موسم أصيلة: عبد القادر المليحي، رسام ماسك ب «خطوط» الإبداع

برواق قصر الثقافة بمدينة أصيلة، تؤثت عشرات اللوحات للفنان المغربي عبد القادر المليحي جدران المبنى التاريخي، في معرض موسوم بعنوان «خطوط».
هي خطوط الإبداع في الرسم والتشكيل التي برع في الإمساك بها عبد القادر المليحي، سليل عائلة «زيلاشية» مولعة بالفن، بفضل موهبة متوارثة صقلها بدراسته في مدرسة الفنون الجميلة بتطوان، ثم بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة في أنغوليم بفرنسا.
يقول الناقد أحمد فاسي عن المعرض الذي سيتواصل إلى غاية 31 دجنبر المقبل، «باختصار، يميط عبد القادر المليحي اللثام عن تجليات أيقونية مختلفة تماما، مع هذا الاستكشاف والاستجلاء لمفاهيم الحركة والركود (أو الجمود) التي أدت ولادة أعمال تتمتع بتعقيد مذهل ومدهش».
في لوحات المعرض، أشكال هائمة تشكلها خطوط متداخلة، تحيل بعضها المشاهد على أعضاء الجسد، كالأعين والسيقان والأوجه والشفاه، لكن دون أن تمنحه يقينية إدراك ما يراه، وبعض اللوحات مطبوعة بأزرق وأبيض أصيلة، وأخرى كأنها انتشلت من سواد الليل، مع بقع برتقالية فاقعة تخلخل انسيابية الألوان.
ويضيف أحمد فاسي يجب أن يكون الرصيد الكبير للرسام هو هذا الشعف العظيم بالجوهر البشري في كل ما يكشف عنه من الأحاسيس، وربما الدهشة، إن لم يكن ما يكشف عنه ويثيره من الأسئلة التي تقيم على حافة ما لا يوصف».
وقال عبد القادر المليحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه لشرف كبير لي تقديم اللوحات في مدخل قصر الثقافة، ضمن فعاليات الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الخامس والأربعين.
عن التقنيات المستعملة في إبداع اللوحات، أوضح المليحي، المولود بأصيلة عام 1966، أن المعرض يشمل لوحات أنجزت على القماش ولوحات أخرى أنجزت على الورق، في بعضها اشتغلت بالرسم بالفحم على الورق، لكن بطريقة مبتكرة وتلقائية ومركبة.
وأضاف أن اللوحات هي «أشكال مختلفة، أحيانا هندسية، كلها تقريبا أعمال تتعلق بالإنسان، سواء من خلال رسم الجسد بكامله أو بعض أعضائه كالوجه».
وتابع اخترت اسم «خطوط» لهذا المعرض لأن كل الأعمال أنجزت انطلاقا من خطوط حددت أبعاد الأشكال الهندسية الأساسية في اللوحة، ثم قمت بإدخال الألوان عليها، اشتغلت بالأسود والأبيض وأحيانا بالأزرق والأبيض أو ألوان أخرى».
اختار المليحي، الشقيق الأصغر للفنان الراحل محمد المليحي، الاشتغال على الجسد بعناد منذ بداياته الأولى، ولعل معارضه الأخيرة تضم تقريبا كلها لوحات مستوحاة من الجسد، وهو اختيار ينفذه بتقنيات مختلفة وعلى حوامل مختلفة وبألوان وأشكال مختلفة.
ويلخص أحمد فاسي هذه الاختيار بقوله إنه «عناد فنان مقتنع حد الثمالة باختياراته الأيقونية، وجملة أرصدة ذات صلة بمراس رسام ملهم، قادرة على فتح العين على الصورة، مع هذه التحليق والتعالي متعدد المشارب، لتشكيل ونسج حقيقة أخرى، وكون خاص واستثنائي»، مبرزا إنه «سحر الإقلاع المتسامي».


بتاريخ : 25/07/2024