ممرض «مضرب» ينقذ حياة أم لطفلين كانت في وضعية احتضار في الشارع العام
سجّل حسن عبداللوي، الممرض رئيس المركز الصحي القصيبة بجماعة أهل الرمل إقليم تارودانت، اسمه يوم الأربعاء، ثاني أيام الإضراب الوطني الذي خاضته الشغيلة الصحية بالقطاع العام هذا الأسبوع، بمداد من فخر في سجّل بطولات أصحاب الوزرة البيضاء من أطباء وممرضين وتقنيين للصحة، التي تكون في كثير من الأحيان صامتة وعابرة، إذ سرعان ما تغطي عليها العديد من التفاصيل والأحداث ذات الصلة بالمشاكل التي تتخبط فيها المنظومة الصحية، فيطفو على السطح كل ما هو سلبي ويختفي أمامها كل ما هو إيجابي بكل أسف.
ووجد حسن نفسه يتدخل بشكل طارئ ومستعجل، بعد أن كان على من سيارة رفقة صديق له بإحدى مناطق الجماعة، حيث لفت انتباهه تجمهر عدد كبير من المواطنين وتحلقهم حول سيدة كان مغمى عليها، فنزل من السيارة لمعرفة ما يقع، وهناك لفت انتباهه وجود زوجها إلى جانبها يصيح وينادي بإنقاذها، فما كان منه إلا أن تقدم أكثر للوقوف على حقيقة وضعها الصحي عن كثب، فتبين له أن الأمر لا يتعلق بحالة بسيطة عابرة إذ كانت المعنية بالأمر تدخل في مرحلة احتضار بعد أن توقف نبض قلبها وشرع البؤبؤ في الاتساع، وفقا لما أكده لـ «الاتحاد الاشتراكي» في اتصال هاتفي به، مما جعله يباشر تدخلا استعجاليا في حينه حيث قام بإنعاش قلبي رئوي دامت مدته لحوالي نصف ساعة، مما مكّن من «استرجاع» السيدة التي تبين فيما بعد على أنها أمّ لطفلين.
وخلّف تدخل حسن، الذي سبق أن اشتغل في قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي بتارودانت لحوالي أربع سنوات، صدى طيبا في أوساط كل من تابعوا الحادث في مكانه الذين أشادوا ونوّهوا به وبتدخله البطولي، كما استحسنه عدد من المتتبعين والمهتمين بالشأن الصحي لاحقا، مشددين على أن مهن الصحة هي مهن نبيلة لكونها تخدم الإنسان وتساهم في إنقاذ حياته والتخفيف من آلامه، وهو ما يتطلب بذل المزيد من الجهود لتوفير كل ما من شأنه تحقيق هذه الأهداف بشريا وتقنيا، ماديا ومعنويا.
وأكّد حسن في تصريحه للجريدة على خلفية هذا التدخل الناجح الذي مكّن من إنقاذ حياة مواطنة ومن إعادة الفرحة إلى أسرتها الصغيرة، على ضرورة تعلم المواطنين بشكل عام للمبادئ الأساسية للإسعافات الأولية من أجل التدخل في حال السكتات القلبية وإنقاذ من يتعرضون لها، الذين قد يكونون من الأقارب والجيران والأصدقاء، خاصة في ظل ارتفاع عدد هذه الحالات التي تقع بشكل طارئ وبدون إشعار، مشددا على أن الميدان الصحي لا تزال فيه عدد من الجوانب المشرقة والمضيئة التي يجب الاعتناء بها وتطويرها.
وتعليقا على هذه الواقعة، نشر البروفيسور غسّان الأديب تدوينة على صفحته الخاصة، أكد فيها أن التدخل البطولي لحسن احتاج للإنسانية والكفاءة وليدين، مشيرا إلى أن هذه الكفاءة تتطلب تكوينا بسيطا وسريعا لبضع ساعات، يمكن أن يستفيد منه كل مواطن منذ الطفولة في المدرسة، وحينها سيمكن للجميع أن يكونوا أبطالا مثل حسن. ودعا الاختصاصي في مجال التخدير والإنعاش إلى تشريع إدخال تكوينات الإسعافات الأولية المنقذة للحياة، بما في ذلك تدليك القلب وإزالة الرجفان القلبي في مناهج التعليم والتربية، وكل تكوين مهني، إضافة إلى تشريع إجبارية تجهيز الأماكن التي تستقبل الجمهور بأجهزة تنظيم ضربات القلب الخارجية الآلية.