَارٍ آيِلٍ لِلسّقُوطِ
وَالْقِيَامَةِ..
لَازِلْتَ كَكُلِّ الْغُرَبَاءِ
تُشَيِّدُ قِلاَعَكَ عَلَى تُخُومِ يَوْمِ السَّبْتِ تَحْدِيدًا
اَلْكَأْسُ
وَالْمُوسِيقَى
والْكُتُبِ الْمُسْتَعَارَةِِ
مِنْ حَدِيقَةِ الْمَوْتَى
وَمِنْ أَصْدِقَاءَ يُلَوِّحُونَ لِلْقارَّات الْخَمْسِ بِمِنْدِيلِ الْحُرُوفِ
وَشَارَاتِ الْهَزِيمَةِ
اَلْخَمِيسُ
هُوَ الْآخَرُ
يُحَاكِي رَغْبَتَكَ فِي مَلْء السَّلَةِ
بِأَلْسِنَةِ الْخَضْرَوَاتِ
وَ سِيقَانِ الْفَاكِهَةِ
وَ حَجَرِالْمِلْحِ
وَ زَهْرَةِ الزَّعْفَرَانِ
اَلْخَمِيسُ
فِي عُرْفِ «زيليس»
يَوْمٌ لِلْجُنُونِ وَالْقَصِيدَةِ..
اَلْأَرْبِعَاءُ
وَالْجُمُعَةُ
أَتَعْتَقِدُ أَنَّهُمَا تَوْأَمَانِ..؟
كَأَنَّكِ بِمَنْأَى عَنْ حَامِلٍ لِمَفَاتِيحَ
لَاأَقْفَالَ لَهَا
مِنْ شِدَّةِ الصَّدَأِ
عَدَا كُوَّةِ ضَوْءٍ ضَئِيلٍ
أَنْتَ لَا تَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ تَدْلِفُ
الْبَابَ..؟
وَالْأَحَدُ
حَيْثُ لَا أَحَدَ يَطْرُقُ رَأْسَكَ
سَاعَاتُ النَّمِيمَةِ مُعَطَّلَةٌ
تَتَوَسَّدُ الْأَرِيكَةُ السَّوْدَاءُ
اَلسَّرِيرُ لَيْسَ «سَرِيرَ الْغَرِيبَةِ»فِي شَيِءٍ
يَحْتَفِي بِالْكَوَاكِبِ الْمُنْحَازَةِ
لِضَفِيرَةِ الْأَرْضِ
هَلْ تَسْتَطِيعُ
أَنْ تَقُولَ لِلذِّئْبِ
أَنِّي انْتَظَرْتُك أَكْثَرَ مِنْ رُبْعِ قَرْنٍ
لأَرْتَدِي قَلِيلاً مِنْ فَرْوِكَ..؟
هَذَا الِانْتِظَارُ الشَّبِيهُ
بِطَوَاحِينِ الْعُمْرِ وَالْهَوَاءِ
لَمْ يَطَلْ كَوَاكِبَ النَّهَارِ فَحَسْب
اَللَّيْلُ كَانَ أَكْثَرَ انْحِيَازًا
لِمَهَبّ الرِّيحِ
وَفِي اعْتِقَادِهِ
-الذِّئْبُ ولَيْسَتِ الرِّيحُ-
سَأَظَلُّ شَبَحاً بِلَا ظِلٍّ
-كَمَا أَنَا –
أُعَاتِبُ دُونَ جَدْوَى
اَلْمَرْأَةُ الَّتِي لَازَمَتْهُ
وَاسْتَظَلَّتْ بِعُوَاِئهِ
وَبِحَفِيفِ زَنْبُورٍ
«يَقْرِسُ» الْحَاسُوبَ وَعَيْنَيْهَا
وَيَشِيدُ قِلاَعَ الْغِيَابِ..
لَاشَيْءَ أَسْتَنِدُ عَلَيْهِ الَآنَ
عَدَا أَوْهَامٍ صَنَعْتُهَا بِمُفْرَدِي
عَلَى مَرِّ سَنَوَاتٍ آثِمَةٍ
لِأَكُونَ
مَا شِئْتُهُ لِي
رُوزْمَانَةً تَهْدِمُ مَهَاوِي الْأَيَّامِ.


الكاتب : إدريس علوش

  

بتاريخ : 21/06/2024