استحضار لفصول معلمة وضاءة في سجل الملاحم الوطنية
من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية
يخلد الشعـب المغربـي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، يوم الأحد 21 يوليـوز 2024، الذكرى الثالثة بعد المائة لمعركة أنوال المجيدة، التي حقق فيها المقاومون والمجاهدون المغاربـــة الأفذاذ بقيادة البطـل محمد بن عبد الكريم الخطابي انتصارا كبيرا على قوات الاحتلال الأجنبي.
لقد تميزت حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي التحريرية بدقة وإحكام التنظيم، وبالقدرة على الاستقطاب، وبالتخطيط المتقن، وبجودة الأداء وإصابة الأهداف، إذ كانت معركة أنوال في يوليوز سنة 1921 بمثابة الضربة القاضية للقوات الأجنبية بفضل الأسلوب المتطور في حرب العصابات واستباق الأحداث واكتساح الميدان.
لقد منيت القوات الاستعمارية خلال معركة أنوال بهزيمة ثقيلة أربكت حسابات الغزاة المحتلين الذين اهتزت أركان جيوشهم الجرارة المدججة بأحدث الآليات والتجهيزات العسكرية وبقوة الحديد والنار، فاضطروا بذلك للتفاوض مع المجاهدين لحفظ ماء الوجه.
وتميز مطلع الثلاثينات من القرن الماضي بالتحول الجديد الذي شهده مسلسل الكفاح الوطني بالانتقال إلى النضال السياسي كواجهة مواكبة ومكملة للمقاومة المسلحة، وتصدى أبناء الريف الأشاوس لما سمي بالظهير البربري الذي أصدرته سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية في 16 مايو 1930، والذي كانت تستهدف به تمزيق وحدة المغرب والتفريق بين أبنائه، وتصاعدت وتيرة النضال الوطني بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11يناير 1944 بتشاور وتناغم بين بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس عليه وطلائع الحركة الوطنية، ثم جاءت رحلة الوحدة في 9 أبريل 1947 إلى مدينة طنجة، وخطاب جلالة المغفور له محمد الخامس التاريخي بالمناسبة، لتذكي الصراع المحتدم بين العاهل المفدى والإقامة العامة للحماية الفرنسية.
واشتد الصراع في أعقاب المواقف البطولية لجلالة المغفور له محمد الخامس ومعه الحركة الوطنية في مواجهة الإقامة العامة للحماية الفرنسية التي كانت تتوهم أنها بإقدامها على فعلتها النكراء المتمثلة في نفي رمــز السيــادة المغربيــة جلالـــة المغفور له محمد الخامس إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى جزيرة مدغشقر يوم 20 غشت 1953، ستتمكن من إخماد جذوة المقاومة، غير أن هذه العملية الجائرة أججت وتيرة الكفاح الوطني الذي امتدت شرارته لكافة أرجاء الوطن إلى حين العودة المظفرة لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس حاملا معه مشعل الحرية والاستقلال .
واحتفاء بهذه الذكرى المجيدة التي تعتبر معلمة بارزة في سجل تاريخنا الحافل بالملاحم والبطولات، ستنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يوم الاثنين 22 يوليوز 2024 على الساعة العاشرة والنصف صباحا، مهرجانا خطابيا وتكريميا، بمقر عمالة إقليم الدريوش، تلقى خلاله كلمات تستحضر الدلالات الرمزية والأبعاد التاريخية لهذه المحطة الوضاءة في مسلسل الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي دفاعا عن حمى الوطن وحياضه وثوابته، وذلك بحضور السلطات الإقليمية والمحلية والمنتخبين ونشطاء المجتمع المدني والعمل الجمعوي والمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير.
كما سيتم بالمناسبة تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير وتوزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة المجاهدة الجديرة بموصول الرعاية والعناية.
هذا، وقد أعدت كافة النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومعها شبكة فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير وتعدادها 104 وحدة مفتوحة عبر التراب الوطني، عدة برامج أنشطة وفعاليات تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية بتنسيق وشراكة مع القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير ونساء ورجال الإعلام والاتصال.