عاد عدد من الفاعلين ومعهم آباء وأمهات طلبة بكليات الطب وطب الأسنان والصيدلة لمناشدة الحكومة ودعوتها لـ «رأب الصدع» وإيجاد مخرج حقيقي لأزمة أطباء الغد، خاصة بعد أن قاطع طلبة كلية العيون الذين لم يجتازوا الدورة العادية من الامتحانات الدورة الاستدراكية هي الأخرى بنسبة 100 في المائة، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول أفق هذه الأزمة التي تتسع رقعتها يوما عن يوم، إذ أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن نفس النهج اعتمد في كليات أخرى عرفت برمجة الدورة الاستدراكية أمس الاثنين، إذ تمت مقاطعتها بنسب كبيرة هي الأخرى؟
ونبّه عدد من المهتمين أصحاب الطرح الذي يفيد بأن «السنة البيضاء» أو ما يعرف بـ «الرسوب الجماعي» والذي يستعمل كمصطلح لمحاولة التخفيف من وقع الأزمة، لن تؤدي إلى خسارة عددية بخصوص أطباء الغد خلال الموسم الحالي، أن الكليات الجديدة لا ينطبق عليها هذا الوضع، كما هو الحال بالنسبة للعيون وكلميم والرشيدية وبني ملال، مشددين على أن «التدابير المعتادة» في الأزمات لن تأتي بحلّ منطقي ومعقول بالنسبة لما تعيشه كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة خلال الموسم الحالي.
وحمّلت عدد من الأطراف السياسية والمدنية مسؤولية هدر حوالي سبعة أشهر من زمن التكوين الجامعي في الطب والصيدلة للحكومة التي دبّرت هذا الملف بكثير من «التعنت والارتجال» وفقا لتصريحات مجموعة من الفاعلين، وساهمت في خلق توتر يتسع مداه في كل يوم عوض الإنصات الفعلي لهواجس وانشغالات الطلبة والتعامل معها بكل حكمة وجدية خدمة للصالح العام. وفي نفس السياق أدان عدد من آباء وأمهات الطلبة في تصريحات استقتها الجريدة ما عبروا عنه بـ «الدفع بمستقبل فلذات أكبداهم نحو أفق مجهول ومسدود يلفّه الغموض»، مستنكرين «حالة القلق وتبعاتها التي جعلت الحكومة أبنائهم يعيشونها والتي أرخت بظلالها على الأسر جميعها، بسبب هذا الوضع»؟
من جهة أخرى، وإلى جانب مقاطعة الامتحانات بكافة أشكالها، واصل طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة احتجاجاتهم في الشارع العام، إذ نظموا الأسبوع الفارط وقفة أمام البرلمان بعدما تم منع المسيرة التي كانوا يعتزمون تنظيمها، والتي عرفت دعما من طرف عدد من الفاعلين إلى جانب أمهات وآباء تواجدوا إلى جانب بناتهم وأبنائهم في هذه الوقفة، حيث تم ترديد مجموعة من الشعارات المنددة بهذا الوضع وبمآلاته وتبعاته، التي تدعو إلى إيجاد حل فعلي لهذه الأزمة.
مقاطعة الدورة الاستدراكية بكليات الطب والصيدلة تتواصل ونداءات قوية لتفادي «الرسوب الجماعي»
الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 23/07/2024