حصلت التلميذة ضحى الهادي التي تتابع دراستها بمسلك علوم فزيائية خيار فرنسية بإحدى المؤسسات الخصوصية بتطوان التابعة للمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بإقليم تطوان على معدل 19.45. في الدورة العادية للامتحان الوطني لنيل شهادة الباكالوريا 2024، خول لها تصدر أعلى معدل جهوي على مستوى الأكاديمية الجهوية لجهة طنجة تطوان الحسيمة .
جريدة الإتحاد الإشتراكي توجهت لمنزل التلميذة المتفوقة بحي الولاية ،حيث استقبلنا والدها بحفاوة قبل أن تكشف لنا ضحى الهادي التي كانت محاطة بأفراد أسرتها ( والدتها جدتها و أختها الصغرى)، عن سر تفوقها و تمكنها من الحصول على أعلى معدل جهويا و ثالث وطنيا. وفي هذا السياق أوضحت ضحى الهادي أن تفوقها لم يكن وليد الصدفة بل هو ثمرة عدة عوامل ساهمت في ذلك، من قبيل الجد و المثابرة و التركيز و المتابعة، كما كانت لها عشق و شغف بالدراسة التي كانت تحبها طوعا و ليس كرها. ومنذ طفولتها كانت والدها يقوم بتعليمها الأرقام في حين كانت والدتها تقرأ لها القصص و الروايات و تقوم بتلقيد بعض الشخصيات المعروفة في مجالات متعددة، مما رسخ في ذهنها حب القراءة و الدراسة ،و تضيف ضحى أن خلال مرحلتها الآبتدائية كانت دائما متفوقة في كافة المواد باستثناء مادة الفرنسية التي كانت تجد صعوبة في فهمها إلا أنه مع مرور الوقت بدأت تستوعبها بشكل جيد، وعرجت ضحى للحديث عن مسارها الدراسي بالإعدادي المليء بالنجاحات المبهرة قائلة «خلال هذه المرحلة حصلت على أعلى المعدلات على مستوى الإقليم و الجهة ،و استطعت أن أحصل على معدل 19.52 في التاسعة اعدادي ليتم اختياري لعضوية برلمان الطفل عن مدينة تطوان في صنف التفوق الدراسي. كل ذلك زاد من طموحي في الحصول على أعلى الدرجات، خاصة في هذه المرحلة التي شرعت فيها بتنظيم الوقت بين الدراسة و بعض الأمور الأخرى سيما ممارسة هوايتي في الفن التشكيلي ومطالعة الكتب خاصة التي تعنى بالفكر والفلسفة، حتى أمنع الملل من أن يجد طريقه إلي» .
ولم يفت ضحى التعبير عن تقديرها وعرفانها لوالديها و أسرتها التي ساندتها كثيرا خاصة في الأوقات الصعبة التي مرت بها خلال بعض المراحل من دراستها .و اعتبرتهما مثالا صادقا ورائعا للدعم والمساندة. وأنها محظوظة لكونها تتوفر على كل هذا الإحتضان و الدعم، كما أشادت بدور جميع الأطر التعلمية والتربوية بمؤسستها و كافة العاملين بها في توفير الأجواء المناسبة للتلاميذ وتحفيزهم على تحقيق النتائج المرجوة، ولم تستثني جدتها من هذا الدعم ، وقالت ضحى «جدتي كانت من بين المدعمين لي بشكل كبير لدرجة كانت تظل معي لساعات متأخرة من الليل أثناء تحضيري «للباك».
واعتبرت ضحى الهادي «أن طريق النجاح لم يكن سهلا بل كان محفوفا بضغوطات مارستها على نفسي ولازلت لم أتخلص منها رغم تحقيقي لأعلى معدل جهوي، لأنه كان صعبا علي أن أنتقل بشكل سلس من مرحلة ساد فيها القلق والخوف والتعب إلى مرحلة فيها فرح و سعادة و افتخار، وحاليا أحاول جاهدة لأتخلص من هذه الصدمة ،استعدادا للمرحلة المقبلة التي تتطلب بدورها نوعا من التركيز لاتخاذ القرار المناسب الذي يهم مستقبلي الدراسي «.
وارتباطها بحديثها لجريدة الاتحاد الإشتراكي عن وصفة تفوقها ب»الباك» أوضحت ضحى أن هذه المرحلة تتطلب مجهودات جبارة من المثابرة والمتابعة اليومية للمواد الدراسية والمراجعة والتحصيل، واستثمار الوقت بشكل جيد وعدم إهداره في أشياء لا تنفع، ومثل هذه الأمور هي التي تساعد على التميز والتفوق، خاصة في مرحلة الباك التي تكون مرحلة حرجة في تحديد مسار التلميذ (ة) بشكل كبير، وقد شعرت ضحى بكثير من التعب، إلا أن إرادتها كانت قوية في الاستمرار وتجاوز هذه الأزمة لمعانقة لحظات الفرح والتفوق.
وعادت محدثتنا لتؤكد على دور أسرتها في دعمها وتوفير الأجواء المناسبة للتحصيل و المراجعة و التركيز، و لم يبخلا ن عليها بالتوجيه والنصح، خصوصا خلال امتحانات الباكالوريا التي تتطلب مجهودات متواصلة ومستمرة، ومقاومة الصعاب بكل عزيمة و أمل .»
و بخصوص طموحها ما بعد الباك قالت ضحى « سأواصل هذا التميز من خلال تحقيق حلمي بالولوج لإحدى المدارس و المعاهد العليا المتخصصة في الهندسة ،إلا أن طموحي الأكبر هو مواصلة هذا التفوق خدمة لوطني و ملكي . و أعتقد أن هذا الطموح مشروع تؤكد ضحى .
بدورها عبرت والدتها عن سعادتها الكبيرة بهذا التفوق الذي حازت عليه ابنتها خول لها التربع على «عرش « الباك بجهة طنجة تطوان الحسيمة و قالت « أن ما وصلت آليه ضحى هو نتيجة لاجتهادها و مثابرتها المستمرة طيلة مشوارها الدراسي و أنها حصدت ما تستحقه و أضافت أن ضحى رغم ضغر سنها فإنها تتوفر على قدرات كبيرة لمواجهة كل ما قد يحول دون تحقيق هدفها ،و أنها بمعية زوجها قدمت كل انواع الدعم و التشجيع لها ،مما مهد لها كل الظروف المواتية للتحصيل و الدراسة، لتحقيق هذا التفوق والتميز.