متهم رئيسي، فتى شاهد، رقم هاتفي، وشخصان لهما علاقة بالضحية .. مستجدات مثيرة في قضية الجثة التي عثر عليها بوادي أم الربيع في منطقة «البرج» بخنيفرة

كثفت الأجهزة الأمنية والقضائية من جهودها لكشف غموض جثة الشاب العشريني التي عثر عليها، خلال ثاني أيام عيد الأضحى، الثلاثاء 18 يونيو 2024، بضفة نهر أم الربيع على مستوى منطقة «البرج»، ضواحي خنيفرة. وكشف تقرير التشريح الطبي عن حمل جسده لرضوض عميقة وتعرض رأسه لنزيف داخلي، فيما تمكنت مصالح الدرك من إيقاف ثلاثة أشخاص من المشتبه بهم في الحادث، تم إخضاعهم للتحقيق، قبل الإفراج عن أحدهم وإحالة الاثنين الآخرين على الوكيل العام لدى استئنافية بني ملال، أحدهما يُتابع كشاهد، حيث جرى تعميق البحث معهما لدى قاضي التحقيق، بينما قادت التحقيقات لشخصين من تاونات تم تقديمهما أمام وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة.
وعلى غرار ما يشبه أفلام التشويق والإثارة، كشفت مصادر متطابقة عن سيناريو إيقاف المشتبه به الرئيسي في القضية من خلال رقم هاتفي استعمله هذا الشخص في إشعار الدرك بالعثور على جثة الشاب، وحاول من خلال ذلك تضليل وتمويه الدرك بإعطائهم أسماء وهمية وأخرى لشخصين جرى اعتقالهما وتبين عدم علاقتهما بالقضية، ومن هنا ركز المحققون على أمر الهاتف مصدر المكالمة، واتضح أنه يعود لفتى، لا يتجاوز عمره 15 سنة، تمكنت التحريات من الوصول إليه، وعبره تم وضع اليد على المشتبه به الذي تم التأكد من ضلوعه في ارتكاب جريمة قتل الشاب عقب مشاجرة بينهما حول عملية مالية تخص كمية من المخدرات.
وفي ذات السياق، قادت التحقيقات إلى إيقاف شخصين بتاونات، واللذين اعترفا أمام وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة، ذ. حاتم حراث، أنهما فعلا على علاقة بالضحية تتعلق بالمتاجرة في المواد المخدرة، إلا أنهما لم يعثرا على جواب بخصوص اختفائه الغامض إلا بعد انتشار خبر العثور عليه جثة هامدة بوادي أم الربيع بمنطقة البرج، ضواحي خنيفرة، وبذلك تقررت متابعة الشخصين بتهمة حيازة وترويج المخدرات، فيما ينتظر ما سيقوله القضاء بشأن المتهم في قضية مقتل الشاب، والذي انتهى قاضي التحقيق من الاستماع لأقواله ولأقوال الفتى صاحب الهاتف الذي تقرر متابعته كشاهد في القضية، والذي أفاد بأن المتهم تقدم إليه بصفة راعي غنم وطلب منه هاتفه.
وكانت الواقعة قد استنفرت السلطات الدركية والقضائية والمحلية والوقاية المدنية، قبل شروع الفرق المختصة، بمسرح الحادث، في عمليات رفع ما يمكن من البيانات والقرائن والأقوال التي قد تفيد في التحقيق أو تساهم في تفكيك أسباب وظروف الواقعة المثيرة، فيما جرى نقل الجثة لمصلحة الطب الشرعي بالمركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال بغاية إخضاعها للتشريح الطبي الذي من شأنه أن يميط اللثام عن اللغز وحيثياته. وكان قد عثر بموقع الحادث على سيارة الهالك التي شوهدت وهي مركونة بعين المكان لأكثر من يومين، حسب شهود عيان، وأبوابها مغلقة دون عثور المحققين على مفاتيحها، وفق ما أكدته بعض المصادر المتتبعة.
ووفقا للمعلومات المتوفرة، فقد كان المعني بالأمر مبحوثا عنه من طرف أسرته، منذ حوالي أسبوعين من اختفائه في ظروف مقلقة، وإلى يوم انتشار خبر العثور على جثته بضفة الوادي على مستوى المنطقة المذكورة، حيث تمكنت مصالح الدرك من مقارنة صورة الجثة بصورة المبحوث عنه لتخلص النتيجة إلى التأكد من أنه نفس الشخص، واسمه (ح)، وينحدر من منطقة تاونات، بينما لوحظ على الجثة أثار رضوض لم يستبعد المحققون أن تكون ناتجة عن اعتداء جسدي يكون قد تعرض له في ظروف تم ربطها بشبكات معلومة، مع احتمال أن يكون خلف الأمر جريمة تمت بمكان ما وجرى التخلص من الجثة بالمكان المذكور.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 26/06/2024