فاعلون مدنيون وصحيون يعلنون إطلاق منصة تفاعلية من الرباط للمساهمة في مواجهة السل

يعتبر تاسع الأمراض المميتة عالميا ويتسبب في وفاة 40 % من المصابين بالسيدا

 

يعتبر مرض السل من بين الأمراض القاتلة في حال لم يتم التكفل بها وعلاجها بالشكل الصحيح، إذ يحتل الرتبة التاسعة في قائمة الأمراض المميتة، وفقا لتأكيدات مختصين في الصحة العامة، ويشكل هذا المرض كذلك نسبة 40 في المئة من الوفيات بالنسبة للأشخاص المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة، نظرا لأن السل يكون مقترنا بمجموعة من الأمراض التي تضعف وتفقد المناعة بالنسبة للأشخاص.
وضعية صعبة بتبعات صحية واجتماعية واقتصادية ليست بالهيّنة، وهو ما يدفع المختصين والمهتمين، الحكوميين والمدنيين، لتسطير مبادرات من أجل العمل الجماعي سعيا وراء تقليص معدلات انتشار المرضين معا، لكونهما يشكلان تحدّيا صحيا. ومن بين هذه المبادرات الخطوة التي قامت بها الجمعية المغربية للتضامن والتنمية يوم الأربعاء الأخير بمدينة الرباط، التي أطلقت منصة تفاعلية تحمل اسم «سيدا وسل»، بدعم من العديد من الشركاء الحكوميين وغير الحكوميين والأطراف المعنيين الرئيسيين في مجال الاستجابة لمرض السيدا والسل.
وأعلن أصحاب المبادرة في لقاء صحفي تم تنظيمه بالمناسبة أن من شأن هذه المنصة الافتراضية توفير وتقديم معلومات علمية وطبية عن مرضي السل والسيدا، مؤكدين على أنها ستكون فضاء مؤمنا يمكن من خلالها للأشخاص المعنيين والجمعيات من تبادل ومناقشة هذا الموضوع، حيث أكدت رئيسة الجمعية فاطمة مصدق في كلمة لها أن الجمعية ساهمت في إضفاء دينامية على النسيج الجمعوي الذي يهتم بالشأن الصحي، والعمل على تنمية كفاءات الفاعلين في المجتمع المدني، وتشبيك الجمعيات مع إنشاء الشبكة الوطنية للجمعيات العاملة في مجال مكافحة داء السيدا والسل، مؤكدة في نفس السياق على أن الجمعية تمكنت من تطوير مقاربتها للتدخل في حالات الاستعجال، وبالتالي تعزيز تدخلاتها وقدرتها على العمل مع مختلف الجمعيات المحلية من خلال إظهار التفاعل والقدرة على التكيف.
وعلاقة بالموضوع، أكدت مريم بيكديلي ممثلة منظمة الصحة العالمية في المغرب في كلمة لها على أن السيدا والسل هما من بين أكبر التهديدات للصحة العامة العالمية، ويتسببان في وفاة الملايين كل عام، مشددة على أنهما يتسببان في آثار مدمرة على المجتمعات، خاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للقضاء على هذه الأمراض، وذلك بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتشجيع الابتكار لتحسين الوقاية من هذه الأمراض والكشف عنها وعلاجها.
وفي السياق ذي صلة، أوضح حسن الرحيلاني، مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية – الإيدز بالمغرب، بأن مواجهة السيدا وداء السل تظل تحديا كبيرا، لكن بفضل تكتل الجهود فقد استطاع المغرب تحقيق تقدم كبير في هذا المجال، مشيرا إلى أن الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية – الإيدز تراجعت بنسبة تفوق 35 في المائة، والوفيات الناجمة عن هذا المرض بنسبة 55 في المائة، كما اتسعت رقعة تغطية العلاج المضاد للفيروسات القهقرية لتصل إلى ما يفوق 70 في المائة من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، فضلا عن تراجع عدد الوفيات المرتبطة بمرض الإيدز بنسبة 68 في المائة مقارنة بعام 1990.
وأعلن المشاركون في الندوة عن إطلاق المنصة الافتراضية التي تندرج في إطار برنامج «تسريع الاستجابة لمرض السيدا والسل في المغرب في أفق 2030»، الذي ينفذ بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وبدعم مالي من الصندوق العالمي لمحاربة داء السيدا والسل والملاريا، قصد دعم الجهود الوطنية في مجال مكافحة المرضين معا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 29/07/2024