على هامش احتضان مدينة آسفي الأسبوع الماضي (لمهرجان العيطة )، استضافت نشرة أخبار الظهيرة بالقناة الثانية ، ظهر يوم الأحد 21يوليوز 2024 ، رائد العيطة وأحد رموزها الكبار بمدينة أسفي ، جمال الزرهوني ، كضيف النشرة . للحديث عن الأجواء التي مر فيها المهرجان ، والمشاركين فيه ، ومدى رسوخ هذا النمط من الغناء الشعبي ، بمدينة آسفي ، وهو ما جعل ضيف الظهيرة التعمق في سرد تاريخ منطقة عبدة وارتباطها بالعيطة الحصباوية التي انطلقت من بلاد الحصبة المتواجدة بتراب عبدة ، ورموز هذا النوع الغنائي الشعبي ، بفضل وجود كتاب ومؤلفين لأبيات العيطة الحصباوية التي تعتمد على البدوية في مجملها ، ووجود أسماء لامعة لمغنيات رائدات وعازفين مهرة ، ذكرهم جمال الزرهوني بالإسم والموقع الذي كانوا متواجدين فيه .
و أكد جمال الزرهوني ،على أن اهتمام شباب آسفي بمجال العيطة يجعل المتتبع لهذا الشأن يطمئن بكل أريحية على مستقبل العيطة العبدية، إلا أن وجود مغنيات العيطة أصبح من النادر العثور عنه ، بعد رحيل الأسماء الوازنة التي كانت تعج بها مدينة آسفي، مما يستوجب الانفتاح في البحت عن البديل، وهو ما تساعدنا عنه وزارة الثقافه بفتحها قاعة للندوات واللقاءات ، الثقافية والفنية ، في حين أن هناك مغنيات بعضهن يتواصل معه، ذكرهن بالإسم ، ومنحهن بعض الأغاني من فن العيطة .
الى أن سياق الحوار الشيق قاد جمال الزرهوني إلى ذكر أغنية خربوشة التي ذاع صيتها، وأدتها العديد من المغنيات ، والتي أكد بما لا يترك مجالا للشك ، أن كلمات وأبيات أغنية خربوشة المتداولة غير حقيقية ولاتبث لأغنية خربوشة الأصلية بأية صلة . خصوصا وأنها تحمل جملا تتضمن السب والقدف ظلما وجورا وعدوانا في حق القائد عيسى بن عمر العبدي، وأضاف أن فيلم خربوشة هو الآخر يحمل مشاهد لوقائع كاذبة بعيدة كل البعد عن الحقيقة . بل أكثر من ذلك يضيف ضيف الظهيرة ، جمال الزرهوني أن المخرج حميد الزوغي عرض عليه المشاركة في فيلم خربوشة ، إلا أنه امتنع عن المشاركة مؤكدا أنه لا يمكن أن يشارك في فيلم يبتعد كليا عن الواقع والحقيقة، فرد عليه المخرج ،أنه يعتمد على الخيال أكثر من 80% .
وحسب ما صرح به جمال الزرهوني لنشرة الظهيرة بالقناة الثانية ، فإن مجموعة من حفدة القائد عيسى بن عمر العبدي، خصوصا مؤسسة حفدة القائد السي عيسى بن عمر ، تتساءل، كيف لمخرج يسعى بكل الوسائل إلى ضمان أرقام مهولة من المشاهدين لهذا الفيلم ، على حساب طمس الحقائق والوقائع ، واللجوء إلى الخيال المؤدي إلى تلطيخ سمعة قائد يشهد له البعيد قبل القريب بإخلاصه لوطنه ومهنته من خلال مواقفه لضبط الأمن والقضاء على الفتن، ومن المؤرخين المغاربة والأجانب ما أكدوا ذلك ، إن المشاهد المغربي داخل وخارج الوطن رسخت في دهنه وعقله ودماغه ، مشاهد فيلم خربوشة، والتي هي من صميم خيال المخرج وبتزكية من المنتج. فكيف يمكن أن تزيح ما رسخ في أدهان ملايين من المشاهدين، علما أن القناة الثانية أعادت عرض فيلم خربوشة عشرات المرات .
وفي اتصال مع الناطق الرسمي لمؤسسةحفدة القائد عيسى بن عمر العبدي، أكد هذا الأخير أن ما جاء على لسان أحد رموز العيطة العبدية : جمال الزرهوني ، يعتبر فضيحة تاريخية وفنية ، لأن المخرج والمنتج زورا حقائق تاريخية ، من أجل الربح المادي، في حين أن الفن السابع هو فن نبيل ، يسعى لإبراز حقائق وقائع حقيقية لتعاش من جديد ، وتقدم للأجيال الحالية ، وليس العكس ، ولأن ذلك يمس بسمعة حفدة هذا القائد ، فإننا نحتفظ بحقنا في اللجوء إلى العدالة ، لأننا في دولة الحق والقانون .