بعضها اتخذ شكلا احتجاجيا سلميا:مطالب بتذليل صعوبات إعادة البناء بإقليم الحوز والتخفيف من معاناة القاطنين مع التقلبات المناخية

نظّم عدد من المتضررين بجماعة ثلاث نيعقوب إقليم الحوز، الأسبوع الماضي، مسيرة احتجاجية سلمية تنديدا بما وصفوه «استمرار معاناتهم وتعرضهم للتهميش والإقصاء من قبل بعض المسؤولين على إعادة الإعمار بالمناطق المنكوبة» التي تعرّضت لزلزال الثامن من سبتمبر 2023، الذي شمل دماره مجموعة من الأقاليم، أبرزها الحوز، وورزازات، وأزيلال، وتارودانت، ومراكش، وشيشاوة، وأودى بحياة الآلاف»، إذ بلغ عدد متضرريه 2.8 مليون نسمة حسب الأرقام الرسمية التي تم الإعلان عنها، إضافة إلى انهيار ما لا يقل عن 59 ألفا و674 منزلا.
وعبّر عدد من السكان عن امتعاضهم «من استمرار معاناتهم وانعدام المأوى بالنسبة لهم، إذ وبعد مرور ما يقارب السنة، لا يزال عدد من بنات وأبناء إقليم الحوز يوجدون في وضعية «تشرّد»، يعيشون في الخيام البلاستيكية التي لم تقهم قساوة البرد ولم تحمهم كذلك من لهيب الصيف خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى 45 درجة»، وفقا لتصريحات عدد من المتضررين. ويشتكي عدد من قاطني المنطقة؛ رغم الجهود المبذولة رسميا التي يتم الإعلان عن تفاصيله بين الفينة والأخرى؛ من «شح موارد العيش الكريم كالغذاء والماء الصالح للشرب والكهرباء، إضافة إلى ضعف تواجد المرافق الصحية».
وكانت السلطات المختصة قد أعلنت في وقت سابق عن مجهوداتها المبذولة بهدف تسريع وتيرة الأشغال لبداية إسكان المتضررين قبل حلول فصلي الخريف والشتاء، لكن وبحسب عدد من المتضررين، «لا تزال فئة من الأسر لم تستلم التمويل المالي اللازم لمباشرة عملية الإصلاح أو إعادة البناء»، وفئة أخرى «لم تبدأ بعد العملية الأولية من انتشال الحطام الذي أسفر عنه الزلزال»، وهو ما يبين، حسب المعنيين، أن جهود إعادة الإعمار تعرف بعض الببطء في عدد من الحالات»؟.
وجاءت الوقفات، التي قال أصحابها بأنها سلمية «لإعادة للفت انتباه المجتمع المدني وتذكير المسؤولين بما يعانيه المتضررون بالمناطق الجبلية، ولمطالبة الحكومة بأن تتدخل عبر تجاوز التدابير اللحظية»، مشددين على «حقهم في الحصول على إجابات تبعدهم عن حالة التيه». وطالب عدد من سكان جماعة ثلاث نيعقوب بالأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المناطق الجبلية ومراعتها في مساطر الاستفادة من التعويضات الخاصة بالهدم الجزئي والهدم الكلي ومراقبة أسعار البناء التي عرفت ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة، لافتين الانتباه «إلى قلّة اليد العاملة وصعوبة الوصول للعديد من الدواوير ذات التضاريس الجبلية الصعبة والتي تنعدم فيها الطرق المعبدة وتملؤها المسالك الوعرة».
وعلاقة بالموضوع، عقد الائتلاف المدني من أجل الجبل ندوته الأولى ضمن سلسلة من الندوات التي تناقش واقع حال المناطق المتضررة من زلزال الأطلس الكبير، لتسليط الضوء على التحديات والظروف الصعبة التي يعانيها سكان المناطق الجبلية، إضافة إلى عرض مستجدات عمليات إعادة البناء والترميم لتلك المناطق المنكوبة، والعمل على تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة.

صحافية متدربة*


الكاتب : زينب مديح *

  

بتاريخ : 24/07/2024