أزمة الماء تصيب الدارالبيضاء والمدن المجاورة لها

توزعت «أعراضها» ما بين انقطاعات، ضعف الصبيب، تغير اللون والمذاق وغيرها …

 

تعيش مدينة الدارالبيضاء وعدد من المناطق المجاورة لها على إيقاع أزمة واضحة في الماء الصالح للشرب، التي توزعت ملامحها وعناوينها ما بين الانقطاعات المتكررة والممتدة لساعات ثم لأيام، دون إشعار للمواطنات والمواطنين من اجل اتخاذ التدابير المناسبة لتامين حصولهم على الماء، وما بين انخفاض صبيب المياه القادمة عبر الصنابير، وما بين تغير لونه في مناطق ورائحته ومذاقه في أخرى؟
وضعية أقلقت الكثير من المواطنات والمواطنين الذين أبدوا في تصريحات وفي تعاليق وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تخوفاتهم من كيفية تدبير هذه المادة الحيوية، الأمر الذي تسبب في حرمانهم منها أو خلق لهم صعوبات للحصول عليها، خاصة في فصل الصيف، كما عبروا عن قلقهم كذلك من إمكانية أن يتعرضوا لتعبات صحية تضر بهم جراء استعمال مياه ملوثة أو مفتقدة للجودة ولمعايير السلامة المطلوبة، خاصة بعد ما وقع في منطقة «واد مرزك» بتراب دار بوعزة.
وعاشت عدد من المناطق خلال الأيام الأخيرة، ومن بينها حد السوالم، سيدي رحال الشاطئ، البئر الجديد، سيدي بنور، الجديدة، برشيد، وأحياء في الدارالبيضاء، إلى جانب بوزنيقة وسطات وغيرها، أزمة بسبب شح أو انعدام المياه، مما جعل القاطنين يعبرون عن غضبهم من هذا الوضع، الذي يرى الكثير منهم بأن تدبيره يتجاوز إشكالية الجفاف إلى ما هو أعمق، وبأن هناك واجهات أخرى تستنزفه بشكل أكبر، بعيدا عن الاستهلاك اليومي للمنازل الذي لا يشكل إلا نسبة قليلة جدا مقارنة بأوجه أخرى من استغلال الماء. وعاشت عدد من الأحياء الجديدة، التي يقطنها مغاربة الخارج، الذين لا يزورونها إلا مرة في السنة، ويتعلق الأمر بفترة الصيف، نفس المعاناة في الأيام الأخيرة، مما جعل الكثيرين يستنكرون ما يقع، بالنظر إلا أن المعنيين اقتنوا مساكنهم في مناطق ساحلية ليعودوا إليها مع أسرهم خلال زيارتهم لوطنهم، ولكي يقضوا بها وقتا طيبا، فإذ بالإجراءات المتحكمة في وصول الماء إلى المنازل تعكّر صفو الكثيرين وتتسبب لهم في مشاكل جمّة، خاصة الذين لديهم أطفال يعتبر الماء باستعمالاته المختلفة من بين الضروريات اليومية؟
وعلاقة بإشكالية الماء، التي لا تعاني منها الدارالبيضاء والمدن المجاورة لها لوحدها فقط بل تشمل الأزمة مختلف مناطق المغرب، يؤكد عدد من المهتمين بالشأن المائي والبيئي عموما، أن تراجع مستويات المياه بسد المسيرة الذي يعتبر الشريان المزود لجنوب الدارالبيضاء والمدن المجاورة يعتبر أمرا مقلقا، وهو ما يجعل السلطات المختصة تقوم بتدابير مختلفة من أجل ترشيد استعماله، مشيرين إلى أن عمليات الربط المائي بين حوضي سبو وأبي رقراق تتيح تحويل ما بين 300 و 400 مليون متر مكعب سنويا، فضلا عن مشروع ربط المنظومتين المائيتين لشمال وجنوب العاصمة الاقتصادية لتعزيز تزويد الماء الشروب من سد سيدي محمد بن عبد الله، وفقا لتصريحات رسمية سابقة أشارت إلى هذا الأمر، وهي التدابير التي لم تحل دون تسجيل الخصاص في الماء الذي تعرفه اليوم الدارالبيضاء ونواحيها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 25/07/2024