بعد أن اجتاز عدد محدود امتحانات الدورة الربيعية
في اليومين الأولين في كليات الطب والصيدلة
فعّلت الحكومة قرارها بإجراء امتحانات الدورة الربيعية لكليات الطب والصيدلة أول أمس الأربعاء 26 يونيو، في خطوة زادت من تمدّد واتساع رقعة دائرة اللبس والغموض المتعلقة بمآل السنة الدراسية، خاصة بعد أن عرفت هذه الامتحانات في يومها الأول والثاني والتي ستمتد لـ 15 يوما مشاركة محدودة للطلبة في جميع الكليات مقابل مقاطعة واسعة لها، مما اعتبره عدد من المتتبعين مؤشرا سلبيا على إمكانية الوصول فعلا إلى «سنة بيضاء»، التي ظل الجميع ينادي بتفاديها، مع ما يعني ذلك من تداعيات وتبعات سترخي بظلالها على الطلبة الحاليين والجدد كذلك، الذين سيجتازون امتحانات ولوجها لأول مرة ويمنّون النفس بالالتحاق بالسنة الأولى في مسار التكوين الطبي.
وكانت الحكومة قد أعلنت عن برمجة امتحانات الدورة الربيعية مع تحديدها لتاريخ الدورة الاستدراكية قبل نهاية شهر غشت، مع برمجة امتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول في شتنبر، مشيرة كذلك إلى أنه سيتم استدراك فترات التداريب الاستشفائية التي تمت مقاطعتها انطلاقا من الموسم الجامعي المقبل، وتعويض نقطة الصفر من بيان النقط بالنقطة المحصل عليها خلال الدورة الاستدراكية للفصل الأول، إضافة إلى إعادة النظر في العقوبات التي سبق وأن تم تسطيرها، تفاعلا مع بالدعوة لاجتياز الامتحانات.
تعهّدات، لم تجد قبولا في أوساط كل طالبات وطلبة كليات الطب والصيدلة، وهو ما أكده عدد الذين اجتازوا الامتحانات، وسبق وأن بيّنه بلاغ اللجنة الوطنية لطلبة الطب، مما جعل العديد من الأمهات والآباء ومعهم مجموعة من المتتبعين والمهتمين، يعبّرون عن تخوفاتهم المشروعة، بالنظر إلى أن استمرار هذه الأزمة لن يأتي بحلّ، حتى وإن اجتاز عدد معين من الطلبة الامتحانات، خاصة الذين سبق لهم الرسوب ويخشون من تبعات ذلك عليهم، لأن عدد من يقاطعونها هو أكبر، حيث تشير التقديرات إلى نسبة 94 في المائة من مجموع الطالبات والطلبة، وهو ما سيجعلنا أمام موسم لن يعرف تخرج دفعة من الأطباء، وسيؤدي إلى مزيد من الاكتظاظ خلال الموسم الدراسي المقبل، حين سيلتحق الطلبة الجديد بكليات لن تستوعب مدرجاتها جميع الطلبة، وسيتضح المشكل أكبر في السنة الثالثة التي هي سنة التداريب ؟
ويتساءل المهتمون حول مدى إمكانية استيعاب الحيز الزمني المتبقي، بما في ذلك زمن العطلة خلال شهر غشت، في حال تفعيل حوار جاد وحقيقي يطبعه تغليب المصلحة العامة، للصيغ الممكنة لإنقاذ الموسم الدراسي الحالي على مستوى كليات الطب والصيدلة ولتفادي «السنة البيضاء»، من خلال برمجة 4 دورات، تعيد الروح إلى كليات الطب وتبعث الأمل في نفوس كل من يتخوفون من السيناريوهات القاتمة التي تطلّ وترخي بظلالها على الجميع.