السالك الموساوي : استثمارات إنجاز مشاريع كبرى فاقت الـ 10ملايير دولار، ومعدل الإنجاز المشاريع يتجاوز الـ 80 ٪

إن المشاركة
الواسعة والمكثفة لساكنة الأقاليم الصحراوية في كل الاستحقاقات الانتخابية، لدليل قاطع على أنها
قررت مصيرها بشكل نهائي واختارت بكل حرية التشبث بوحدة وطنها وترابها والمشاركة في رقيه ونمائه

 

تطورات قضية الوحدة الترابية وانعكاساتها على تنمية الأقاليم الجنوبية

دعني أؤكد لكم بأن الأقاليم الجنوبية للمملكة تعرف ازدهارا وتسارعا للتنمية بها بفضل الاستثمارات الضخمة التي أطلقتها المملكة، مند سبعينيات القرن الماضي.
مع التأكيد على أن دينامية الإصلاح والاستثمار، تسارعت مع إطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس للنموذج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية، سنة .2015
إن هذا النموذج يشكل آلية لتطبيق وتسريع ورش الجهوية الموسعة، التي تروم ضمان الحكامة الديمقراطية والتنمية البشرية المستدامة المندمجة، بما يتلاءم مع خصوصيات منطقة الصحراء، وفي امتثال تام لأهداف الأمم المتحدة المتعلقة بالتنمية المستدامة.
ودعني أشير هنا إلى أن هذا النموذج يشكل آلية لتطبيق وتسريع ورش الجهوية الموسعة، التي تروم ضمان الحكامة الديمقراطية والتنمية البشرية المستدامة المندمجة، بما يتلاءم مع خصوصيات منطقة الصحراء، وفي امتثال تام لأهداف الأمم المتحدة المتعلقة بالتنمية المستدامة.
هي ليست شعارات، بل برامج تنموية حقيقية، في إطار استراتيجية وطنية للتنمية الشاملة والمندمجة، تروم الارتقاء بظروف عيش الساكنة المحلية وإنجاز المشاريع الكبرى للبنيات التحتية، بغية تمكين المنطقة من إقلاع حقيقي.
وبفضل هذه الرؤية الملكية الرشيدة والمتبصرة، فاقت استثمارات إنجاز مشاريع كبرى الـ 10ملايير دولار، لاسيما في مجالات البنيات التحتية والصحة والتعليم والتكوين والصناعة والفلاحة والطاقات المتجددة والصيد، كما أن معدل إنجاز المشاريع يتجاوز الـ 80بالمائة، ومنها من دخل مجال الخدمة من أسابيع كمشروع الطريق السريع تزنيت – الداخلة.

منجزات الحكم الذاتي ومدى مساهمة المنتخبين المحليين في دعمه ونشر إشعاعه دوليا:

نحن، كممثلين منتخبين للصحراويين في البرلمان المغربي، نؤيد ونثمن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة المغربية كحل عادل ودائم للنزاع حول الصحراء. ونرى في هذا المقترح خطوة هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التنمية والازدهار للساكنة المحلية ولعموم الشعب المغربي. ونؤكد على أن هذه المبادرة جاءت استجابة لنداءات مجلس الأمن والمجتمع الدولي، بهدف إيجاد حل واقعي وعملي ومستدام وقائم على التوافق لقضية الصحراء ووضع حد لمعاناة الساكنة المحتجزة بمخيمات تندوف.
إن مقترح الحكم الذاتي هو السبيل الوحيد أمام ساكنة المنطقة لتدبير شؤونها بشكل ديمقراطي، من خلال الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية التي يقترحها، كما أن مخطط الحكم الذاتي يتميز باحترام المجتمع الديمقراطي الحديث ودولة القانون، والهويات الثقافية والاجتماعية والحريات الفردية والجماعية، والتنمية السوسيو-اقتصادية.
ومازلنا نؤكد كممثلين لمواطنات ومواطني أقاليمنا الجنوبية ، أن مقترح الحكم الذاتي قام وتأسس على مبدأي التشاور والتوافق وفي إطار عملية تشاركية من خلال مشاورات وطنية واسعة النطاق قامت بإشراك الساكنة المحلية في منطقة الصحراء والأحزاب السياسية، فضلا عن مشاورات على المستويين الإقليمي والدولي. وهو ما جعل مجلس الأمن الدولي يصفها منذ العام 2007إلى اليوم بـ»الجادة وذات المصداقية»، لانسجامها التام مع مبادئ القانون الدولي وميثاق منظمة الأمم المتحدة.
وهو التطور الذي تعزز في السنوات الأخيرة عبر حصول مقترحنا للحكم الذاتي على دعم أزيد من 107من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وافتتاح حوالي 30دولة ومنظمة إقليمية قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة، مما يكرس السيادة المغربية على أقاليمها الجنوبية بشكل نهائي.
ونحن كممثلين للساكنة وكفاعلين سياسيين وطنيين، ندعم الجهود التي تبذلها المملكة المغربية لنشر وترسيخ مبادرة الحكم الذاتي على الصعيد الدولي، ونعمل كمنتخبين على دعم هذه الجهود من خلال:
• المشاركة في المؤتمرات والمنتديات الدولية: نشارك بانتظام في مختلف الفعاليات الدولية المتعلقة بقضية الصحراء، ونعرض وجهة نظرنا كمغاربة من أصول صحراوية، ونشرح مزايا مقترح الحكم الذاتي كحل سلمي، منصف، عادل وقابل للتطبيق لإنهاء هذا النزاع المفتعل حول وحدتنا الترابية. • التواصل مع البرلمانيين وصناع القرار الدوليين: نتواصل مع نظرائنا من البرلمانيين وصناع القرار في مختلف الدول، ونشرح لهم موقفنا من قضية الصحراء، ونشجعهم على دعم مقترح الحكم الذاتي وتأكيد وحدة المغرب الترابية. • التوعية بأهمية الحكم الذاتي: ننظم حملات وأنشطة داخل المغرب وخارجه، لشرح مضامين مقترح الحكم الذاتي ومزاياه، وتعزيز الدعم الشعبي لهذا الحل السلمي.

منهج الصحراويين الوحدويين في التعاطي مع ادعاءات الانفصاليين تمثيل ساكنة الصحراء المغربية :

لطالما كانت تمثيلية الصحراويين من طرف جبهة الانفصاليين إحدى القضايا المثارة من قبل خصوم المغرب. كمغاربة منحدرين من الأقاليم الجنوبية للملكة، نرد على هذه الدعاوى من خلال التأكيد على الشرعية الديمقراطية التي نمثلها كممثلين منتخبين من الساكنة المحلية في المؤسسات التمثيلية الوطنية والجهوية والمحلية. نحن نعيش في هذه الأقاليم ونعرف تطلعات سكانها، ونعمل جاهدين لتحقيق مصالحهم وتحسين ظروفهم المعيشية، وبالتالي نفرض أن يزايد علينا أحد بهذا الخصوص. إن الساكنة تتوفر على نخب سياسية على مستوى المؤسسات الوطنية والمجالس الجهوية والمجالس الإقليمية، وأشير هنا إلى أن جميع الرؤساء المنتخبين وأعضاء المجالس الجهوية والمحلية في الصحراء المغربية ينحدرون من المنطقة، مما يكرس تدبير الساكنة لشؤونها المحلية.
ودعني أؤكد لكم وبكل ثقة، أننا نحن الممثلون الوحيدون لساكنة الصحراء المغربية الذين يتمتعون بالشرعية الديمقراطية والتمثيلية، على عكس شردمة تدعي بكل وقاحة، ودون سند قانوني او شرعي، أنها ممثلة لهذه الساكنة.
إن المشاركة الواسعة والمكثفة لساكنة الأقاليم الصحراوية في كل الاستحقاقات الانتخابية، لدليل قاطع على أنها قررت مصيرها بشكل نهائي واختارت بكل حرية التشبث بوحدة وطنها وترابها والمشاركة في رقيه ونمائه. وأسرد في هذا السياق مؤشر نسبة المشاركة في الانتخابات العامة ليوم 8شتنبر ، 2021حيث سجلت 66.94بالمائة بالنسبة لجهة العيون-الساقية الحمراء و 58.30بالمائة في جهة الداخلة-وادي الذهب، وهي الأعلى على الصعيد الوطني، وهي الانتخابات التي جرت في أجواء شفافة وطبعت بالتنافس الديمقراطي الشريف، وتابعها، بشكل مستقل ومحايد، 5020مراقبا وطنيا ودوليا.
بالإضافة إلى ذلك، نحرص على التواصل المباشر مع المجتمع الدولي لشرح واقع الوضع في الأقاليم الجنوبية والتقدم الحاصل على الأرض. ونؤكد على أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وأن جبهة البوليساريو لا تمثل سوى مصالحها من يقف وراءها، ولا تعبر عن تطلعات الساكنة في الصحراء المغربية.
نرد على هذه الادعاءات من خلال: • المشاركة الفعالة في الحياة السياسية: نشارك بفعالية في الحياة السياسية المغربية، وننتخب من قبل الساكنة لتمثيلهم في مختلف المؤسسات الدستورية كما تمت الإشارة إلى ذلك سابقا. • التواصل مع المجتمع المدني الصحراوي: نتواصل بانتظام مع مختلف فعاليات المجتمع المدني الصحراوي، ونستمع إلى انشغالاتهم واحتياجاتهم، ونعمل على ترجمتها إلى برامج ومشاريع ملموسة على أرض الواقع. • تعزيز التلاحم الوطني: نعمل على تعزيز التلاحم الوطني بين جميع مكونات الشعب المغربي، ونظهر للعالم أن الصحراويين هم مغاربة أصلاء، وأنهم يعتزون بانتمائهم لوطنهم المغرب.

الصحراء المغربية كعنصر ربط بين القارتين الأوروبية والإفريقية ومدى تعاظم هذا الطرح مع إنشاء ميناء الداخلة :

تمثل الصحراء المغربية، بفضل موقعها الجغرافي المتميز على ملتقى الطرق بين القارة الإفريقية والقارة الأوروبية، بوابة هامة للتبادل التجاري والاقتصادي بين القارتين. وتساهم مشاريع البنية التحتية الكبرى التي تم إنجازها في الصحراء، وإنشاء ميناء الداخلة يعزز من هذا الدور الاستراتيجي. حيث ستصبح المنطقة مركز لوجستي هام، سيساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل جديدة.
إن ميناء الداخلة سيضع الأقاليم الجنوبية في محور شبكة الطرق البحرية الدولية، من خلال توفره على منطقة صناعية لوجستية، ومنطقة مخصصة للتجارة وقسم مخصص لتطوير صناعة الصيد البحري، كما سيجعل من الأقاليم الجنوبية منصة محورية إقليمية للاستثمار والخدمات اللوجستية والتجارة الدولية، لا سيما مع القارة الإفريقية. ونحن كممثلين لساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة، نرى أن مستقبل هذا الدور سيكون أكثر إشراقا، خاصة مع التركيز على العناصر الآتية: • تطوير الممر التجاري: يعمل المغرب على تطوير الممر التجاري بين إفريقيا وأوروبا عبر الصحراء المغربية، من خلال تحسين البنية التحتية، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتشجيع الاستثمار في مجال النقل واللوجستيات. • تعزيز التعاون الإقليمي: يسعى المغرب إلى تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية والأوروبية، من أجل تطوير مشاريع مشتركة في مختلف المجالات، مثل التجارة، والصناعة، والسياحة، والثقافة. • استثمار أمثل للموارد الطبيعية: يعمل المغرب على استثمار الموارد الطبيعية الغنية للصحراء المغربية، بشكل مستدام وصديق للبيئة، لخلق فرص عمل جديدة وتحقيق التنمية الاقتصادية للمنطقة.

الأقاليم الصحراوية كقاعدة إفرو-أطلسية:

يسعى المغرب إلى ربط نفسه بالعمق الأفريقي عبر البوابة الأطلسية، ونرى أن الأقاليم الجنوبية تلعب دو ًرا محوريًا في هذا الاتجاه. بفضل موقعها الجغرافي وتطور بنيتها التحتية، يمكن أن تصبح هذه الأقاليم قاعدة لوجستية وتجارية رئيسية تخدم القارة الأفريقية وتربطها بالأسواق العالمية. ونذكر في هذا السياق بالخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء نونبر الماضي، والذي أكد فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس على ضرورة تعزيز الواجهة الأطلسية باعتبارها فضاء للتواصل الإنساني والتكامل الاقتصادي، بما يخدم مصالح كافة دول المنطقة وخارجها، في إطار مقاربة رابح-رابح.
وأشار جلالته إلى أن هذا الهدف يتجسد من خلال المبادرات الملكية الثلاث، وتشمل خط أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، والمبادرة الأطلسية الإفريقية، والمبادرة الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، مبرزا أن الصحراء المغربية ستضطلع، بفضل ديناميتها وازدهارها، بدور رئيسي باعتبارها فضاء للأمن والاستقرار والتنمية المشتركة في إفريقيا وفي الفضاء الأطلسي وخارجه، وبصفتها منصة محورية وبوابة أوروبا والأمريكتين نحو إفريقيا.
نحن كنخبة صحراوية ندعم هذه الاستراتيجية من خلال تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية وتشجيع الاستثمارات المشتركة.

خصوصية علاقة جلالة الملك محمد السادس مع الأقاليم الصحراوية:

تجسد علاقة الملك محمد السادس مع الصحراء المغربية نموذجا فريدا للارتباط الوثيق بين القائد وشعبه. فجلالة الملك، منذ توليه الحكم، يولي اهتماما خاصا للصحراء المغربية، ويسعى جاهدا لتحقيق التنمية الشاملة للمنطقة وتحسين مستوى معيشة ساكنتها. وتتميز هذه العلاقة ب:
• الاهتمام بالتنمية: يولي جلالة الملك اهتماما بالغا للتنمية في الصحراء المغربية، وقد أطلق العديد من المشاريع الكبرى في مختلف المجالات، مثل البنية التحتية، والتعليم، والصحة، والاقتصاد. • العناية بالهوية: يولي جلالة الملك اهتماما خاصا بالحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية للصحراء المغربية، ويدعم العديد التظاهرات والفعاليات الثقافية، وساهم في حماية وتثمين المواقع الأثرية والرأسمال اللامادي للمنطقة. • التواصل المباشر: يحرص جلالة الملك على التواصل المباشر مع ساكنة الصحراء المغربية، ويستمع إلى انشغالاتهم واحتياجاتهم، ويتفاعل معهم بشكل دائم.
وكل هذه العوامل تجسد عمق العلاقة بين الملك محمد السادس والصحراء المغربية، وتؤكد على التزام جلالته بأمنها وازدهارها.
ختاما:
نحن، كمغاربة من أصول صحراوية، نؤمن إيمانا راسخا بوحدة المغرب وسيادته على كامل ترابه، ونثمن الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس لتحقيق التنمية الشاملة للصحراء المغربية وتحسين مستوى معيشة ساكنتها. ونعمل كمنتخبين على دعم هذه الجهود، وتعزيز التلاحم الوطني، ونشر رسالة السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة تحت قيادة ورؤية جلالة الملك محمد السادس.

* عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
برلماني


الكاتب : السالك الموساوي

  

بتاريخ : 29/07/2024