كما كان مبرمجا، أعلنت جمعية الأطلس الكبير، مساء أمس الجمعة 5 يوليوز بالمسرح الملكي بمراكش، عن افتتاح الدورة 53 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، والتي ستستمر إلى غاية 8 يوليوز الجاري تحت شعار “الإيقاعات والرموز الخالدة”
أهازيج من فن التراث الشعبي المغربي تعددت فيها ألوان الملابس التقليدية واختلطت فيها الإيقاعات والأصوات التي صدحت عاليا في أرجاء المسرح الملكي بمراكش، لتعلن عن نسخة جديدة منفتحة أكثر من سابقاتها عن ثقافات شعبية تنتمي لدول أخرى.
مجموعات فلكلورية جاءت من كل مناطق المملكة، لتؤدي عروضا شيقة، فأعطت لوحة فنية بديعة تفاعل معها جمهور المهرجان بحرارة ورصدتها عيون كاميرات قنوات أجنبية، التي حضرت بكل معداتها التقنية واللوجيستية لتغطية هذا الحدث الفني والتراثي، كي تنقل بالصوت والصورة جزءا من الموروث الثقافي الذي تفوح منه رائحة عبق التاريخ ويذكر بعمق الحضارة التي بناها الأسلاف والأجداد بحب وسلام.
أمسية تؤكد على أهمية التنوع والاختلاط الذي عرفه المغرب من خلال الإيقاعات واللهجات وأشكال الملابس التي تختلف حسب مناخ وتضاريس كل منطقة من ربوع المملكة، فأعطت نموذجا حيا يمثل أكثر من عشرة قرون من التعايش بين الامازيغ واليهود والإبيريين والأفارقة والعرب وكل الأجناس الأخرى.
هذا ما يجعل فكرة الحفاظ على التراث أمرا ملحا وحتميا أكثر من أي وقت مضى، خاصة في الظروف الحالية التي يحتدم فيها الصراع مع أطراف أجنبية تسعى لسرقة التراث المحلي في واضحة النهار، وهنا لابد من تقييم الجهود التي تبذلها جمعية الأطلس الكبير من خلال مهرجانها الوطني للفنون الشعبية، والذي يستحق كل التنويه والتشجيع سواء من قبل الوزارة الوصية على الشأن الثقافي أو من طرف المؤسسات العموميو والخاصة، دون استثناء وسائل الإعلام التي لها دور محوري في الترويج لهذا التراث اللامادي، فالحفاظ على هذا الكنز الذي يشهد على الهوية المغربية الممتدة عبر أزمنة طويلة، هي مسؤولية جميع أطياف المجتمع المغربي.
جدير بالذكر أن الدورة الحالية تستقبل أكثر من سبع مئة شخص ينتمون إلى مجموعات موسيقية تمثل التراث المحلي، ومئة فنان شعبي أجنبي، بالإضافة إلى فنانين من الصين الشعبية التي حلت كضيف شرف على المهرجان، نظرا للعلاقات المتميزة التي أسس لها جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته الرسمية إلى الصين الشعبية سنة 2016، حيث أثمرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات من بينها التعاون في المجال الثقافي والفني.
وقد خصصت إدارة المهرجان ثلاث منصات للعروض الفلكلورية وهي منصة ساحة الحارثي، قصر الباهية التاريخي والمسرح الملكي، كما ستعرف الدورة إحياء سهرة موسيقية بمناسبة تكريم الفنان المبدع نعمان لحلو.