وفاة مواطنة حامل ومصرع طفل بلدغة أفعى بـ «عيون أم الربيع» بإقليم خنيفرة

منطقة مستقطبة للسياح المغاربة والأجانب ولا تتوفر فيها سيارة إسعاف مجهّزة للطوارئ

 

فُجعت منطقة أم الربيع بإقليم خنيفرة مرة أخرى في وفاة امرأة حامل بسبب نزيف حاد، ثم طفل بلدغة أفعى، والقاسم المشترك بين الحالتين يتجلى في غياب أي وسيلة إسعاف، الأمر الذي عاد بالرأي العام المحلي من جديد إلى الحديث بمرارة عن افتقار المنطقة لسيارة إسعاف يمكنها تحسين خدمات الطوارئ الصحية، سيما أن المنطقة شهيرة، إقليميا ووطنيا، بل وعالميا، بكونها من المنتجعات السياحية التي تستقطب الكثير من الزوار، من داخل وخارج البلاد، وهو الواقع الذي يفرض ضرورة توفير سيارة إسعاف مجهزة بالمعدات الطبية اللازمة لضمان استجابة سريعة وفعالة في حالات الطوارئ، سواء لفائدة الزوار المغاربة والأجانب أو للساكنة المحلية.
وكانت المنطقة قد عاشت غضبا واسعا إثر وفاة مواطنة حامل، وهي أم لثلاثة أبناء، من «فلات»، وذلك بعد وضعها لمولودتها في بيتها وأصيبت بنزيف حاد، في انعدام أي إسعاف، ما جعلها تصارع ألمها على مدى ليلة كاملة إلى حين تم نقلها على متن وسيلة نقل خاصة من نوع «بيكوب»، في ظروف مأساوية، إلى المستشفى المحلي بمريرت، ممّا فاقم من وضعيتها الحرجة إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة قبل بلوغها لسريرها بهذا المستشفى الذي استقبلها «عبارة عن جثة»، حيث تم حجز أوراق سيارة السائق الذي نقل المرأة الحامل، الأمر الذي حمل الساكنة للاحتجاج، على اعتبار أن ما قام به هذا السائق يعتبر عملا إنسانيا نبيلا، فتمت الاستجابة باسترجاعه لأوراقه.
وبينما لم يفت المتتبعين وصف حالة هذه المرأة بـ»الجريمة البشعة» التي تستدعي فتح ما يلزم من التحقيقات لتحديد المسؤوليات، اهتزت المنطقة، بكثير من الحسرة والتذمر، على وقع مصرع طفل ب «تيبركانين»، لا يتجاوز عمره 9 سنوات، إثر تعرضه للدغة أفعى، وفي غياب مركز صحي وأمصال مضادة للسموم، وغياب سيارة إسعاف، حيث تم الاستنجاد بسيارة خاصة لنقل هذا الطفل على وجه السرعة وفي حالة حرجة للمركز الاستشفائي الإقليمي بخنيفرة، إلا أن تأخر عملية إنقاذه بسبب غياب خدمة الإسعاف وبُعد المسافة التي تناهز 45 كلم، أدى إلى وفاته في مشهد مؤثر للغاية، علما بأن المنطقة المذكورة تعرف خلال الصيف انتشارا واسعا للأفاعي والعقارب السامة.
وأمام استمرار المآسي التي ليس آخرها مأساة الطفل والمرأة الحامل، نظم عدد من سكان «فلات»وقفة احتجاجية، ما دفع بالسلطة المحلية إلى عقد لقاء طارئ في الفاتح من يوليوز 2024 بمقر قيادة الحمَّام، في حضور رئيس دائرة أجلموس وقائد المنطقة ونائب لرئيس جماعة أم الربيع، إلى جانب ممثلين عن الساكنة الذين بسطوا على طاولة هذا اللقاء ما تعانيه منطقتهم من تهميش وإقصاء، إضافة إلى مشكل سيارتي الإسعاف ونقل الأموات، ولم يكن من السلطات إلا إرغام مسؤولي جماعة أم الربيع على وضع سيارة إسعاف بالموقع السياحي «عيون أم الربيع» لتكون في خدمة الساكنة والزوار الذين يتوافدون على المنطقة، إلا أن الوضع بقي على حاله؟
ويذكر أن منطقة «عيون أم الربيع» سجلت الكثير من الحالات المؤلمة، منها على سبيل المثال لا الحصر، حالة مواطنة تعرضت في 24 يونيو المنصرم للدغة ثعبان، وبعدها بأربعة أيام تعرض طفل لمثل الأمر، حيث تم نقل الحالتين على متن سيارات خاصة كالعادة صوب المركز الاستشفائي الإقليمي بخنيفرة، وجرى إنقاذ حياتهما، ذلك دون الإشارة إلى حالات مستعجلة مختلفة سجلتها المنطقة، وتجمع بين غرقى ومرضى وحوامل وأطفال، ومصابين في حوادث متنوعة أو بلدغات عقارب وأفاعي وغيرها، وفي كل ذلك ما يحتاج لتقارير مفصلة، مقابل تحميل المسؤولية الكاملة لرئيس الجماعة وهو برلماني أيضا، مع سؤال آخر يرتبط بدار الأمومة؟


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 22/07/2024