حول غضب جماهيره إلى حافز لترتيب الأوراق .. الدفاع الجديدي يعود إلى قسم الأضواء بعد موسم كان محفوفا بالخطر

لن يعود الفريق إلى قسم الأضواء، وسيكون مصيره هو الهواة، كانت أبرز ما ردده الشارع الجديدي بعد ليلة السقوط إلى القسم الثاني. ولم يكن أكثر الناس تفاؤلا يؤمن بعودة إلى قسم الأضواء، بعد النزول، بعدما رافقته العديد من المشاكل، تسببت وقفات احتجاجية لجماهيره مطالبة برحيل المكتب المسير، ومغادرة جماعية للاعبين كانوا يشكلون دعامته الأساسية. بل إن الأمر لم يتوقف عند محطة الرحيل، فقد توجه العديد منهم إلى غرفة النزاعات، وكانت في كل مرة تخرج ملفات من الرفوف إلى العلن لعرقلة مسيرة الفريق.
وأجمع متتبعو الفريق على أن المسار سيكون صعبا في مواجهة مجموعة من الفرق، التي تستحق هي الأخرى تحقيق الصعود، ويتعلق الأمر بالاتحاد الإسلامي الوجدي والكوكب المراكشي والنادي المكناسي وأولمبيك خريبكة وغيرها من الفريق، التي كان يُنظر إليها على أنها مستعدة للمنافسة حول الصعود.
ولم يكن سقوط الفريق الجديدي هو الاول في مساره، بل إنه غادر بطولة الكبار نحو القسم الثاني خمس مرات، وتمكن خلال مناسبتين من العودة السريعة إلى القسم الأول، في 1987 من القسم الثاني و1994، بعد مقابلة سد ضد أولمبيك خريبكة.
ومنذ ذلك الحين ظل الفريق يعيش متأرجحا بين المراتب الخمس الأول.

الألتراس… من الاحتجاج إلى الدعم

بعد النزول مباشرة، نظمت جماهير الفريق وقفات احتجاجية تطالب العامل بضرورة دعم الفريق لإرجاعه إلى القسم الأول، ومحاسبة من تسبب في إسقاطه، بل وصل الأمر إلى مطالبة المكتب المسير بالرحيل، لكن ما أن انطلق قطار البطولة حتى حشد فصيلا «دوص كالاص» و “كاب صولاي» أنصارهما، في أول مباراة انتصر فيها الدفاع ببني ملال، وتوالى الدعم، وأضحى مهما في رفع معنويات اللاعبين، الذين أجمعوا في كل تصريحاتهم بعد تحقيق الصعود، على أنهم يهدونه لجماهيرهم التي ساندتهم داخل ملعب العبدي وخارجه. حتى إن رئيس الفريق اعتبر في كل أن الجمهور هو المدعم رقم واحد، وأنه كان سببا مباشرا في عودة الفريق إلى مكانه الطبيعي.
وتضاعفت تلك المساندة في الأمتار الأخيرة من سباق الصعود، فعاد ملعب العبدي بعد أكثر من ست سنوات، ليصل سقف 10 آلاف متفرج في المباراة التي جمعت الدفاع بالكوكب المراكشي لحساب الجولة 29. كما سافر فصيلا الجديدة بأكثر من ألف مناصر إلى العيون لمساعدة الفريق في لقائه أمام شباب المسيرة.
ورغم أن فريق أولمبيك الدشيرة لم يسمح للجمهور بحضور آخر مباراة، والتي كانت بمثابة لقاء سد أعطى للجديدة أحقية الصعود، والعودة إلى دوري النخبة، إلا أنه عاد ليسمح لهم بالتنقل يوما واحدا قبل المباراة. ورغم هذا القرار فقد انتقل عدد ليس بالقليل إلى إنزكان لمتابعة مباراة، أقل ما يقال عنها أنها أجريت في الشارع وليس داخل ملعب، بحكم أن الملعب لا يتوفر على مدرجات ولا على الحد الأدنى للعب، وهناك رددت الجماهير شعار «الدفاع راجعة”، وخصصت للاعبين استقبالا حاشدا بعد العودة من الدشيرة، فجر الأحد الماضي، بالشهب الاصطناعية وترديد شعارات الانتشاء بالصعود.

البداية مع مدرب متعنت

في ظل وضعية التشتت ومنع الفريق من الانتدابات، آمن المدرب السابق عبد الكريم الجيناني بأمل العودة، واستطاع لم شمل اللاعبين حوله، وإقناعهم برفع المنع، واستعان بخدمات لاعبين راكموا تجربة كبيرة، ضمنهم محمد اليوسفي وياسين الذهبي وعادل الحسناوي، الا أن الجيناني ظل متعنتا في تدبيره التقني، مما كلف الفريق خسارات كبرى في مقابلات كانت أسهل، ولم تكن تتطلب إلا جزء من الشجاعة التقنية.
وبعدما تمكن المكتب المسير من تسديد ملياري سنتيم لرفع المنع من الانتداب، انطلقت رحلة الفريق ضمن الأربعة الأوائل في سبورة الترتيب، إلى أن الانفصال عن الجيناني في الدورة 13، كان هو الحل الوحيد والأوحد لرسم خريطة منافسة جديدة لضمان عودة سريعة إلى قسم الكبار، فتم تعويضه بالبرتغالي خورخي داسيلفا، الذي أكمل المشوار بمساعدة رشيد دلال وعبد الرحيم بوكري.
وتمكن الفريق الجديدي من بلوغ رصيد 52 نقطة، جمعها من 13 انتصارا و13 تعادلا و4 هزائم، ويدين بعودته إلى النسبة الخاصة، التي رجحت كفته على حساب الاتحاد الإسلامي الوجدي، الذي تساوى معه في النقاط، حيث تعادل معه بوجدة، وانتصر عليه بهدف لصفر بملعب العبدي.

العودة .. مشروع جماعي

قال عبد الطيف المقتريض، رئيس الدفاع الجديدي، إن “الكل سعيد هنا بهذا الإنجاز، الذي جاء نتيجة مجموعة من العوامل الأساسية، ضمنها الإجماع على تحقيق الصعود، ودعم العامل، الذي فعل شراكات مع المجالس المنتخبة وبلور شراكات أخرى”.
وأضاف المقتريض “أود أن أشكر جماهير الفريق على مساندتها اللامشروطة، والطاقم التقني بكل مكوناته واللاعبين، وأشكر كذلك المدرب السابق عبد الكريم الجيناني».
وأضاف المقتريض “بالتفاف الجميع، حققنا الصعود بالسرعة النهائية، وأسعدنا جماهيرنا، ونعدهم بموسم جيد في القسم الأول واسترجاع أمجاد الدفاع الجديدي». بل إن المقتريض ترك الجبل بما حبل، ترك عيادته وعائلته ورابض بالقرب من الفريق ليل نهار، يدعم هذا ويحاول أن يأخذ بيد ذاك من أجل الحفاظ على لحمة الفريق.

موسم صعب ومجهود كبير

أهدى رشيد دلال، مساعد مدرب الدفاع الحسني الجديدي، إنجازالعودة على قسم الكبار إلى “جماهيرنا التي ساندتنا طيلة كل المباريات، والتي ضخت فينا نفسا مضاعفا لتجاوز السقطة إلى القسم الثاني”.
وأضاف دلال “مخطئ من يعتقد أن بطولة القسم الثاني سهلة، جميع الفرق تمتلك لاعبين جيدين، وتلعب بحماس وندية. عانينا كثيرا لانتزاع البطاقة الثانية، وآمنا بحظوظنا في العودة حتى آخر أنفاس المباراة، التي جمعتنا بأولمبيك الدشيرة لحساب الجولة الأخيرة.
لقد تعذبنا كثيرا وكان موسما صعبا على جميع المستويات.”

الحلم يتحقق

قال عادل الحسناوي، لاعب الدفاع الجديدي، إن الصعود كان حلم الجميع، وإنه لم يكن سهلا. وأضاف “الصعود ظل مقتصرا على الكوكب والاتحاد الإسلامي الوجدي حتى آخر مباراة. لعبنا مقابلة صعبة أمام الدشيرة في ملعب رديء، وانتزعنا نقطة رجحت كفتنا”.
وزاد الحسناوي “نهدي الصعود لجماهيرنا التي ساندتنا في السراء والضراء، ولم تبخل علينا بتنقلاتها خارج الجديدة، وسنواصل تألقنا ببطولة القسم الأول، المكان الطبيعي للدفاع الحسني الجديدي”.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 12/07/2024